الصحافة

سكاف يحرّك أحجار الرئاسة وطلب النجدة من الدوحة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

رغم انشغال القوى السياسية بمتابعة الأحداث في غزة وجنوب لبنان وربطها بالتطوّرات الأخيرة في اليمن، لا يغيب ملف رئاسة الجمهورية عن جزء من هذه المشاورات وإن لم تؤدّ الى الهدف المنشود وإنتاج رئيس للجمهورية ينتظره اللبنانيون.

وفي زحمة انغماس الرئيس نبيه بري في متابعته أحداث غزة والجنوب وخشيته من تمدّدها كان قد طلب من سفير قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني عودة موفد بلاده الى بيروت ومعاودة اتصالاته مع الكتل النيابية بعيداً من الأضواء على غرار الأسلوب الذي تتبعه الدوحة زائد أنها العضو الأول في المجموعة "الخماسية" القادرة على التواصل مع الجميع مع ملاحظة أن واشنطن لم تعد تتوقف عند الملاحظات التي سبق أن أطلقتها حيال باريس عندما كانت الأخيرة تحمل لواء اسم المرشح سليمان فرنجية. وأدى هذا التبدل في الخيارات الفرنسية الى عدم اعتراض الأميركيين على حراك الموفد جان-إيف لودريان ومن دون التعويل على إمكانية قيامه بخرق في جدران الرئاسة بعد أكثر من محاولة له لم تكن على مستوى الطموحات. وفي خضم كل هذا الخواء السياسي - الرئاسي على مستوى الداخل الغارق بمعاينة غزة والمواجهات العسكرية في الجنوب التي تخيّم عليها عمليات الاغتيال التي تمارسها إسرائيل بوتيرة أعلى في الأسبوعين الأخيرين، ما زالت الكتل النيابية على مواقفها المعهودة من انتخابات الرئاسة والأسماء المرشحة، فلا أرضية واقعية عند المعارضة التي تحذر من إقدام الكتل المناوئة لها وفي مقدمها "حزب الله" وحركة "أمل" على إدخال ملف الرئاسة في أي تسوية في الجنوب تكون على حساب الكتل المسيحية أولاً وخصوصاً "القوات اللبنانية" والكتائب الى كتل تضمّ نواباً من المسلمين والمسيحيين مثل "تجدّد" فضلاً عن تشكيلة النواب "التغييريين" والمستقلين ومن قال إن كل هذه الجهات ستسلم بخيارات من يدعم فرنجية.

وكان "حزب الله" في آخر لقاءين له مع الموفد القطري جاسم آل ثاني (أبو فهد) ولودريان قد جدّد أمامهما تمسكه بترشيح فرنجية إلا أن ثمة عبارة ردّدها قيادي كبير في الحزب بأنه لا يعارض الدخول في الانفتاح على أي نقاش يتعلق بالرئاسة وينتهي الى ملء الشغور الذي يهدّد بجملة من الانهيارات وشلّ عجلة الوزارات والمؤسسات أكثر (لا توجد أوراق للطباعة عند المجلس الدستوري).

وفي زحمة كل هذه التحديات على أكثر من مستوى ينشط نائب البقاع الغربي وراشيا غسان سكاف على خط بلورة محاولة قد تساعد في إعادة النقاش حيال استحقاق يتجه مع الوقت مع جملة من التراكمات نحو المزيد من التعطيل والتعقيدات إن لم تسوَّ قبل الغوص أكثر في حقل الفراغ الرئاسي. وينشط سكاف انطلاقاً من استقلاليته الى جانب أرثوذكسيته التي تساعده على خط الدخول في طرح مبادرة رئاسية جديدة حيث يهدف الى خفض السقوف السياسية العالية ومحاولة نزول الجميع عن شجرة شروطهم. ووضع سكاف الرئيس نبيه بري في تفاصيل مسعاه وتلقى منه الدعم والتشجيع رغم تكرار الثاني أن المعضلة الرئاسية تتمثل أولاً في الخلافات المفتوحة بين الموارنة الأمر الذي يرفضه الدكتور سمير جعجع والنائب جبران باسيل.

وتقوم خطوة سكاف على البحث عن اسم مسيحي من بين ثلاثة أو أربعة مطروحة شرط أن يحظى الشخص الذي يُتفق عليه بقبول مسيحي أولاً والاتفاق عليه ليس على طريقة ما تم حيال الوزير السابق جهاد أزعور التي باءت بالفشل وأن لا يكون الاسم المقترح محلّ رفض عند الشيعة لعدم نيله فيتو مسبقاً. وتقضي هذا المحاولة بضمّ هذا الاسم الماروني "الذهبي" الى فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون ليتمكن من يؤيّد أيّاً من الاسمين من انتخاب من يريده ولا يكون "الثنائي" عبر هذه المحاولة قد تخلى عن رئيس "تيار المردة" ليدخل جميع النواب الـ128 في لعبة ديموقراطية قدر الإمكان مع تعهد بالإبقاء على نصاب التئام أيّ جلسة تحتاج الى وجود 86 نائباً في القاعة العامة وضمان عدم تطييرها. وحمل سكاف مبادرته هذه الى البطريرك بشارة الراعي والمطران الياس عودة.

وشرح لرئيس الكنيسة المارونية، أولى الجهات الدينية المعنية بهذا الاستحقاق، أن ثمة معادلة سياسية رياضية تقضي بعدم إقناع المؤيدين لفرنجية وجوزف عون "بالتنازل" عنهما في ظل الانقسام النيابي العمودي في البرلمان. ورغم كل هذه التعقيدات والشروط المتبادلة بين الأفرقاء ثمة نافذة يمكن العمل عليها ليصبح في الإمكان التوصّل الى اسم ثالث ليكون الثلاثة في سلة واحدة في جلسة الانتخاب مع توقع إمكانية تنازل مرشّح لآخر ومن يحصل على 65 صوتاً وما فوق في الدورة الثانية، فإنه يكون صاحب الحظ الرئاسي. وسيقوم سكاف في الأسبوع المقبل بزيارة رئيس أكثر من كتلة وتحديداً باسيل وجعجع والنائب سامي الجميّل وآخرين بغية بلورة خطوته وتحصينها.

ولم يكتف سكاف الذي يخوض "جراحة - سياسية" خطرة بعرض محاولته في الداخل فحسب هذه بل تحدث مع الجهات الخارجية المعنيّة بـ"الخماسية" فضلاً عن سفير الفاتيكان باولو بورجيا، وتواصل مع القطريين والسعوديين والمصريين لأنه يعرف سلفاً أن "الصناعة الداخلية" لإنتاج رئيس وانتخابه لا يمكن بلورتها من دون رعاية خارجية وخصوصاً في ظل الكباش المفتوح بين أكثر من دولة في المنطقة مع التذكير بأن سكاف من أصحاب شعار التعاون مع "الخماسية" وهو لا يعترض أن تصبح "سداسية" بضم إيران الى صفوفها وإن كان طيف تأثيرها السياسي لا يغيب عن شعاع هذه المجموعة.

"النهار"- رضوان عقيل

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا