نتنياهو يقود لتمديد الحرب إلى «ما لا نهاية»
يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حربه على قطاع غزة، التي دخلت يومها المئة، أمس، إلى «ما لا نهاية» ومن دون أفق لليوم التالي، مثيراً مخاوف متزايدة من اندلاع حريق إقليمي، وواضعاً نصب عينيه السيطرة على «محور فيلادلفيا»، الشريط الحدودي بين جنوب غزة ومصر.
وفي السياق، أكد نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب «لن يوقفنا أحد، لا لاهاي ولا محور الشر ولا أي شخص آخر»، في إشارة خصوصاً إلى دعوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، متهمة إسرائيل بارتكاب أعمال «إبادة جماعية» في غزة.
كما تناول نتنياهو إمكانية عمل إسرائيل، في «محور فيلادلفيا» أو «محور صلاح الدين»، بعد ما يقرب من عقدين على انسحابها من القطاع، «لمنع حركة حماس من تهريب الأسلحة إلى القطاع»، وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال».
وقال إن «المحور هو أحد الاحتمالات لما أطلق عليه الإغلاق الجنوبي. لن ننهي الحرب من دون إغلاق هذه الثغرة وإلا فإنه وبعد تصفية حماس ونزع الأسلحة من قطاع غزة سيتم إدخال أسلحة من هذه الثغرات الجنوبية. من الواضح وجوب هذا الإغلاق. توجد إمكانيات عدة لذلك ولم نتخذ القرارات حولها بعد».
وقال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة، إن العملية ستشمل على الأرجح إبعاد مسؤولين فلسطينيين من معبر رفح، لتتمركز بدلاً منهم قوات إسرائيلية على امتداد الأراضي من الزاوية الجنوبية الشرقية للقطاع، المتاخمة لكل من إسرائيل ومصر، باتجاه البحر المتوسط، على بعد نحو 14 كيلومتراً إلى الشمال الغربي.
وأضافوا أن إنهاء السيطرة الفلسطينية على المعبر، «يعد جزءاً أساسياً من رؤية إسرائيل لمستقبل غزة، والتي بموجبها سيحل كيان فلسطيني غير مسلح بسلطات محدودة محل حماس، ويتولى مسؤولية الشؤون المدنية في القطاع»، وفق الصحيفة.
وكشف مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، من دون ذكر هويته، أن إسرائيل «لا تريد أن تكون مسؤولة عن غزة على المدى الطويل، لكن السؤال هو كيف نتأكد من بقاء غزة منزوعة السلاح»؟ مشدداً على «أنها معضلة حقيقية».
ولهذا رأى أن الطريقة الوحيدة للسيطرة على منطقة جغرافية ما، هي التحكم بما يدخل إليها ويخرج منها.
وتابع أنه في الوقت الحالي وعلى المدى القريب، تحتاج إسرائيل إلى السيطرة على الحدود خلال العقود المقبلة، بسبب القضايا الأمنية.
يشار إلى أن تل أبيب لم تعطِ «الضوء الأخضر» النهائي للعملية على طول الحدود، وسيعتمد توقيت التنفيذ على المفاوضات مع الحكومة المصرية، حسب الصحيفة الأميركية.
وفي القاهرة، رد الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبوزيد، مساء السبت، على تصريحات إسرائيلية طالبت بضرورة «إغلاق محور فيلادلفيا، أمام تسريب الأسلحة إلى القطاع». وأكد أن «مصر تضبط حدودها بصورة كاملة، ولديها القدرة على تأمين حدودها».
وقال إن «الحل الأمثل لوقف توسع دائرة الحرب في المنطقة، هو في وقف إطلاق النار في غزة، ووقف الإبادة الجماعية في فلسطين، ومصر ترى أن الحل الأمثل في كل الأزمات هو وقف أطلاق النار فوراً».
«إلى ما لا نهاية»
من جانبه، يرى رئيس وحدة التخطيط الإستراتيجي في وزارة الدفاع الإسرائيلية سابقاً أودي آبنتل، أنه «من دون مشاركة أوساط محلية، إقليمية ودولية تسيطر على المساعدات وتعمل على استتباب الأوضاع في قطاع غزة، ومن دون مجهودات عاجلة وتعاون عميق بما في ذلك تعاون هندسي مع مصر لأغلاق ممرات وأنفاق التهريب من سيناء إلى قطاع غزة، ستنجر إسرائيل وبالتدريج لإقامة حكم عسكري مباشر في القطاع».
ويضيف «من الواضح أن الحكومة الحالية التي يتصرف رئيسها وفقاً لإملاءات الجناح اليميني المتطرف فيها، غير قادرة على إحراز أي تقدم إيجابي في القطاع. سياستها العاملة على تفكيك السلطة الفلسطينية، والمعارضة لدمجها في أي حل بالقطاع، تقود إلى تمديد الحرب إلى ما لا نهاية».
«مجازر جديدة»
إنسانياً، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 23968 شهيداً و60582 جريحاً، معظمهم من النساء والأطفال.
وذكر المكتب الإعلامي لحكومة «حماس»، أن أكثر من 100 شخص سقطوا ليل السبت - الأحد في مجازر جديدة، بما في ذلك في خان يونس كبرى مدن الجنوب، والتي تشكّل منذ أسابيع محور العمليات الإسرائيلية.
وأعلن الجيش، أمس، مقتل جندي، ليرتفع الى 188، عدد عسكرييه الذين سقطوا منذ بدء العمليات البرية في 27 أكتوبر، إضافة إلى إصابة 1106 عسكريين، جروح 240 منهم خطرة.
وفي الداخل، مازالت عائلات الرهائن تحاول الضغط على الحكومة لإعادتهم، عبر تحركات عملية أحياناً ورمزية.
وأعلن أكبر اتحاد للنقابات (الهستدروت) أن مئات الآلاف نفّذوا إضراباً لمئة دقيقة، أمس، في مرور مئة يوم على احتجاز الرهائن.
«تلطخ إنسانيتنا المشتركة»
وبعيد بدء الحرب، أطبقت إسرائيل حصارها المفروض على القطاع، ما تسبّب بنقص خطير في الغذاء والوقود والمواد الأساسية.
وقال المفوّض العام لوكالة «الأونروا» فيليب لازاريني الذي يزور القطاع الساحلي، إن «جسامة الموت والدمار والتهجير والجوع والخسارة والحزن في الأيام المئة الماضية تلطخ إنسانيتنا المشتركة».
وأكد أن جيلاً كاملاً من أطفال غزة يعاني من «صدمة نفسية»، والأمراض مستمرة في الانتشار و«المجاعة» تلوح في الأفق.
وتزيد موجة البرد والأمطار التي تهطل في المنطقة صعوبة الحياة اليومية للعائلات التي تخيم في ساحة مجمع النصر الطبي.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|