محمد علي الحسيني: "وجود قوات قسد ومستقبلها مرهون بالوجود الأميركي ومصالحه في سورية"
"ثقة زائدة" لدى الفريق الممانع بعد زيارة هوكشتاين
ما بعد زيارة الموفد الأميركي الخاص الى لبنان آموس هوكشتاين الأخيرة لبيروت ليس كما قبلها. هذا الاستنتاج تعمّمه بثقة زائدة جهات محسوبة على فريق 8 آذار. والمعلوم أن الموفد الذي يعرفه لبنان جيداً منذ فترة طويلة بفعل دوره في عملية إنجاز الترسيم البحري، أتى قبيل أيام الى بيروت متكئاً على عاملي إسناد ودعم هما: - سيل من المطالب للموفدين الخارجيين تحت عنوان أوقفوا فوراً النار المشتعلة على الحدود الجنوبية قبل أن تدرككم تل أبيب بحرب مدمّرة تطاول الجنوب وتصل الى كل لبنان الى درجة أن ثمة مسؤولاً لبنانياً يتحدث عن 15 رسالة تحذير من هذا النوع وصلته خلال أقل من أسبوعين. - حملات تهديد إسرائيلية واسعة فحواها أن مخزون الصبر قد أوشك على النفاذ وأن إسرائيل باتت قاب قوسين أو أدنى من تنفيذ وعيدها. واللافت أنه قبل أن تطأ قدما هوكشتاين العاصمة اللبنانية للمرة الثانية منذ اندلاع التوتر على الحدود اللبنانية مع إسرائيل، كان قد أرسل الى من يعنيهم الأمر ما اعتبر مسوّدة عرض نهائي غايته الأساسية إنجاز تهدئة تامة على الحدود الجنوبية. ولكن مفاعيل عواصف التهديد ما لبثت أن ذهبت أدراج الرياح. وبناءً على ذلك يقول عضو كتلة التنمية والتحرير قاسم هاشم في تصريح لـ"النهار" إن هوكشتاين أتى إلينا هذه المرة وهو يقيم على قناعة مسبقة فحواها أن لبنان أرض ممهّدة أو أنه ثمرة آيلة الى السقوط والقبول بكل ما يُعرض عليه وأنه استطراداً سيكون مستسلماً لمندرجات العرض الذي وصله منه على نحو مباشر أو بالواسطة، لكن حسابات حقله لم تتطابق مع حسابات البيدر اللبناني". وعن فحوى العرض الذي حمله هوكشتاين الى بيروت؟ أجاب هاشم: "على حد ما أبلغَنا الذين التقاهم هوكشتاين فإن هذا العرض يأتي على ثلاث مراحل: الأولى التزام لبنان التام بوقف النار والأنشطة المصاحبة على طول الحدود الجنوبية مع إسرائيل. الثانية الشروع فوراً ببحث سبل تطبيق مندرجات القرار 1701 بما فيه من إقامة المنطقة العازلة وانسحاب المقاومة بكل أسلحتها ومجموعاتها المسلحة الى ما بعد نهر الليطاني على أن تكون المنطقة المخلاة بإشراف القوة الدولية والجيش اللبناني. أما المرحلة الثالثة فتختص بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي هي وفق المنطق الأميركي منطقة متنازع عليها. وجوهر العرض الأميركي أن توضع هذه البقعة الجغرافية فوراً تحت إشراف الأمم المتحدة الى حين البت بأمرها نهائياً، من دون تحديد مهلة زمنية لذلك". أضاف النائب هاشم: "بمعنى أكثر شفافية، وصلنا الى استنتاج فحواه أن هوكشتاين أتى الى بيروت وحمل ما حمله من العروض والأفكار بهدف حصري هو إراحة العدو الإسرائيلي من مخاطر جبهة الشمال ولكن أنا على يقين من أن الرجل قد صدم في جولته الأخيرة تلك الى لبنان صدمة كبرى إذ إنه حسب المعلومات المتوفرة: - لمس لمس اليد أن المقاومة لم تهن ولم تلن أمام كل موجات التهديد والوعيد التي مورست ضدها منذ الثامن من شهر تشرين الأول الماضي، وأنها ما زالت على عزيمتها ماضية قدماً في ما بدأته في إطار تقديم الدعم والإسناد لغزة ومقاوميها واستنزاف العدو ومشاغلته، وقد تيقن الموفد هوكشتاين هذه المرة أكثر أن هذا التوجه عند المقاومة ليس أمراً قابلاً للمساومة أو إعادة النظر تحت أي إغراء أو تهديد ما دامت تل أبيب ماضية في عدوانها الوحشي على غزة وشعبها وأطفالها. - لقد سمع هوكشتاين هذه المرة موقفاً رسمياً لبنانياً موحّداً وصلباً. وقد ورد على لسان كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية في هذه الحكومة عبد الله بو حبيب. وحسب ما صار معلوماً ومؤكداً فإن هذا الموقف ينهض على أساسين اثنين: أنه ليس من المنطقي أن يقبل لبنان بوقف للنار وللأنشطة المواجهة على حدوده قبل أن يتوقف العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة. وإذا استجاب الاحتلال لهذا الأمر والشرط فإن لبنان منفتح تماماً على مناقشة أية حلول أو ترتيبات في شأن مستقبل الوضع على حدوده الجنوبية. الثاني أن لبنان لا يمكن أن يقبل بأي عرض يراه منقوصاً خصوصاً أو يسهل على العدو نقضه والتملص منه ساعة يشاء. ولقد أبلغ لبنان هذا الموقف للموفد الأميركي مقدمة لازمة لرفض صريح للعرض الأميركي القائم على أساس إرجاء البحث في موضوع مزارع شبعا وإعادتها الى كنف الدولة اللبنانية وسيادتها كما أكد لبنان مراراً وتكراراً". ويضيف هاشم: "عاد هوكشتاين الى بلاده هذه المرة وهو على قناعة تامة بأن كل المحاولات الرامية الى عزل لبنان عن مساندة غزة قد خابت". وهل هذا يعني أن هوكشتاين أنهى مهمّته ولن يعود الى بيروت؟ أجاب هاشم: "حسب علمنا فإن الرجل قد حمل وجهة لبنان ووعد بالعودة قريباً بأفكار ورؤى جديدة تسهم في إعادة الأمور الى نصابها على الحدود. وبذا فإن لبنان ينتظر هذه العودة ويأمل أن تكون عودة مختلفة خصوصاً في ما يتعلق بمزارع شبعا وشمال الغجر". ورداً على سؤال أجاب هاشم "إن الرئيسين بري وميقاتي أكدا لهوكشتاين ولمن سبقه من الموفدين والرسل أن لا مجال لإرجاء البحث في ملف مزارع شبعا عبر القبول بحل مؤقت، إذ إن لبنان يعتبر القبول بمثل هذا الحل هو وقوع في فخ، إذ إن إسرائيل، تحت ذريعة المؤقت، بسطت سيطرتها على هذه البقعة الجغرافية اللبنانية مئة بالمئة منذ عام 1967 وهي أرض تبلغ مساحتها نحو 250 كيلومتراً مربعاً فضلاً عن كونها غنية بالمياه. ونحن كأصحاب الأرض في تلك المزارع نأمل أن يستفيد لبنان من التطورات الميدانية الأخيرة لكي ينجز تحريراً كاملاً لأرضه". وماذا عن الوضع الميداني الحدودي بعد زيارة هوكشتاين؟ أجاب: "ثمة أمران أساسيان الأول أن لا مجال لفك الارتباط بين لبنان والقضية الفلسطينية. والثاني أن المقاومة على الحدود ماضية في المواجهة مع الاحتلال ما دام العدوان على غزة مستمراً".
"النهار"- ابراهيم بيرم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|