"بري وأجندته الرئاسية"... هل يشهد 9 كانون الثاني تحولًا حاسمًا؟
الآمال معقودة على تطمينات المسؤولين بعدم التصعيد وترقُّب لجهود فك الارتباط بين «الرئاسة» وتطورات غزة
رغم القلق الذي يؤرق اللبنانيين من احتمال امتداد التوتر المتصاعد في البحر الأحمر إلى لبنان، يبقى أملهم معقودا على التطمينات الدولية التي يقدمها المسؤولون مادام أنه لا قرار بحصول ما لا تحمد عقباه.
وتخوف اللبنانيين من خطورة الوضع عززه تعاظم الغارات والقصف الإسرائيلي العنيف على الجنوب، خصوصا بعد اعلان الجيش الإسرائيلي ان قوات خاصة تابعة له تسللت إلى داخل الجنوب اللبناني وأزالت ألغاما في قرية عيتا الشعب، ولم تعلن قيادة «اليونيفيل» ما يؤكد مزاعم جيش الاحتلال باستهدافه 150 خلية لحزب الله في الجنوب، زاعما انها «مسؤولة عن إطلاق صواريخ ومسيرات منذ بدء المواجهات».
هذا التطور الميداني لا يجد المسؤولون في بيروت مخرجا منه، إلا بوقف الحرب على غزة ليتم بعده البحث عن حل يعيد الاستقرار والنازحين إلى بيوتهم.
وعلى هذا المنوال، ينسج القادة اللبنانيون، في مداولاتهم المستمرة بشأن الاستحقاق الرئاسي، تطلعهم إلى ما قد تتمكن «اللجنة الخماسية» والموفد الفرنسي جان إيف لودريان من التوصل إليه لتقريب موعد انتخاب رئيس للبنان، متوافق عليه من وحي المرحلة المقبلة. والحديث في هذا السياق، يتمحور حول زيارة محتملة قريبا للموفد القطري الشيخ جاسم بن فهد آل ثاني (أبو فهد) إلى بيروت، للنظر فيما يمكن لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، عبر فك ارتباطه بحرب غزة.
وقد ثمن وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب ـ بعد لقائه زعيم حركة «فرنسا المتمردة» جان لوك ميلانشون على رأس وفد نيابي من الحزب ـ «تضامن كل الشعب الفرنسي مع لبنان من أجل الحفاظ على سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه». وقال «اتفقنا على أهمية وقف إطلاق النار في غزة وعدم توسع الحرب».
والراهن أن الجميع في لبنان يجمعون على أن فراغ القصر الجمهوري من «فخامة الرئيس» يعقد كل الملفات.
وفي هذا السياق، يكثف اللقاء الديموقراطي النيابي والحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب تيمور جنبلاط، بمواكبة من الرئيس السابق للحزب وليد جنبلاط، الاتصالات السياسية لترجمة سياسة الانفتاح ضمن حركة «مكوكية» تمثلت أخيرا باستضافة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
وقالت المصادر «التقدمية» لـ «الأنباء» ان فرنجية سمع من جنبلاط مباشرة عن مبدأ معارضته لترشيحه، والمستند أساسا الى عدم حصول فرنجية حتى الآن على تصويت أحد الفريقين المسيحيين الأكبرين، أي التيار الوطني الحر أو القوات اللبنانية، وغير ذلك من شأنه تذليل المشكلة، او في حالة تسوية إقليمية ـ دولية تقود الزعيم «الزغرتاوي» إلى المنصب الاول للدولة. وتبعا للمصادر، فإن جنبلاط لن يتأخر كثيرا في توضيح عدة امور سياسية ومنها عشاء كليمنصو، ريثما ينتهي تيمور جنبلاط من لقاءاته التي وضعها على خريطة تحركاته.
وفي الإطار ذاته، يندرج استقبال رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب السابق «المير» طلال أرسلان، تيمور جنبلاط على رأس وفد من اللقاء الديموقراطي والحزب التقدمي. وبحسب المعطيات، ثمة نقطة أساسية للبحث وهي السعي إلى ترتيب البيت الداخلي بالتوافق على رئاسة الأركان، خصوصا ان لأرسلان مرشحه، لكنه عميد إداري غير ميداني وغير خاضع لدورة أركان يصعب وصوله إلى المنصب، أما الثانية المتعلقة بمصير بلدية الشويفات بعد استقالة رئيسها فلم تكن اساس النقاش.
وبعد اللقاء، أعرب النائب هادي أبوالحسن عن أمله ان «تمر الامور المطروحة ضمن الانضباط المقبول، حيث لابد من إعادة العملية الدستورية عبر انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة والسير في نهج اصلاحي»، مشيرا إلى ان البحث تناول «ضرورة تمتين وتحصين الوحدة الوطنية والبلد، فالمصالحة مصانة ايضا والتشاور قائم سعيا لذلك».
وتطرق إلى مسألة تعيين رئيس الاركان الذي «ليس من منطلق طائفي، بل لتفادي الفراغ في المؤسسة العسكرية وباقي المؤسسات، كنا رأس حربة لذلك وحسنا جرى التمديد لقائد الجيش، ونتطلع إلى اكتمال عقد المؤسسة، وهذا الامر يضطلع به رئيس الحكومة في ايجاد المخارج الدستورية للتعيين، مع الأخذ بالاعتبار مبدأ الاقدمية والشروط التي يجب توفرها في المرشح ورأي قائد الجيش».
وفي غضون ذلك، قال النائب ميشال موسى، عضو «كتلة التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لإذاعة «صوت كل لبنان» ان «المساعي الديبلوماسية لم تفشل حتى الساعة في الملف الرئاسي، لكن تداعيات حرب غزة والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان تؤثر على الملف الرئاسي».
وأكد أن «التعويل هو على حركة الموفدين والاجتماع المقبل للجنة الخماسية»، مؤكدا ضرورة ان «تتوقف العمليات الإسرائيلية وينعم الجنوب بالهدوء، الا ان الخوف يبقى من ان يقوم الإسرائيلي بمغامرة تستوجب الرد عليها».
الأنباء الكويتية - منصور شعبان - عامر زين الدين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|