تقسيم غزة الى خرائط صغيرة تتسلّم السيطرة عليها دول إعادة الإعمار؟؟؟
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
تلفّ وتدور الاهتمامات الإقليمية والدولية في الاتجاهات كافة، وتعود الى الحرب في غزة، وضرورة التوصُّل الى وقف لإطلاق النار، ولحلّ سياسي دائم، يمنع تجدُّد الدمار والتهجير وإراقة الدماء خلال أسابيع، أو أشهر، أو سنوات قليلة.
صراع وفوضى؟
ويشكّل إعادة إعمار القطاع بعد الحرب، أحد أهمّ ركائز المفاوضات والمشاورات الأميركية - الغربية - العربية - العالمية، التي تدور خلف الكواليس الدولية. فتوفير الدواء، والمستشفى، والطعام، والمساعدات... وكل أنواع الحاجات المعيشية والحياتية اللازمة لسكان غزة هي أنشطة ضرورية، ولكنّها تفقد معناها إذا لم تقترن بتأمين المسكن الدائم لهم في القطاع، وفرص العمل الدائمة، ضمن مسار من إعادة إعمار كامل ومُتكامِل، يحفظ الأرض لأهلها، ويمنع تهجيرهم منها.
ولكن هل يؤدي إعادة الإعمار الى صراع وفوضى من نوع آخر بعد وقف العمليات العسكرية، خصوصاً إذا حصل بعد تقسيم القطاع الى مناطق نفوذ، أي الى خرائط تسلّم السيطرة السياسية والاقتصادية والمعيشية... على الأحياء والأزقّة... في كل منطقة، الى الجهة المسؤولة عن إعادة إعمارها؟
لعبة نفوذ؟
ففي تلك الحالة، قد تنتقل غزة من عصر المستشفى الأندونيسي، والمستشفى الأردني، والمستشفى الكويتي... أي من عصر المؤسّسات التي تؤمّن الخدمات لشعبها المُحاصَر، الى حقبة المنطقة الأندونيسية مثلاً، أو الإماراتية، أو الكويتية، أو القطرية، أو السعودية، أو الأوروبية... أي الى تقسيمات جغرافية (في القطاع) قد تُصبح ضمن لعبة نفوذ الدول التي ستتسلّم إعادة الإعمار بعد الحرب.
رأس حربة...
رجّح العميد المتقاعد دانيال الحداد أن "لا تتمّ إعادة إعمار غزة بهذه الطريقة، خصوصاً أن لا أحد يرمي نفسه للبَدْء بذلك. ولكن دولاً عربية كقطر مثلاً، قد تُصبح رأس حربة في الإعمار، بموازاة مساعدات قد تأتي من الخارج أيضاً، أوروبية وأميركية وعربية، ومن دول إسلامية".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "إعادة الإعمار ستستغرق وقتاً طويلاً، وستحتاج الى سنوات، ولن تكون سهلة. ومن غير المرجّح أن تشهد صراعاً سياسياً في شأنها. فلا مطامع لدى الدول في غزة حتى تتسابق على النفوذ هناك، لا سيّما أن الغاز في شاطىء القطاع ليس أمراً مؤكَّداً، وهو لا يزال ضمن إطار الكلام حتى الساعة. وأما إذا صدق ما يُحكى في شأنه، وإذا تبيّن أن مخزوناته (الغاز) كبيرة، فعندها من الممكن أن تُصبح غزة مادة للصراع بين الدول، وإلا فلن تتحمّس أي جهة للتهافت الى هناك، إلا للمساهمة بإعادة الإعمار لأسباب إنسانية، لا سيّما الدول العربية والإسلامية".
الدور الروسي
وأوضح الحداد أن "الحديث عن حرب قد تمتدّ لسنة في غزة هو احتمال ممكن، ولكنّها ستكون متقطّعة في تلك الحالة. ومن المُحتَمَل أن تُصبح حرب اغتيالات مثلاً في الفترة القادمة، بموازاة الاستمرار بالقصف لاستنزاف القوى، وذلك بانتظار حلّ شامل وتدخّل أجنبي من الخارج".
وأضاف:"وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يؤكد أنه يمتلك حلّاً متكاملاً للمنطقة كلّها. فروسيا "بيضة القبّان" حالياً، وهي قادرة على أن تتدخل مع محور المقاومة، ومع الجهات الفلسطينية، وحتى مع إسرائيل، للتوصُّل الى حلّ مقبول. وهي الجهة الوحيدة القادرة على أن تتدخل الآن رغم الحرب في أوكرانيا، وذلك بعدما أفلتت الأمور من أيدي الجميع. فالأميركيون أنفسهم باتوا غير قادرين على أن يسيطروا على الوضع، خصوصاً بعدما بات الحوثيون يشكلون تهديداً هائلاً، وأميركا عاجزة عن محاربتهم بسهولة، وسط التصعيد على الجبهة الجنوبية للبنان وفي غزة. وبالتالي، يُمكن لطروحات روسيا أن تشكل فرصة لوقف الحرب".
وختم:"الحوثيون اشترطوا وقف العمليات العسكرية في غزة ليوقفوا هم عملياتهم في البحر الأحمر. فالمسألة كلّها مرتبطة بغزة، والقضية الفلسطينية هي الأساس، ولذلك إذا تأخّر الحلّ هناك فمن الممكن أن يستمرّ النزاع في اليمن ولبنان. وأما إذا توقّفت الحرب (في غزة)، فسيُصبح تبريد كل باقي الساحات أسهل، لا سيّما أن محور المقاومة كان دعا أكثر من مرة الى وقف حرب غزة لتتوقّف العمليات في لبنان، ومن اليمن".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|