أول تواصل بعد سقوط النظام.. ماذا قصد الشرع بتزكية ترشيح قائد الجيش؟
باسيل ينجز "الإنتقال السلس": نهاية التحالف مع الحزب ... و مواجهة حارة حريك رئاسياً؟
تعيش البلاد هذه الايام سباقا محموما بين الملفات المتزاحمة، في بورصة التصعيد والتهدئة، فيما الصدارة محجوزة للحدود الجنوبية المتفجرة، والملف الرئاسي الذي بات عالقا بالنسبة للكثيرين عند الحل السياسي، الذي ستتمخض عنه حرب طوفان الاقصى بتداعياتها اللبنانية، بعدما ربط بينهما حزب الله عسكريا، ورئيس حكومة تصريف الاعمال سياسيا.
في ظل هذا المشهد، تواصل العواصم الكبرى اتصالاتها لحماية لبنان من حرب "اسرائيلية"، ولتسهيل اجراء الانتخابات الرئاسية، حيث تؤكد التقارير الديبلوماسية ان عواصم دول الخماسية لا سيما باريس تشهد اجتماعات مكثفة حول لبنان، محورها اتصالات يقودها الموفد الرئاسي جان ايف لودريان بعيدا عن الاعلام مع كل من الرياض وقطر، وكبير مستشاري الرئيس الاميركي لشؤون الامن والطاقة آموس هوكشتاين، عشية عودتهما الى بيروت في النصف الاول من شهر شباط.
ووفقا للمتداول، فان البحث يتركز على رسم خريطة طريق تنطلق من انتخاب رئيس جمهورية لانتظام عمل مؤسسات الدولة، وفصل ساحة لبنان عن تطورات المنطقة قبل التسوية المفترض الوصول اليها بعد وقف النار في غزة، علما ان انجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان ان حصل سيؤسس للتسوية المرتقبة.
وتكشف مصادر متابعة الى ان مهمة هوكشتاين هذه المرة ستتركز حول الملف الرئاسي، الذي تقدم مسألة القرار 1701، حيث سيكون له دور مساعد يصب في خدمة مهمة لودريان لجهة الضغط لانجاز انتخاب رئيس للجمهورية قبل عيد الفطر، مستفيدين من الزخم السياسي وانقلاب الموازين الذي خلفته معركة التمديد لقائد الجيش.
ورأت المصادر ان الجو الدولي العام بات في شبه يقين من تنفيذ "اسرائيل" لعملية عسكرية في لبنان، مستفيدة من التوازنات الاقليمية الجديدة ومن الانتخابات الاميركية، وتراجع الحوار الاميركي- الايراني، ما يحتم ضرورة وجود رئيس للجمهورية وحكومة هذا من جهة ، اما من جهة اخرى فان الاتصالات حول الوضع الجنوبي قد وصلت الى حائط مسدود.
وتشير المصادر الى ان الهجوم المستجد لرئيس "التيار الوطني" يعود الى تلقف "انتيناته" وجود صفقة رئاسية ما، بطلاها قائد الجيش العماد جوزاف عون ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، اذ يبدو واضحا ان ذهاب الى مجلس النواب اليوم سيجعل المعركة محصورة بين الشخصيتين، مع ارجحية لمصلحة قائد الجيش.
من هنا والكلام للمصادر، فان البياضة قررت الهجوم، طارحة شروطها للسير باي تسوية، اذ ان النائب البتروني قد صعّد من شروطه، ليضيف الى شرطيِ الصندوق السيادي واللامركزية الموسعة، الذين ينزعا من الطائفة الشيعية كل المكتسبات التي سبق وحققتها حول امساكها بوزارة المال، امر الاتفاق على البرنامج الرئاسي للحكم للست السنوات المقبلة، معتبرة ان لارساء هذه القواعد آثاراً سلبية مستقبلا، تماما كما حصل عند اقرار مبدأ الثلث المعطل.
فهل تنجح الاتصالات هذه المرة في تمرير الاستحقاق؟ كل المؤشرات حتى الساعة لا توحي بالخير، خصوصا ان الدوائر المقربة من بعض المرشحين تبدي تشاؤما كبيرا حيال الاوضاع، مستبعدة امكان سير حارة حريك بتسوية سياسية داخلية، وانتخاب رئيس للجمهورية في ظل الصورة القاتمة للاوضاع في المنطقة.
ميشال نصر -الديار
من ناحية أخرى، كتبت "المدن"
حدث وتصريح، كشفا انتقالاً سلساً أجراه "التيار الوطني الحر"، من التحالف مع "حزب الله" الى الخصومة معه. منصور فاضل، الذي يقدم خطاباً مقبولاً من الحزب، لم يعد نائباً لباسيل، بينما نائبه الثاني ناجي حايك، المعروف بخصومته مع الحزب، أعلن في الإعلام نهاية العلاقة، حتى لو لم يقرّ باسيل بها.
والتغييران في جسم التيار، يثبتان النقلة النوعية التي أنجزها رئيس التيار، النائب جبران باسيل، عملياً، من دون إعلانها. مهّد للانتقال من ضفة الى أخرى إعلامياً. كانت تصريحات حايك في السابق لا تحمل أي مؤشر، قبل أن يتبوّأ منصباً قيادياً في التيار، لتصبح تصريحاته رسمية يُعتدّ بها، وتلزم، حكماً، باسيل في علاقاته السياسية.
وحايك، يعد واحداً من الصقور الذين فرضت المرحلة السابقة استبعاده من المشهد الرسمي في التيار، بالنظر الى أن خطابه الحاد والمعارض لـ"الثنائي الشيعي"، كان من شأنه أن يعكّر صفو العلاقة. لم يعد باسيل يجد حرجاً في تلك الأدبيات الحادة، فعيّنه في أيلول/سبتمبر الماضي، نائباً لرئيس "التيار" للشؤون الخارجية.
وبمعزل عن أن تعيينه في هذا الموقع من شأنه أن يستقطب قاعدة مسيحية كانت ممتعضة من تحالف التيار مع الحزب، إلا أن مضيّه في نهج هجومي متواصل على الحزب، بلا أي تعديل في أدبياته الخطابية في الاعلام تجاه الحلفاء المفترضين، يثبت أن التيار بات في موقع آخر. في حلّ من التحالفات التي يُقال إنها أثّرت في قاعدة التيار الشعبية في الشارع المسيحي، وفي المقابل، لم تعطه ما كان يصبو اليه من تزكيته كمقرِّر أول في الشأن السياسي المسيحي ومواقع المسيحيين في الدولة، بمعزل عن خصوم آخرين له من حلفاء الحزب الآخرين.
وبعد ثلاثة أيام على تغريدة لمنصور فاضل قال فيها إن مقاتلي "حزب الله" يحبون الحياة أيضاً ويستشهدون من أجلها، خلافاً لأدبيات قاعدة شعبية واسعة عند المسيحيين تعارض تدخل الحزب في حرب المؤازرة لغزة من جنوب لبنان، تحدثت معلومات صحافية عن إقالة فاضل من موقعه، وأُرجع الأمر الى "مداورة" في التيار، مع احتفاظه بمهام التنسيق مع الحزب في بعض الملفات.
وعلى النقيض، أعاد حايك، الأحد، تغريد خبر من موقع التيار الالكتروني محفور في الوجدان المسيحي، يتناول إحياء التيار لذكرى هجوم فصائل فلسطينية مدعومة من سوريا على الدامور وزغرتا، وأدت الى تهجير سكان الدامور في العام 1976. تعرّض حايك للانتقاد، كون التذكير في هذه المرحلة، يؤشر الى انتقادات غير معلنة لحزب الله على ضوء المشاركة في معركة دعم غزة.. ودافع عن فكرته، يوم الإثنين، بتوجيه سؤال الى "الممتعضين من استذكاري لتاريخنا، كانت الحرب بين مكون لبناني وبعض الفلسطينيين والسوريين والأغراب"، قائلاً: "لماذا تقفون ضد مكون لبناني كان يقاتل الغرباء؟"
وتأتي التغريدة بعد يومين على تصريح له في مقابلة مصورة، قال فيها إن "حزب الله" لم يعد حليفاً، وقال إن التيار لا حليف له، بل هو متحالف مع الجميع في المواضيع المتفق عليها، ويأخذ موقفاً سلبياً من القوى في المواضيع غير المتفق عليها، وهذا الأمر ينطبق على "حزب الله". ووصف تفاهم ما مخايل بأنه "لم يكن تحالفاً"، بل محاولة.
في الآونة الأخيرة، بات ناجي حايك يتصدر الصورة كمتحدث باسم "التيار الوطني الحر". لم يُخفِ ذلك في لقائه المصوّر، مما يؤكد أن التيار قد طوى صفحة التحالف مع الحزب، وأنجز الانتقال بشكل كامل، وبات في موقع سياسي مختلف، رغم كل التصريحات الأخرى التي تتحدث عن محاولات الترميم والتصويب وحل الخلافات. وبذلك، يفقد الحزب حليفاً سياسياً مسيحياً يمتلك كتلة نيابية وازنة لا يمكن تخطيها لانتخاب رئيس للجمهورية، في ظل الخلافات مع الكتل المسيحية الأخرى.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|