مسؤول إيرانيّ : الحزب ليس حماس.. الحزب هو إيران!
هل تتغيّر حسابات طهران إذا اندلعت الحرب الموسّعة بين إسرائيل والحزب على الحدود بين لبنان وإسرائيل؟ هل تدخل إيران الحرب مباشرة أم تقف لتشاهد من بعيد؟
أسئلة طرحتها صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية بعد "سلسلة الأعمال العدائية التي استهدفت إيرانيين وكبار قادة وكلاء الجمهورية في "محور المقاومة" على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، والتي أجبرت إيران على رفع مستوى التحدّي، فبدأت بتوجيه الضربات بشكل مباشر، بعدما كانت راضية بما يقوم به محور المقاومة".
وفقاً للصحيفة، يشكّل التدخّل الإيراني المباشر عبر الضربات التي شنّها في العراق وسوريا وباكستان في الأيام الأخيرة استعراض قوّة هدفه تحذير الولايات المتحدة وإسرائيل والقوى الإقليمية الأخرى، لكن بطريقة هادفة، بعيداً عن الخطوط الأمامية للحرب بين إسرائيل وحماس. فالهجمات مرتبطة بالتأكيد بالحرب على غزة، يقول المحلّل الإيراني سعيد ليلاز للصحيفة، وهي استعراض للقوة تقوم به إيران باعتبارها القوة العسكرية الوحيدة والرائدة التي تقف في وجه إسرائيل.
لكنّها بالنسبة إلى مسؤول إيراني "لا تمثّل تغييراً في الاستراتيجية، بل هي تغيير في التكتيكات لجعل الولايات المتحدة وإسرائيل على دراية بالتهديد الذي يمكن أن تشكّله ما دامت الحرب في غزة. وإنّ إشراك باكستان وإربيل يبعث برسالة مباشرة إلى الإسرائيليين والأميركيين، وهي: لا تعبثوا مع إيران، وأنهوا الحرب في غزة. نحن لا نريد حرباً مباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة. لكنّنا نريد أن يرانا الأميركيون ويشعروا بنا، وأن نظهر لهم إلى أيّ مدى يمكن أن نكون سيّئين".
منذ حربه المدمّرة مع العراق في الثمانينيات، جعل النظام الإسلامي وشبكة وكلائه الحرب غير المتكافئة جزءاً لا يتجزّأ من استراتيجيته للأمن القومي
الحرب بالوكلاء
منذ حربه المدمّرة مع العراق في الثمانينيات، جعل النظام الإسلامي وشبكة وكلائه الحرب غير المتكافئة جزءاً لا يتجزّأ من استراتيجيته للأمن القومي، مدركاً أنّه يفتقر إلى الأسلحة التقليدية التي تضاهي الولايات المتحدة أو إسرائيل.
يرى حامد رضا تراغي، وهو سياسي إيراني متشدّد، أنّ "الأعمال العدائية التي أعقبت السابع من أكتوبر (تشرين الأول) شكّلت "تدريبات عسكرية جيّدة" للمحور. هناك اليوم المزيد من الوحدة والتنسيق بين المجموعات المختلفة لمحور المقاومة، فمقاتلو هذه المجموعات يساعد بعضهم بعضاً، ويعرّضون حياتهم للخطر للدفاع عن مقاتليهم الآخرين في أماكن مختلفة. والسبب هو أنّهم جميعاً يتبعون زعيماً واحداً، وهو آية الله علي خامنئي".
مع ذلك، فإنّ مجموعات المحور ليست متجانسة، وفقاً للتقرير، فلكلّ منها أجندتها الوطنية الخاصة. ويتمتّع الحزب وقادة الفصائل الشيعية العراقية بأقوى العلاقات مع طهران. فحماس هي حركة إسلامية سنّية، في حين أنّ الحوثيين، وهم أعضاء في الطائفة الزيدية، أقلّ تحالفاً أيديولوجياً مع إيران من الجماعات الأخرى. لكنّ علاقتهم مع الجمهورية تعمّقت بعد سنوات من قتالهم التحالف الذي تقوده السعودية من قاعدتهم في شمال اليمن. في الأشهر الأخيرة، كان الحوثيون أحد أكثر أعضاء الشبكة نشاطاً، وأظهروا قيمتهم الاستراتيجية لإيران من خلال تعطيل التجارة العالمية عبر البحر الأحمر بشدّ وجذب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى القتال.
لا رغبة بالتصعيد
لكنّ المدى الحقيقي للنفوذ الإيراني على الجماعة غالباً ما هو موضع نقاش، يكتب مراسلا الصحيفة في تقريرهما المشترك. ففي الواقع، يتساءل البعض في العواصم الغربية عن مدى فعّالية إيران في إدارة الأزمة. يقول علي فايز، خبير الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات، إنّ "إيران لم تكن العقل اللامع الذي يرى البعض أنّه يعمل باستراتيجية واضحة وأهداف ملموسة ومناورات ذكية. بل إنّ الكثير من أفعالها يبدو ردّ فعل، ومتدافعاً، وقصير النظر، ومتهوّراً." ويضيف أنّه على النقيض ممّا يقوله القادة الإيرانيون، فإنّ الضربات ضدّ قادة الحرس الثوري والحزب والميليشيا العراقية قلّلت من جهود إيران الرامية إلى إبراز الردع الإقليمي من خلال المحور، ووضعتها "في موقف دفاعي".
لكنّ النتيجة التي لا يريدها أيّ من الطرفين هي التصعيد العسكري، بحسب تقرير لمراسلَيْ الصحيفة أندرو إنغلاند في لندن ونجمة بزرجمهر في طهران. وتعتقد سنام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط في تشاتام هاوس، أنّ "النظام سيستمرّ في تقييده بسبب هدفه النهائي: الحفاظ على الذات. فالأولوية الأولى لإيران هي إيران، ويجب ألّا ننسى ذلك أبداً. لن تحشد إيران قواتها ما لم تتأثّر بشكل مباشر. ستستمرّ بالاعتماد على شبكة وكلائها لإبراز قوّتها. لقد وضعت استراتيجية دفاعية متقدّمة وحاولت صدّ التهديدات التي تراها بعيدة عن حدودها. ومن المهمّ عدم المبالغة في تقدير موقف إيران في المنطقة أو استثماراتها في محور المقاومة".
لكنّ السؤال الحاسم، بحسب الصحيفة، هو ما إذا كانت حسابات طهران ستتغيّر إذا اندلعت حرب حقيقية بين إسرائيل والحزب، الوكيل الذي استثمرت فيه طهران بشكل كبير، والذي يرى البعض أن لا غنى عنه لراعيها. "فالحزب ليس حماس، بل الحزب هو جمهورية إيران الإسلامية"، كما يقول المسؤول الإيراني.
إيمان شمص- اساس ميديا
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|