وليد جنبلاط بين عشاءي كليمنصو والسفارة الإيرانية يتوج المسار التقاربي مع فرنجية بـ"زوال المكروه الانتخابي" له
برز في المشهد السياسي الداخلي ما سبق ان كشفت عنه "الأنباء" من ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط سيعلن موقفا، بعد سلسلة لقاءات اتسمت بالايجابية بين الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديموقراطي النيابي من جهة وتيار وكتلة المردة من جهة ثانية وآخرها عشاء كليمنصو، الذي جمع وليد جنبلاط وسليمان فرنجية على طاولة عشاء عائلية أزالت "المكروه الانتخابي" بينهما.
وقد سبقتها خطوات تمهيدية حكمتها علاقة المودة بين رئيس التقدمي النائب تيمور جنبلاط والنائب طوني فرنجية سهّلت الوصول الى طبق العشاء الرئاسي.
وقبله زيارة تيمور جنبلاط لبنشعي مع وفد نيابي وحزبي، عدا اللقاءات الجانبية بين النجلين.
وكان ذلك تحت شعار المشاورات حول رئاسة الاركان، الذي كان فرنجية الاب ينتظر لحظة التقاط الفرصة لهكذا تواصل مع جنبلاط الاب، وقد أبلغه خلال العشاء ان وزيري المردة سيصوتان لصالح تعيين رئيس الاركان الذي يقترحه جنبلاط وهو العميد حسان عودة.
اما الأجواء المريحة التي رافقت التهيئة لظروف اللقاء والنقاش فعكسها كلام عضو اللقاء الديموقراطي النائب مروان حمادة في حينه: "سيكون في قادم الأيام الكثير من العشاوات والغداوات بين الجانبين".
أما وليد جنبلاط وغداة زيارته السفارة الايرانية في بيروت، بعد انقطاع طويل في العلاقات، تلبية لدعوة العشاء من قبل السفير الايراني مجتبى أماني، الذي كان زاره عدة مرات، بدأت الأولى بروتوكولية والثانية في التعزية بكليمنصو بقريب جنبلاط والثالثة قبل فترة زمنية، وقد اصدر عقبها مجتبى كلاما "وديّا" متقدما جدا تجاه جنبلاط، فسّره المراقبون بعودة العلاقات بين الجانبين الى مجاريها الطبيعية.
وقد ترجمت السفارة الايرانية تلك الايجابية بحفاوة استثنائية في استقبال وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي زار السفارة للتعزية بضحايا اعتداء تفجيري كرمان، حاملا معه رسالة من جنبلاط للجمهورية الاسلامية الايرانية.
ولم ينتظر وليد جنبلاط طويلا لكي يفرغ تيمور جنبلاط من باقي لقاءاته السياسية والروحية لاحقا، وهي مرتكزة اساسا على تعزيز الحوار والتلاقي كما اعلنها تيمور جنبلاط في تصريحه الاخير من المختارة، فاختار الأب "جريدة الاخبار" ليطلق عبرها رسالة ايجابية لفرنجية، علما ان من شأنها خلط الكثير من الاوراق السياسية على هذا النحو، لكنه اوحى سابقا، بما قاله، بانه لا موقف شخصيا من فرنجية ولا من اي أحد.
لكن وعلى قاعدة "الضرورات تبيح المحظورات " تجاهه يفضّل الموافقة: إما بتسوية خارجية تأتي بفرنجية ولن يعاكسها، او بموافقة من احدى الكتلتين المسيحيتين الاساسيتين، اي القوات اللبنانية او التيار الوطني الحر، ذلك ان جنبلاط الذي يتملّكه الهاجس المسيحي في منطقة الجبل، بأن تبقى العلاقات ايجابية، وبما ينعكس على كامل المنطقة والوطن، كان استقبل في قصر المختارة قبل 3 اشهر ونيف البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي واقام غداء على شرفه بحضور شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز د. سامي ابي المنى ومجموعة "مميزة" من المشايخ ورجال الدين والفاعليات.
رغم انه خلال زيارة جنبلاط الاخيرة الى مدينة عاليه انتقد احد الحاضرين أمرا يتعلق بمسيحيين فتلقى من جنبلاط ردا صاعقا.
والحال، يلمس جنبلاط تقدما على محور الدبلوماسية تجاه لبنان، استبقها بموقف الثلاثاء، توجه خلاله بعبارة الى "الخماسية الرئاسية...المهم الدوزنة"، وذلك بموازاة العودة المتجددة لموفدين غربيين الى بيروت والاستعدادات لتحرك سفراء المجموعة الخماسية.
وشدد جنبلاط لـ"الاخبار" على ضرورة انتخاب رئيس لتسيير شؤون الدولة، اذ ومنذ عامين نراوح مكاننا وننتظر اتفاق المسيحيين. بالنسبة إليّ، لا موقف شخصياً لي من أحد.
أسير بأيّ كان لملء المنصب، ولا مشكلة لي بالسير في انتخاب سليمان فرنجية أو غيره. أعلم أن هذا قد لا يكون موقف بعض أعضاء اللقاء الديمقراطي. لكنّه موقفي".
وأضاف: "لا يُعقل أن نستمر هكذا بعدما أصبح كل شيء بالإنابة. وحسناً فعلنا بالتمديد لقائد الجيش، رغم أنه ليس قادراً بعد على السفر لعدم وجود رئيس للأركان، لأن العقبة عند وزير الدفاع.
وقد بلغني أنه كانت هناك أجواء إيجابية في اليومين الماضيين في هذا الشأن".
مصدر في التقدمي أكد ل"الأنباء" ان موقف وليد جنبلاط ليس مفاجئا او جديدا، وان كان معارضا لفرنجية على نحو مبدئي، بتفضيله شخصية حيادية تملك الرؤى الاقتصادية، لمعالجة الازمات التي أوقعت لبنان بالانهيارات على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والمالية واوصلته الى شفا الزوال، لكن في نهاية الامر يتطلع جنبلاط ومعه كل المخلصين الى اعتبار انتخاب رئيس الجمهورية، هو المدخل الاساسي لحل سائر المعضلات.
الأنباء الكويتية - عامر زين الدين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|