"الوقت عدو"... لا أفق لحلّ دبلوماسي جنوبًا!

أعرب دبلوماسي عربي عن خشيته من أن يكون الوقت عدواً لأي حلّ دبلوماسي للأزمة الناشئة في الجنوب، بسبب عدم قدرة أي فريق على التراجع خطوةً إلى الوراء واستمرار التصعيد والتهديد المتبادل بين حزب الله وإسرائيل ومراوحة الوساطات الدولية مكانها لعدم وجود خيار ثالث غير الحرب أو الدبلوماسية المستبعدة اليوم أكثر من أي وقت آخر.

وتابع الدبلوماسي العربي ليقول إنّ إسرائيل تعيش هاجس تكرار عملية غلاف غزة انطلاقاً من الجنوب اللبناني، والشروط القاسية التي تطلبها عبر الموفدين الدوليين ليست سوى انعكاسٍ لهذا الهاجس الذي وحّد الإسرائيليين خلف حكومتهم، والفشل في تحقيق انتصارٍ صريح وسريع في غزة علاوة على العدد الكبير للقتلى والجرحى الإسرائيليين في المعارك الدائرة زاد من تشدّدها في شروطها، وسط تفهم دولي ودعم أميركي عسكري مباشر ودبلوماسي عبر اللجنة الخماسية ومتحرّر من عقدة التدمير والتهجير المتمادي الذي مارسته إسرائيل في غزة لاختلاف ظروف الحرب إعلامياً وعملاتياً في الجنوب اللبناني.

أما على الجانب اللبناني، وفق المصدر نفسه، فقد حاصر حزب الله نفسه في معركة خاسرة سلفاً سواء في الحرب أو الدبلوماسية نتيجة تسرّعه في فتح الجبهة استلحاقياً بعد عملية غلاف غزة، فهو غير قادر على التقدّم ميدانياً ولا على التراجع سياسياً ودبلوماسياً، ومع اعتباره بأن حتى حصوله على رئاسة الجمهورية بانتخاب مرشحه ليس كافياً لتعويض اضطراره إلى الإنسحاب إلى مناطق بعيدة عن الحدود وخسارة ورقة المقاومة وحماية الحدود البرية والبحرية، وحتى هذا الطرح سقط مع رفض المعارضة الحاسم لهذه المقايضة تحت أي ذريعة وهذا ما أكّد عليه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع جهاراً وهذا الموقف هو نفسه لدى سائر القوى المعارِضة في السر وفي العلن.

في الخلاصة، يتوقع الدبلوماسي أن تستمر حركة الموفدين بين لبنان وإسرائيل من دون أي تقدّم ملموس باتجاه الحلّ الذي لم ينضج بانتظار إنجاز حلّ إقليمي وأن يبقى الستاتيكو الجنوبي على حاله مع احتمال توجيه ضربات موجعة غير العمليات التقليدية اليومية بحسب تطورات الميدان وتربّص إسرائيل للقياديين في الفصائل المقاتلة اللبنانية والفلسطينية لاستهدافهم وتصفيتهم، من دون استبعاد نجاح الوساطات في التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية إذا اقتنع حزب الله بضرورة إزالة هذا العبء عن كاهله لتخفيف الضغط الداخلي عنه.