أجمل ما حصل في لقاء دار الفتوى… نوابٌ استعادوا سنيّتهم!

أجملُ ما في اللقاء الذي عُقد برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان يوم السبت، هو عودة النواب السنّة المحسوبين على محور الثامن من آذار إلى دار الفتوى، بعد انقطاعٍ سياسي دام سنوات طويلة. معظم النواب السنّة بمختلف توجهاتهم السياسية جلسوا على طاولة واحدة. صحيحٌ أن لكلّ منهم خياراته السياسية، إلاّ أن الجلوس معاً تحت قبّة دار الفتوى عكس صورةً إيجابية وطنية يمكن التعويل عليها.

طوال فترة وجود تيّار "المستقبل" في السلطة، كانت دار الفتوى مؤيدةً للتيّار ورئيسه سعد الحريري وتلتزم خياراته السياسية، أي أنها ارتدت زيّ الرابع عشر من آذار. هذا الدرب الذي سلكته الدار، دفع عددًا كبيراً من النواب السنّة إلى الابتعاد عنها لأسبابٍ سياسية بحتة.

المعارك الشرسة التي وقعت بين "المستقبل" من جهة والنواب السنّة في محور 8 آذار من جهة أخرى، جعلت البعض يعتقد أن هؤلاء النواب أي حلفاء "حزب الله" لا ينتمون للطائفة، علماً أنهم نواب منتخبون بأصواتٍ غالبيتها سنّية ولهم تمثيلهم الشعبي ومناصريهم الذين يؤمنون بخياراتهم السياسية ولو كانت بعكس توجهات "المستقبل".

مشاهدةُ هؤلاء النواب على طاولة دار الفتوى وفي منزل السفير السعودي وليد بخاري، تُنبىء أن الأيام القادمة تختلف كلياً عن المراحل الماضية، كما أن الخلاف السياسي مهما اشتدّ، لا ينزع عن بعض النواب هويتهم الدينية.   

في الشكل، لاقى لقاء دار الفتوى أصداءً إيجابية في الأوساط السياسية والشعبية. لكن في المضمون، تقول مصادر نيابية إن اللقاء لن يكون له أي تأثير على الواقع السياسي الذي تعيشه الطائفة السنيّة، وذلك لأنه من المستحيل توحيد النواب السنّة في جبهةٍ واحدة، ومن الصعب جداً ترويضهم أو توجيههم أو حتى إملاء عليهم مرشّحاً رئاسياً معيناً أو مرشّحاً حكومياً محتملاً.

النقطة الإيجابية الوحيدة التي يمكن التطرّق إليها في لقاء دار الفتوى، هي حرص جميع النواب الذين حضروا الإجتماع على اتفاق الطائف وضرورة الحفاظ عليه وحمايته من كلّ محاولات الإنقلاب عليه أو نسفه، عدا ذلك إن حجم اللقاء إعلامياً أكبر بكثير من حجمه السياسي.