محليات

بين وحدتيّ "كيدون" و"8200".. كيف إغتيل القائدان وسام الطويل وعلي حدرج؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

"إقتل وامشِ ولاتنظر خلفك… إطعن وارحل ولا تلتفت وراءك… فجّر وامضِ ولا تبالِ... فليسقط ضحايا أبرياء، لا تكترث فهم خُلقوا موتى، فكل الوسائل مباحة وكل الطرق متاحة، المهم أن تتحقق الغاية، وغايتك القضاء على الهدف، وأن تُنجز المهمة، ومهمتك أن تعود سالماً إلى وحدتك "كيدون"، وبيدك "الخنجر" ملطخاً بدم "الضحية" التي رسمناها لك، فأنت آلة للقتل لا أكثر ولا أقل"…

إنها ترانيم "مفترضة" لصلاة "القتل"! يتلوها قادة "الموساد" يومياً على مسامع عناصر وحدة "كيدون" صباحاً ومساءً في طقوس إخضاع فكري ونفسي وتأهيل شيطاني، قبل أي تدريب أوأي نشاط آخر.. لا تبريرات فكل شيء في عمليات "كيدون" قانوني! فلا ضرر أن يُقتل العميل الذي ساعدهم، ولا مشكلة في أن يستخدموا ربيبتهم "داعش" وغيرها ليتفيأوا ظلها، على غرار تفجيري مدينة "كرمان" في ايران في يناير 2024، ولا إحراج لديهم في استغلال الهيئات الدبلوماسية أو المنظمات الأممية والإنسانية كغطاء لقذارتهم.. هذه القذارة التي سببت الكثير من المآسي والآلام للآلاف من عائلات الضحايا، وزادت من غطرسة وغرور "الموساد"... وفي غطرسته الأخيرة تسريبه للائحة إغتيال مفترضة لحوالي 140 إسماً لقادة عسكريين وأمنيين في "حزب الله"، في إعلان أقرب ما يكون إلى الترهيب، ولن يزيدها ترهيباً إغتيال القائدين وسام الطويل وعلي حدرج.


ولكشف الثغرة التي نفذت منها "كيدون" لإغتيالهما، لا بد من تناول كيفية عملها، وأساليبها في الأغتيال:
أولاً- كيفية عمل الوحدة "كيدون":
1- إستلام الملف من "قيسارية" (عمليات الموساد)، ضمناً معلومات عن العميل الذي سيتلقاهم، تباشر العناصر المكلفة بالتدريب على مجسمات تحاكي الهدف.
2- التنفيذ ضمن مجموعات صغيرة وأحياناً إنفرادياً، تبعاً للهدف ومحيطه.


3- الدخول إلى البلد الهدف عبر أحد المعابر ( مطار- ميناء بحري- بر) مستخدمين جوازات سفر مزورة وأحياناً دبلوماسية، على أن يتسلموا معداتهم لتنفيذ المهمة من إحدى السفارات، أو من أحد "المنازل الآمنة" التي تُستخدم لغايات أمنية.
4- الدخول إلى البلد المستهدف بطريقة غير قانونية وغالباً ما يتم عبر البحر وأحياناً براً تبعاً للمنافذ المتاحة (معدات التنفيذ تنتقل معهم).


5- الخروج، وقد يكون عبر المعابر الشرعية إذا كان دخولهم بالأساس عبر هذه المعابر، وفي حالات كثيرة يكون الإخلاء عن شاطئ البحر، خاصة عند إستشعار الخطر في استخدام المعابرالأخرى، وفي الحالات الطارئة اللجوء إلى إحدى السفارات.

ثانياً - أساليب الإغتيال المتبعة:

1- عملية مشتركة بين مختلف القوات (كوماندوس، قوات بحرية وجوية) يتعاونون فيها مع الوحدة "كيدون" التي تسبقهم إلى البلد "الهدف"، لتتلقاهم هناك على أن تقوم "كيدون" بالتنفيذ، على غرار عملية الإغتيال التي جرت عام 1988 في تونس ذهب ضحيتها القيادي خليل الوزير (أبو جهاد) الذي كان قائد الجناح العسكري ل‍منظمة التحرير الفلسطينية.


2- من الجو بواسطة الطائرات الحربية، أو الطوافات، حيث يقتصر دور الوحدة على الرصد والإستطلاع للتأكد من نجاح المهمة، مثال على ذلك، إغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد عباس الموسوي في جنوب لبنان بغارة جوية في العام 1992.
3- التصفية الجسدية باستخدام الوسائل المباشرة: مسدس كاتم للصوت، القنص، مادة السم، الصعق الكهربائي، الخنق… في منتصف ليل أحد الأيام من العام 2013 أقدم ثلاثة عناصر(شابان وامرأة) من "كيدون"، باغتيال الحاج حسان اللقيس (مقاومة إسلامية) داخل سيارته في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت بواسطة مسدسات كاتمة للصوت، بعدها أجرت الفتاة عملية مسح للسيارة، وكانوا قد وصلوا بيروت عبر أحد المنافذ البرية قبل يوم واحد من تنفيذ العملية، وغادروا مباشرة عبرالبحر، وتم تحديد العميلة التي تعاونت معهم.


4- وضع عبوة ناسفة على خط تحرك "الهدف" وتفجيرها عن بعد، كما حصل في العام 2006 حيث دخل بعض عناصر كيدون الى لبنان عبرالمطار، واستلموا تجهيزاتهم من إحدى السفارات لينتقلوا إلى مدينة صيدا جنوب لبنان، ووضعوا عبوة ناسفة بآلية على جانب طريق يسلكه الأخوان نضال ومحمود المجذوب (جهاد اسلامي) لتنفجر بهما، ويفّر المنفذون من شاطئ جبيل، تم توقيف العميلين اللذين ساعدا "كيدون" في عمليتهم. وفي العام 2008 حصلت أبرزعملية إغتيال، حين إستطاع عملاء الموساد ووكالة المخابرات المركزية الأميركية، إضافة لمخابرات دول أخرى، من تفجير سيارة مفخخة بالقائد الكبيرعماد مغنية أمام مدخل إحدى المباني في دمشق، ليرتقي شهيداً، تم اكتشاف الوشاة لاحقاً وجرت محاكمتهم ميدانياً.
5- وضع عبوة في سيارة "الهدف" كما حدث باغتيال الحاج علي صالح في الضاحية الجنوبية من العام 2003 وكذلك في اغتيال الحاج غالب عوالي في العام 2004 من المقاومة الاسلامية.


6- وضع "عبوة نائمة" وهي الأخطرعلى ممر إلزامي يسلكه "هدف" واحد أو أكثر، يتم تفجيرها عن بعد حال مرور أحد الأهداف، وقد تزرع الوحدة "كيدون" عدة "عبوات نائمة" على عدد من الطرق لتفجيرها بأهداف مرتقبة.
7- بواسطة المسيرات، وهنا يجب التمييز بين حالتين: الأولى، إغتيال في أرض المعركة ويتم عبر تتبع المسيرات للمقاومين من الميدان إلى البقعة الخلفية من حيث لا يشعرون، زِد على ذلك الإستخفاف بإجراءات التمويه مما يؤدي الى ما حصل في بيت ياحون يوم 22 نوفمبر 2023 حيث استشهد 6 مقاومين، وكما حصل أيضاً في بيت ليف جنوبي لبنان ليل 27 يناير 2024 حيث استشهد 4 مقاومين. والثانية، يتم تحديد مكان "الهدف" عبر الوحدة "8200" فتطارده المسيرات لتغتاله.

لا ينبغي تفويت هذا السوق الشهير: رتب زيارتك
BRAINBERRIES

ثالثاً- أما كيف تلتقط الوحدة "8200" مكان "الهدف" فترسله الى "كيدون" لتغتاله، لا بد عندها من وضع "الأصبع على الثغرة الجرح" مهما كان مؤلماً:
تتابع الوحدة "8200" (المسؤولة عن التجسس الإلكتروني لدى جيش الاحتلال) "الهدف" عبر عدة وسائل إلكترونية، باختصار شديد كل ما هو "سيبراني": ساعات ذكية، كاميرات وكمبيوترات موصولة على الإنترنت، تلفزيونات موصولة بالستلايت، السيارات الحديثة، الهاتف الأرضي… وأخطرها الجهاز الخلوي، وحتى لو لا يمتلك "الهدف" جهازاً خليوياً، تجري متابعته عبر المحيطين به (الزوجة، الأولاد، الأهل، الأصدقاء المقربين، الجيران) علّهم يلتقطون بصمة صوته، فيكفي أن يتحدث "الهدف" في سيارته أو منزله أو في عمله بوجود أجهزة خليوية حتى تلتقط الوحدة "8200" بصمة صوته، أو تتعرف عليه من مضمون حديثه، أو بمجرد أن يُبعث برسالة دردشة بين المحيطين عن "الهدف" بواسطة الواتساب أو غيره يُذكر بالأسم أو يُشار إليه بعبارات مرمزة ولو بحسن نية، أو الحديث عنه بوجود الخلوي (حتى لو كان مغلقا) ⁠لتلتقطها فوراً الوحدة "8200"، لا بل بمقدورها أكثر من ذلك، يمكنها التواصل زيفاً عبر الواتساب أو غيره والدردشة مع أي شخص مُقرب من "الهدف"، منتحلة صفة ورقم أحد المعارف من دون علم الأخير.
قامت "كيدون" في فترة ما بزرع "عبوة نائمة" نوع (Claymore) على الطريق بين قريتي خربة سلم وبرج قلويه في منطقة مكشوفة يسلكها المقاومون، وتحديدا الحاج وسام الطويل، الذي سلكها في ذهابه الى منزله، ولم تنفجر... لا يستعمل الشهيد وسام الطويل أياً من "الوسائل السيبرانية"، لكن الوحدة "8200" حددت مكانه وفي التقديرات حتى لا نقول في المعلومات أنّ الوحدة "8200" وصلت إليه صدفة عبر أحد أجهزة الخلوي لأحد المحيطين به. ليأتي دور المسيرات، غادر "وسام" صباح اليوم التالي في 8 يناير 2024 بسيارة زوجته مكشوفاً للمسيرات، التي أكدت للوحدة "كيدون" خروجه، فجرى إيقاظ العبوة من سباتها وتشغيلها عن بعد، ليتم تفجيرها لدى مروره على مسافة حوالي 1500متر من منزله، ليرتقي شهيداً.

6 أشياء لم تكن تعرفها عن باربي فيريرا
BRAINBERRIES

وهذا ما حصل أيضاً مع الشهيد "علي حدرج" وصديقه الذي صودف وجوده في السيارة على طريق برج الشمالي شرق مدينة صور، فالتقطت "الوحدة 8200" بصمة صوت "حدرج" تحركت المسيرات التي هي أساساً في الأجواء تبحث عن "هدف"، قُصفت السيارة بصاروخين ليرتقيا مع الشهداء.
تلعب المسيّرات في وقتنا الحالي دوراً بارزاً في عمليات الإغتيال، ولوحدة "كيدون" اليد الطولى في غالبيتها، لكن يبقى المسبب الأول في الإغتيالات الأخيرة "الجهازالخلوي" فهو "سَمِّ الخياط"(1) الذي منه يَلِج خيط التنصت الممتد حتى الوحدة "8200" مما يمنح العدو "الطلقة" التي كان يفتش عنها لتنفيذ مأربه. وإذا وضعنا جانباً أعمال التفجير التي نفذتها أدوات الموساد وذهب ضحيتها الآلاف حول العالم، تشير تقديرات غير رسمية أنّه خلال 75 عاما، أي منذ نشأة الكيان الغاصب، تكاد عملياته في الإغتيال تلامس الرقم 3000. وماذا بعد القتل والإغتيال الذي يمارسه العدو؟ هل يُصّعد "الموساد" من إرهابه باستهداف بيئة المقاومة عبر تفجيرات على طريقة "كرمان" باستخدام "داعش"؟
(1) سَمِّ الخياط: فتحة الإبرة، التي هي من أضيق الأشياء.

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا