"لا أهلاً ولا سهلاً"... زيارة باسيل إلى طرابلس تثير جدلاً شعبياً!
خلال أقل من شهرين يعود رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل إلى طرابلس، عاصمة الشمال، في زيارة بدأت تأخذ جدلاً في لبنان، لا سيما في أوساط الطرابلسيين، بين رافض لها ومرحِّب بها.
ومنذ الإعلان عن الزيارة التي سيقوم بها باسيل الخميس إلى المدينة، حيث سيشارك في قداس عيد مار مارون، ويلتقي عدداً من الشخصيات الطرابلسية، برزت بعض الانتقادات لها، لا سيما الشعبية منها، خصوصاً من الطائفة السنية التي اتسمت العلاقة بينها وبين "التيار" بالخصومة السياسية.
وتفاقمت هذه الخصومة خلال بعض السنوات التي كان يتولى فيها رئيس "تيار المستقبل"، سعد الحريري، رئاسة الحكومة، حيث أطلقت مواقف عالية السقف من قبل الطرفين، واليوم مع رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، الذي يتحدر بدوره من طرابلس، حيث الاتهامات المتبادلة بينهما، وعَدّ "التيار" أن ميقاتي يخرق الدستور، من خلال ممارساته في رئاسة الحكومة، في ظل غياب رئيس الجمهورية.
وكان يُفترض أن يلتقي باسيل شخصيات سنّية حليفة، أو قريبة منه، كالنائب فيصل كرامي، وأخرى مسيحية وعلوية، بالإضافة إلى مفتي طرابلس والشمال، الشيخ محمد إمام، الذي سبق أن رفض اللقاء به في الزيارة الأخيرة، وحدد موعداً له، الخميس، لكنه عاد واعتذر عن استقباله، "بعد الضغوط الشعبية ورفض الطرابلسيين"، وفق ما تقول مصادر في المدينة لـ"الشرق الأوسط"، لكن نائب رئيس "التيار"، ناجي حايك، يشير إلى أن "المفتي اعتذر لارتباطه بموعد دفن طارئ"، قائلاً: "مهما كان السبب نحترم اعتذاره".
وفي حين يرى البعض أن زيارة باسيل إلى طرابلس التي تمثل الخزان البشري للطائفة السنية محاولة منه لـ"تطبيع" علاقته مع السنّة، يرفض مسؤولو "التيار" وضعها في هذا الإطار، كما يرفضون الحديث عن "خصومة مع الطائفة السنية، إنما خصومة سياسية مع قيادات سنية، وهذا أمر طبيعي".
ومع تشديد حايك على أن زيارة باسيل تأكيد على الحضور المسيحي في طرابلس، وعلى التواصل المسيحي - السني رافضاً إعطاءها أي تفسير آخر، ترى مصادر معارضة لباسيل في طرابلس أن زيارات رئيس "التيار" إلى طرابلس محاولة منه لتطبيع العلاقة مع الطائفة السنية التي يدرك باسيل أنه لا يمكن تحقيق طموحه الدائم بالوصول إلى رئاسة الجمهورية من دون التصالح معها، لكنه أتى متأخراً.
لكن في المقابل، يقلّل حايك من أهمية الاعتراضات التي تُطلَق تجاه زيارة رئيس «التيار» إلى طرابلس، عادّاً أن هذه المواقف لم تصدر من قبل قيادات طرابلسية، مستبعداً في الوقت عينه وقوع إشكالات، ويقول: "حتى في الزيارة الأخيرة لم تُسجل أحداث أو مشكلات تُذكر. ما حصل فقط اعتراض عدد قليل من الأشخاص على الطريق لا يمثلون المدينة".
وكانت قد انتشرت مقاطع فيديو، خلال زيارة باسيل الأخيرة، أظهرت عدداً من المواطنين يقفون إلى جانب الطريق ويتوجهون إلى باسيل بالقول: "لا أهلاً ولا سهلاً"، كما رشقوا الموكب بالبيض؛ ما أدَّى إلى إشكال مع مرافقين لباسيل، قبل أن يتدخل الجيش للتهدئة، وأشارت المعلومات حينها إلى سقوط جريحين نتيجة الإشكال.
وعن المواقف التي سيطلقها باسيل من طرابلس، يؤكد حايك لـ"الشرق الأوسط" أنها ستكون "مواقف داعية إلى التلاقي رغم الخلاف مع ميقاتي".
ويرفض النائب عن طرابلس، أشرف ريفي، التعليق على زيارة باسيل إلى المدينة، في حين يؤكد النائب السابق، علي درويش "المحسوب على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لـ"الشرق الأوسط" أن "عاصمة الشمال منفتحة على الجميع، كما كل المناطق اللبنانية التي نرفض أن تكون مقفلة على أي طرف لبناني"، مشدداً في الوقت عينه على ضرورة المحافظة على الخطاب الهادئ بعيداً عن الاستفزاز. وبينما لا ينفي درويش أن هناك اعتراضاً وعدم رغبة من قبل البعض في طرابلس على الزيارة، يؤكد أن "أهل طرابلس يملكون الوعي الكافي، ولن ينجروا إلى أي استفزاز، وسيعبِّرون عن آرائهم بطريقة راقية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|