هذا ما تخطط له قوى المعارضة لمفاجأة بري!
اتصالات ونقاشات مكوكية تشهدها المقار الحزبية منذ ظهر يوم أمس، مع الاعلان عن دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري لجلسة لانتخاب رئيس جديد للبلاد يوم غد الخميس. القرار الذي كانت قوى المعارضة المتمثلة بـ"القوات اللبنانية" وحزب "الكتائب" و"التغييريون" و"المستقلون" تتجه لاتخاذه نهاية الاسبوع المقبل لجهة تحديد اسم المرشح الموحد الذي ستخوض به المعركة الرئاسية، باتت مضطرة لاتخاذه خلال الساعات القليلة المقبلة، وان كان الحسم بأنها قادرة على أصلا على التوصل لتفاهم على اسم واحد ليس بمكانه على الاطلاق.
ويقول مصدر نيابي معارض ان المشاورات والاتصالات في أوجها ومن المفترض أن يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن الاسم الذي سنذهب به غدا الى المجلس النيابي عند الساعة السادسة مساء. ويضيف المصدر:"ما نسعى اليه مفاجأة الرئيس بري الذي يبدو واثقا اننا غير قادرين على التفاهم. وهو عن سابق تصور وتصميم دعا للجلسة قبل 48 ساعة فقط لقطع الطريق على اي اتفاق...سنحاول هذه المرة أن نكون أذكى منه لكن ما ندركه تماما ان اي وحدة صف من قبلنا ستواجه بتعطيل النصاب لمنع ايصال مرشحنا باعتبار ان لدى الفريق الخصم القدرة بسهولة على سحب 43 نائبا من الجلسة واسقاط نصابها في حال تم تأمينه أصلا".
ولا تستطيع قوى المعارضة أصلا حتى ولو اتفقت على اسم مرشح واحد ان تكسب المعركة الرئاسية وفق المعطيات الحالية، باعتبارها غير قادرة على تأمين 86 صوتا لايصال مرشحها في دورة أولى، وهي تدرك انه لن يؤمن الفرقي الخصم النصاب لها لتوصل هذا المرشج في دورة ثانية بـ65 صوتا، لذلك يقر المصدر بأن جلسة يوم غد ستكون "شكلية" وستتكشف خلالها نوايا كل فريق، قائلا:"أما نحن فنوايانا واضحة نريد انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، لذلك لا نتجه لاختيار اسم رئيس تحدي انما رئيس قد يلقى من يؤيده في الفريق الخصم..ففي نهاية المطاف نريد أكل العنب لا قتل الناطور..الفيتو الوحيد لدينا مرتبط برفض انتخاب رئيس من 8 آذار وأعتقد ان فيتو مماثل يرفعه الفريق الخصم الذي يرفض انتخاب رئيس محسوب بوضوح على 14 آذار، من هنا نعتقد اننا قادرين على التلاقي في منتصف الطريق".
واذا كان رئيس البرلمان يعتقد أنه وبرميته "الفجائية" هذه يُحرج قوى المعارضة دون غيرها، فهو مخطىء كثيرا. اذ ان الاحراج سيد الموقف لدى الفريق السياسي الذي ينتمي اليه. فهل يصوت "الثنائي الشيعي" في حال اكتمل النصاب يوم غد لرئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، ما يؤدي لاحراجه خاصة وانه في حال اتفقت المعارضة على اسم واحد فهو سينال حكما عدد أصوات أكبر من فرنجية ما سيعني تسديد نقطة ثمينة في مرمى زعيم بنشعي. ولا يقتصر التحدي الذي يواجهه هذا الفريق عند هذا الحد، اذ كيف سيبرر حزب الله لحليفه رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل السير بفرنجية من دون اي توافق معه؟ أبعد من ذلك تجيب مصادر "التيار" أنه من المبكر جدا الحديث عن الاسم الذي سيضعه نواب "الوطني الحر" في صندوق الاقتراع، لافتة الى جلسة يوم غد جلسة بروتوكولية، والقرار الوحيد المحسوم بشأنها هو المشاركة فيها وعدم مقاطعتها.
ويُرجّح أن يلجأ العونيون في حال اضطروا للتصويت الى الاقتراع بورقة بيضاء، خاصة وان رئيس الجمهورية كان صريحا مؤخرا حين قال انه لا يجد مرشحا تنطبق عليه مواصفات رئيس الجمهورية المقبل سوى باسيل، غير المرشح، حتى الساعة.
بالمحصلة، تقف قوى المعارضة اليوم امام فرصة حقيقية لرمي كرة التعطيل مجددا في ملعب حزب الله وحلفائه، ففي حال نجحت بالاتفاق على اسم مرشح واحد عندها سيكون الفريق الآخر مضطرا الى كسر النصاب في الدورة الثانية لمنع وصول مرشحها، علما ان هذا السيناريو يبدو طموحا جدا خاصة وان موقف رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" يبدو أبعد ما يكون عن "الحسم" أقله في هذه المرحلة.
بولا أسطيح - الكلمة أونلاين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|