عربي ودولي

ليس هناك من وعد... فقط اقتلوا العرب

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

نتنياهو غالب الظن أعطى أوامره لاجتياح رفح. السمُّ في عسل القرار هو إجلاء المدنيين على حد ادعائه الزائف. "إنسانيّة" نتنياهو تخاطب العالم لاقناعه أن إسرائيل تأبه لأرواح المدنيين. وكأن ما فعلته اسرائيل منذ أربعة أشهر كان حماية لهم. الشمس ساطعة والناس قاشعة. مليون وثلاثماية ألف فلسطيني في رفح سيكونون في عداد الشهداء وفي مرمى العدوان الغاشم بالطبع وسط سكوت الوسيط " النزيه".

"إنسانية" إجلاء السكان لم تُستَكمَل. مجرد شماعة لاستباحة القتل. إلى أين سيتم إجلاء الفلسطينيين؟ إلى الموت! مصير الضفة سيكون مشابهًا اذا قُدِّرَ لهذه " الإنسانية" أن تمحي غزّة عن خارطة فلسطين.

علينا كعرب ( أو ما تبقى من عرب) أن نتوقف عن ربط عدوان اسرائيل بالطوفان. الربط حتى لو كان عن حسن نية هو مشاركة في إضفاء شيء من الشرعية على العدوان. نقطة في منهجية أي بحث يجب التنبه لها من جانب الباحثين والإعلاميين. ما يحدث في فلسطين ( وهذا ما يجب تعميمه) هو اننا منذ السابع من أوكتوبر أمام تطهير عرقي تمارسه دولة عنصرية مقيتة هي آخر تجليات الشر في عالمنا الحديث. كل الفلسطينيين هم أهداف التطهير بما فيهم الأجنة وبطون الحوامل. إستعادة لنكبة 48 بآلات حرب أكثر فتكًا في تحقيق أكبر قدر ممكن من الضحايا في أقصر وقت ممكن.

السابع من أكتوبر محاولة فلسطينية للتصدي للتطهير العرقي.( على هذا النحو يستوي المنطق وتتحدد المسؤوليات). هذا يقودنا إلى دحض السردية الإسرائيلية حول " المجزرة " التي ارتكبتها حماس في غلاف غزة. العدو على ما بدأت تنبؤنا به المعلومات الموثقة من أجهزة مخابراته تفيد أن الجيش الإسرائيلي قتل مواطنيه ظنّاً منه أنهم مقاتلون من حماس. نتنياهو عاجز عن الاعتراف بهذا العار الداخلي ولذلك يصرّ على أكذوبة مفادها أن الإسرائيليين قُتِلوا بأعداد كبيرة على يد حماس.

الذي يغيظ نتنياهو هو أن الإعلام الغربي الذي كان من المفترض أن يدعم سرديته دعمًا غير مشروط بدأ يشكك بها. يفقد نتنياهو تعاطف وسائل إعلام مصنّفة صقورًا في دعمها لإسرائيل. بدأ الإعلام الغربي يرى أن السردية الإسرائلية قميص عثمان وأن الفلسطينيين هم الضحايا. هذا أخطر تحوّل ويؤسس لوجدان جَمعي جديد ما كان ليكون ممكنًا إلا بعد السابع من أوكتوبر. الأمم المتحدة تعيش تحولات عميقة بهذا الإتجاه.

نكران التحول الإستراتيجي هذا دفع نتنياهو الى مزيد من الحقد. يجب تعذيب الفلسطينيين. يجب تجويعهم وإعطاشهم. يجب قصفهم في أسرّتهم. يجب طمأنتهم عبر دعوتهم للنزوح إلى مناطق آمنة ثم إبادتهم في المناطق الآمنة. يجب قصف المستشفيات للقضاء على الجرحى. يجب قتل المسعفين والأطباء وطواقم التمريض ومراكز الإيواء. ربما في عقل نتنياهو المريض تُستَعاد السردية الإسرائيلية بالقضاء على الشهود. نحن أمام رجل يجسّد الشرّ في أبشع صوره.

اسرائيل برأيها العام تدعم نتنياهو في غيّه. نتنياهو هو تمظهر لفلسفة الشر المستوطنة في قلوب " شعب اسرائيل". يعتري التفوق العرقي وجدان " الشعب الإسرائيلي". يعتقدون انهم شعب الله المختار وأن القتل حقّ الهي يتيح لهم حكم العالم. عالم طوّبه الله لهم دون سواهم. توحّش انسانيَّتهم تحظى بدعم الكثيرين في العالم. يُنظَر الى الشرّ الذي يحظى بدعم عالمي وكأنه خير. لهذا السبب نقول أن زوال إسرائيل ضرورة ماسة لينتصر الخير على الشر.

عندما نناشد المسيحيين قبل المسلمين بأن على هذه " الدولة" أن تزول إنما نعبّر عن موقف يحتّمه الدين والأخلاق والحق والإنسانيّة بغضّ النّظر إذا كانت معركة التحرير ستتم اليوم أو غدًا أو بعد غد. المسألة ليست في التوقيت بل في المبدأ ومتى اتفقنا على المبدأ نتفق على ان الصراع مع الصهاينة تاريخي وليس ظرفي. ليس المهم أن يكون الطوفان حرب تحرير فلسطين. المهم أن يكون الطوفان معركة من معارك هذه الحرب.

قراءة المسيحية في أدبياتها الحقيقية ضرورة معرفية قبل التبرّع الأرعن في دعم حق إسرائيل في الوجود وبالأخص( وهنا الطامة الكبرى) دعمها في الدفاع عن نفسها. علينا كمسيحيين أن نبدأ من نقطة لا يجدر أن نختلف عليها وهي أنَّ الصمت والتغاضي عن جرائم اسرائيل مخجل لضمائرنا وثقافتنا وأخلاقنا.

تكرارًا للشطّار. إسرائيل توسعية في فلسفة وجودها. من دون توسّع لا مبرر لوجود إسرائيل. الجغرافيا بالنسبة لها متحركة ولا حدود ثابتة ودائمة لها. لبنان وسوريا والعراق وأبعد. لذلك نرى أن مقاومتنا لها واجب وجودي بالنسبة الينا لأنها قادمة إلينا لا محالة بعد الإجهاز على المقاومة في غزة والضفة. جنوب لبنان ثم لبنان ضمن لائحة أهدافها وهذا معلن. علينا القراءة فقط. المسألة ليس وعدًا الهيًا. هذه المقولة كذبة. علينا القراءة أيضًا. الوعد يتمثل بمقولة " أقتلوا العرب. مسلمون ومسيحيون ويهود إذا لزم الأمر " لتتوطّد المملكة الف سنة.

 روني ألفا- "ليبانون ديبايت"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا