زخم أدوية إنقاص الوزن يُهدّد اقتصاد "الوجبات السريعة"
تعيش المجتمعات الحديثة في ظروف تتسم بانشغال الأفراد والتحولات في عاداتهم الغذائية، ما أدى إلى زيادة ملحوظة في انتشار مشكلات السمنة ومرض السكري.
في هذا السياق، أصبحت أدوية إنقاص الوزن والتحكم في مستويات السكر في الدم أدوات حيوية للفرد الذي يسعى لتحسين صحته. ومع تزايد الوعي بهذه الأدوية، تنشأ فرص جديدة للشركات المتخصصة في إنتاج الأطعمة الصحية والوجبات الخفيفة الصديقة للصحة، وعلى الجانب الآخر تواجه شركات الوجبات السريعة تحديات واسعة.
تجسد هذه الاتجاهات التغذوية التحول في عادات الاستهلاك وتفضيل الأفراد للأطعمة الصحية ومكملات الغذاء التي تسهم في فقدان الوزن أو التحكم في مستويات السكر.
ويترتب على ذلك تأثير إيجابي على شركات الأغذية الطبيعية والصحية، إذ تتماشى منتجاتها مع متطلبات الأفراد الذين يسعون لتحسين صحتهم. وبالتزامن تواجه شركات الأطعمة والوجبات الخفيفة التقليدية تحديات جديدة في ظل هذا التغيير في سلوكيات المستهلكين. فالطلب المتزايد على الحلول الغذائية الصحية يشكل تهديداً لمنتجاتهم التقليدية ذات القيمة الغذائية المنخفضة والتي قد تحتوي على كميات كبيرة من الدهون والسكر.
ونصح جيم كريمر، المحلل في "سي إن بي سي"، المستثمرين بأن يكونوا حذرين من بعض أسهم الأغذية والمشروبات، وذلك بسبب انجذاب الكثير من المستثمرين إلى منتجات الشركات المصنعة لأدوية إنقاص الوزن ومرض السكري الشهيرة. وقال: "ابق بعيداً من أسهم الأطعمة والمشروبات؛ طفرة الإقبال على منتجات إنقاص الوزن والسكري سوف تؤدي إلى انخفاض كل سهم في هذا القطاع".
يأتي ذلك ضمن مجموعة من المتغيرات الأخرى التي يمكن أن تسهم كذلك في ضعف مبيعات شركات الأغذية والمشروبات، في الوقت الذي ينكر كثيرون في الصناعة أن أدوية إنقاص الوزن تضر بالمبيعات وتغير سلوك المستهلك.
واعترفت شركة بيبسيكو بأن أعمالها في مجال الوجبات الخفيفة تعاني، لكنها أرجعت هذه الانخفاضات إلى المستهلك الذي لديه دخل أقل يمكن إنفاقه.
واعترف كريمر بأنه من الصعب التنبؤ بمدى تأثير هذه الأدوية على توجهات الإقبال على نوعيات الغذاء في المستقبل، لكنه قال إنها ستغير السوق بالتأكيد، مشيراً إلى أنه "في النهاية، نحن لا نعرف ما هو تأثير هذه العقاقير الكامل حتى الآن... ومع ذلك، فأنت تخدع نفسك إذا كنت تعتقد أن هذه الأدوية لم تلعب أي دور".
وقد حظيت أدوية إنقاص الوزن، مثل "ويغوفي" و"أوزيمبك"، والتي ابتكرت في الأساس لعلاج مرض السكري، بإشادة المشاهير والأثرياء خاصة، وتبعاً لذلك تضخمت قيمة شركة الأدوية الدنماركية "نوفو نورديسك" كثيراً وسط طفرة أدوية فقدان الوزن، حتى أنها أصبحت تهيمن على اقتصاد الدنمارك.
ومع ذلك، لا يتوقع مسؤولو صناعة المواد الغذائية تأثيراً كبيراً على المبيعات، إذ يراهنون على أن تناول الأدوية سيظل منخفضاً نسبياً وسيستمر المستخدمون في شراء العلامات التجارية المفضلة لديهم من شركات الأغذية الشهيرة؛ لكن فقط بكميات أصغر.
وكان رئيس ماكدونالدز كريس كيمبكزينسكي، قد قال في وقت سابق لموقع "ياهو فاينانس": "نحن لا نرى أي تأثير اليوم مع عقاقير إنقاص الوزن، لا أحد لديه أي فكرة عما سيكون عليه التأثير في المستقبل".
وكان تقرير لمعهد تقنيات الأغذية IFT قد أفاد بأن "شركات السلع الغذائية الاستهلاكية المعبأة تدرس تأثيرات الطفرة الناشئة من أدوية إنقاص الوزن على أنماط الاستهلاك ومبيعات الوجبات الخفيفة".
ويتوقع مورغان ستانلي الآن أن هذه المجموعة الجديدة من أدوية إنقاص الوزن ستصبح من الأدوية الصيدلانية الرائجة بقيمة إجمالية تبلغ 54 مليار دولار بحلول عام 2030. ويعقد محللو الشركة في وول ستريت مقارنة مع انطلاقة أدوية ارتفاع ضغط الدم، والتي انتقلت من سوق ناشئة في الولايات المتحدة في الثمانينات من القرن الماضي، إلى سوق بقيمة 30 مليار دولار بعد عقد من الزمن.
وبدأ كل هذا في تقديم بعض التحديات، وربما الفرص، لأعمال السلع الغذائية الاستهلاكية المعبأة... والآن يطلق الرؤساء التنفيذيون تحذيرات من أن الأميركيين لم يعودوا يرغبون في استهلاك السعرات الحرارية الزائدة عشوائياً كما كان من قبل، ما قد يؤدي إلى انخفاض مبيعات الوجبات الخفيفة وأرباحها.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|