محليات

"واشنطن قصيرة النظر"... سفير روسيا في لبنان: موسكو تحافظ على اتصالات مع جميع الأطراف

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قال السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف، إن "نفاق الولايات المتحدة يلفت الانتباه إلى نفسه، مرة أخرى، واشنطن لا تتكلم إلا عن ضرورة وقف الأعمال العدائية في قطاع غزة. بينما في الواقع، فإنهم يواصلون إمداد "إسرائيل" بالأسلحة والمعدات العسكرية ويعرقلون جميع قرارات الأمم المتحدة التي تتضمّن وقفاً فورياً لسفك الدماء"

وأكد في حديث لِـ"الميادين"، أنه "من المستحيل عدم ملاحظة "المعايير المزدوجة" التي تتبعها الولايات المتحدة. فلم يسمع أحد من واشنطن إدانة واحدة واضحة للهجمات الصاروخية العشوائية على المناطق السكنية في غزة، والتي تسببت في مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال".

وفي المضمار، استطرد روداكوف، "لكن بالمقابل عندما يتمكّن الجيش الروسي، بدقة جراحية، من طرد النازيين في كييف من مخابئهم، ومن دون وقوع إصابات بين السكان المدنيين في أوكرانيا، تبدأ كل وسائل الإعلام الغربية بعصبية شديدة، في النفخ بأبوابقها".

وأضاف، "إن الأحداث المأساوية في الشرق الأوسط هي نتيجة سياسات واشنطن الخطيرة وقصيرة النظر. ومن الخطأ أن تتصور أن المصالحة بين "إسرائيل" والدول العربية على أساس اقتصادي، من الممكن أن تحل محل التسوية النهائية الدائمة للمشكلة العربية الإسرائيلية".

ووصّف الوضع مؤكداً، أننا "نرى غياب الرغبة الصادقة من جانب الولايات المتحدة وحلفائها من دول الغرب الجماعي للوقف الفوري لإراقة الدماء في غزة، وهي نفس التوجهات المغرورة للتدخل في شؤون الدول الأخرى. ولتعزيز النموذج الاستعماري الجديد للعالم يتم وضع الأهداف الجيو- سياسية المغرورة في المقدمة، دون أدنى اعتبار لمصالح الدول والشعوب الأخرى".

وأردف روداكوف: إن "بلاده حذرّت من خطورة مثل هذه التطلعات قبل فترة طويلة، من بدء التفاقم الحالي للأوضاع في الشرق الأوسط، فموسكو تحافظ على اتصالات مع جميع الأطراف، ونحثهّم على ضبط النفس ومنع تصعيد الأعمال العدائية في جميع أنحاء المنطقة وبفضل جهودنا، تم إطلاق سراح بعض الرهائن، ونحن نواصل هذا العمل".

وفي ظل "التهديد الإسرائيلي" بدخول رفح والتحذيرات الأممية من تداعيات ذلك، رأى روداكوف "إن ما يحدث الآن في غزة يجري بتواطؤ ومساعدة الولايات المتحدة، ويحمل كل علامات العقاب الجماعي لسكان القطاع. ولا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لمثل هذا العدوان العشوائي".

وحول التمادي في انتهاك شرعة حقوق الإنسان، شدد على أنه "بالنسبة للغرب، غالباً ما يتم تقديم ادعاءات كاذبة حول موضوع انتهاك حقوق الإنسان في بلدٍ معين، كذريعة للتدخل الصارخ في شؤونهم الداخلية".

وأضاف، إن "المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية، لا يمكن حلّها بالقوة. وينبغي أن يكون أساس تسويتها إقامة دولة فلسطينية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. ولا بد في ظل ما يجري من طرح الميزان لتعاطي الأميركيين والغرب مع العدوان على غزة والأزمة الأوكرانية، أن يؤكد "أنّ التشابه الرئيسي هو أنانية النهج، والرفض الكامل لمراعاة مصالح الأطراف الأخرى المعنية. وهذا يفضي في النهاية إلى التصعيد. ومع ذلك، تعتمد الولايات المتحدة منذ البداية على حل المشاكل بالقوة".

وتابع روداكوف، "واشنطن كالعادة، تتجاهل تماماً المبادئ الأساسية للشرعية الدولية والمساواة في السيادة بين الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة. ولا تحترم الاتفاقات التي تم التوصل إليها. فالأميركيون ينفذون خطواتهم الأحادية على أساس ما يسمى "القواعد" التي يخترعونها لأنفسهم على عجل".

وشدد على، "أن جَعْلَ المدنيين أهدافاً عسكرية في غزة، أمر غير مقبول على الإطلاق. فهم يتمتعون بحماية القانون الإنساني الدولي. وهذا ينطبق على أي صراع مسلح - سواء كان ذلك في قطاع غزة أو في منطقة العمليات العسكرية الخاصة في أوكرانيا. ومع ذلك، فإن نظام كييف، يُظهر عدم القدرة الكاملة على الامتثال، لأي شرعية دولية. لقد كنا مقتنعين بذلك منذ وقت طويل - حتى في مرحلة محاولاتنا لحل الصراع سلمياً، بما في ذلك من خلال اتفاقيات مينسك".

وفي الإطار، شرح روداكوف، أن "ما أسماه "الدمى الأوكرانية" لا تدعم قتل الأطفال والنساء في غزة فحسب. بل يفعلون ذلك بطريقة مباشرة، فالهجمات العشوائية الدموية على السكان المدنيين في دونباس تستمر منذ سنوات عديدة. وكان أحد أحدث الهجمات الإرهابية هو الهجوم، على مخبز في مدينة ليسيتشانسك في 3 شباط. وقُتل ما لا يقل عن 28 شخصاً، من بينهم امرأة حامل وطفل يبلغ من العمر 5 سنوات".

وذكّر أيضاً أن "الهجوم الذي وقع في 24 كانون الثاني يتحدى أي تفسير. فقد تم إسقاط طائرة روسية بأسلحة أميركية الصنع، كانت تنقل أسرى حرب أوكرانيين لتبادلهم فقُتِل 74 شخصاً، من بينهم 65 أوكرانياً، وهنا، على الغرب أن يفتح عينيه ليرى الأغراض التي تُنقل فيها الأسلحة إلى أوكرانيا".

وحول السؤال عن التبعية الأوروبية لواشنطن في كل ما يجري أجاب روداكوف: "في أوروبا، لا يستخلصون أي استنتاجات من دروس التاريخ. فالغالبية العظمى من الساسة الأوروبيين يميلون مرة أخرى إلى جانب الشر، وخضوعهم الأعمى لواشنطن يؤدي إلى فقدان سيادة بلدانهم، ويضر باقتصادهم، ويضع عبئاً على أكتاف شعوبهم".

وعقّب قائلاً: "كل هذا يكشف عن الطبيعة الاستعمارية الجديدة للمقاربات الأميركية في السياسة الخارجية. واشنطن لا ترحم حتى حلفاءها. فبلدانهم هي أيضاً مجرد نوع من قاعدة الموارد بالنسبة للأميركيين".

وفي معرض إجابته عن السبب في إطالة أمد الصراع واضح، قال: أنّ "دول الغرب الجماعي" لا تتباطأ في إمداد أوكرانيا بالأسلحة، لتحقيق الهدف المنشود المتمثل في هزيمة روسيا أو إلحاق أكبر قدر من الضرر بها".

وأردف روداكوف: "في العامين الماضيين، خصص الغرب أكثر من 200 مليار دولار لأوكرانيا لأغراض عسكرية. وعلى سبيل المقارنة، فإن الاتحاد الأوروبي خصص أقل من 80 مليار دولار للدعم الإنساني لدول جنوب وشرق الكرة الأرضية، لمدة 7 سنوات".

ورأى، أنه "لولا التقدم العدواني لحلف شمال الأطلسي نحو الشرق، لما نشأ الصراع. ولولا استمرار التدخل من جانب الغرب، بعد بدء العملية العسكرية الخاصة، لكان حل المشكلة قد عاد منذ فترة طويلة إلى القناة السياسية والدبلوماسية".

وحول أحادية القرار الموجه من أميركا، ومدى استمرارية ذلك في العالم، أجاب روداكوف: "بعد الحرب العالمية الثانية، سعت الولايات المتحدة إلى تعزيز هيمنتها الكاملة على بقية العالم في جميع المجالات. وتم إنشاء نظام يتمحور حول الغرب للعلاقات بين الدول. ومع ذلك، لم يتمكن الأميركيون من ضمان إمكانية حل جميع القضايا الناشئة في الشؤون الدولية. وبصراحة، هم لم يسعوا إلى هذا".

وختم قائلاً: "لذلك، نشأ مطلب قوي للتغيير نحو الأفضل في المجتمع العالمي. الآن تشهد العلاقات الدولية تحوّلاً كبيراً. هناك انتقال إلى التعددية القطبية. يتم التعبير عن هذه العملية، التي لا رجعة فيها، في التخلي التدريجي عن النموذج الاستعماري الجديد للعالم، لعدد متزايد من الدول ذات السيادة. وفي نفس الوقت، فإن رفض الهيمنة الغربية من قِبَل لاعبين دوليين مؤثرين آخرين يؤدي إلى الأزمات، وزيادة التوتر وزعزعة الاستقرار، كما يحدث في أوكرانيا، والشرق الأوسط، وعدد من المناطق الأخرى".
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا