محليات

نكبة الجنوب: اسرائيل تتبع سياسة قضم القرى والكلفة تفوق الملياري دولار

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يحدث أن وصل الدمار داخل القرى المنتشرة على طول الحدود الجنوبية الى ما هو عليه اليوم في ظل الغارات الاسرائيلية المتواصلة والمتزامنة مع قصف مدفعي يطال عمق الاراضي الجنوبية، ففي عز عدوان تموز 2006 كانت القرى صامدة وبعض المنازل مأهولة، وكانت الارض ملائمة لعمليات حزب الله بعد ان اتخذت اسرائيل قرار التوغل بريا، أما حرب غزة وامتدادها الجزئي نحو لبنان فيكلف الحزب أضعاف ما كلفة عدوان الـ 2006 على المستويين العسكري والشعبي.


حوالى المئة الف نازح من القرى الجنوبية استقروا في مدينة صور والقرى البعيدة عن دائرة الاستهداف في النبطية، وتحولت المنازل الى بيوت ضيافة يتواجد فيها أكثر من عائلة، فيما فضَّلت القرى المسيحية داخل منطقة جنوب الليطاني اقفال حدودها مع القرى المجاورة منعا لأي تسلل قد يدفع بالاسرائيلي الى الرد بغارات يطال منازلها، فكان هناك اتفاق ضمني غير مكتوب مع الحزب يقضي بضرورة ابقاء تلك القرى كـ "رميش وعين ابل" بعيدة الى حد كبير عن الصراع الدائر. اما القرى المحسوبة على الحزب والحركة ان في القطاع الغربي أو القطاعين الاوسط والشرقي، فهي باتت شبه خالية ومن قرر البقاء فيها يعيش كأنه مشروع شهادة محتمل في مواجهة العدوان الاسرائيلي. ويسعى الحزب الى استيعاب النقمة الشعبية والتي بدأت تتفاقم داخل بيئته خصوصا اهالي القرى الذين دمرت منازلهم ويشاهدون ما تبقى منها على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت ارتفعت النقمة من قبل البلدات المُضيفة بعد ان تخطى عدد الوافدين أضعاف المُقيمين وهو أمر يعمل حزب الله على حله من خلال توفير ما أمكن من حاجات للعائلات النازحة، ولكن ثمة من يقول إن ذلك ليس كافيا في ظل غياب تام للدولة وعدم قدرة مؤسساتها على توفير الدعم المطلوب. وتشير مصادر جنوبية مقربة من الثنائي لـ "ليبانون فايلز" الى أن الوضع قابل للانفجار الاجتماعي في ظل الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها النازحون والمضيفون لاسيما وأن مصالح هؤلاء تضررت بشكل كبير ولا قدرة للحزب على تغطية كامل المصاريف، لافتة الى ان ما يطلقه بعض القياديين الحزبيين على الاعلام والمنابر لا يتطابق مع ما يجري على الارض خصوصا وأن الاشكالات باتت شبه يومية والقرى أطلقت صرختها لعدم قدرتها على تلبية كل الاحتياجات من مياه وكهرباء وغيرها من الامور. وبعد أن ضمت اسرائيل مدينة النبطية الى دائرة أهدافها يُلاحظ أيضا أن بعض القرى المحيطة باتت شبه خالية، كما ان الامر ينطبق على مدينة صور التي تعاني بدورها من ارتدادات الحرب وباتت شوارعها شبه خالية.


اما على المستوى العسكري فاسرائيل ذاهبة نحو التصعيد جوا في المرحلة الاولى كتوطئة لتوغل بري محدود يرتبط حكما بمسألتين: الاولى بنتائج الحراك الدبلوماسي والذي تقوده الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية، والثانية بالمسار الجوي وردة فعل حزب الله عند توسيع دائرة الاهداف عبر الطيران الحربي. ففي حال نجحت الدبلوماسية وفشل العدوان الجوي بلجم تقدم الحزب عندها يُفرض على تل أبيب وقف العدوان، أما في حال نجحت الخطة الاسرائيلية فذلك يعني توغلا بريا واسعا ومكلفا على لبنان.


في المقابل، يؤكد حزب الله بصورة مستمرة وعلى لسان كبار قادته وعلى رأسهم الامين العام السيد حسن نصرالله، استعداده لمعركة مفتوحة وطويلة وأن الشمال الاسرائيلي سيكون في قبضة الحزب وعناصره، وهو ما يتحسب له المسؤولون في تل أبيب ويترددون باطلاق صافرة الحرب على لبنان لأنها قد تسقط حكومة نتنياهو بحسب ما يؤكد المسؤولون في حزب الله.

علاء الخوري

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا