محليات

قرْع ناقوس الخطر دولياً بإزاء التصعيد المتدحرج على جبهة جنوب لبنان

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

 إذا كانت «الحرب أوّلها كلام» واستعداداتٌ ميدانية، بالتوازي مع تفلُّتٍ من ضوابط كان معمولاً بها لضمانِ بقاء «النار خافتةً» على جبهةٍ مشتعلة منذ 130 يوماً، فإن كل هذه العناصر تَقاطعتْ في الساعات الماضية واضعةً جنوب لبنان أمام منعطف هو الأخطر منذ «طوفان الأقصى» الذي لا يشي بأن انحسارَ «مدّه الدموي» يقترب، كما أن لا شيء يضمن أن ضموره عن غزة سينسحب تلقائياً على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية.

فغداة مجزرة النبطية التي سقط فيها ما لا يقلّ عن 7 مدنيين، بينهم نساء وطفل، في غارةٍ أعلنت إسرائيل أنها «أسفرت عن اغتيال قائد كبير في (قوّة الرضوان) التابعة لـ(حزب الله) علي محمد الدبس ونائبه حسن إبراهيم عيسى ومقاتل ثالث»، بدت حظوظ الحرب الكبرى متساوية مع بقاء جبهة الجنوب على ديناميتها العسكرية التي تحمل طابع الحرب المحدودة وإن مع ارتقاءٍ متدرّج يُمْليه الميدان سواء بكثافة النيران والحمولة التدميرية والتفجيرية من طرفيْ المواجهة أي «حزب الله» وإسرائيل، أو بتوسُّع مدى جغرافية النار عمقاً على مقلبيْ الحدود في تَماثُلٍ أبقى اللعبة حتى الساعة ضمن حساباتٍ بالغة الدقة وإن على حافة... الانفجار.

وفيما كانت العدساتُ أمس على شارع وسط مدينة النبطية حيث أغارتْ مسيَّرة إسرائيلية ليل الأربعاء على مبنى من 3 طبقات ما أدى لوقوع عائلة المواطن حسين برجاوي بين قتيل وجريح، وسط تقديراتٍ بأن عدد الذين قضوا في الغارة يُرجّح أن يكون أكثر من 7 مدنيين (لم تكن عمليات الإنقاذ انتهت عصر أمس)، وذلك بعد ساعات من سقوط 3 أفراد من عائلة واحدة (امرأة وطفلها الرضيع وفتى) بغارة في الصوانة (مرجعيون)، ارتسمت لدي طرفيْ المواجهة معادلة مزدوجة:

- الأولى رَفَعت معها إسرائيل منسوب تحذيراتها الأعنف للبنان بالتوازي مع مضيّها في عملياتٍ قالت إنها ضد أهداف لـ«حزب الله».

- والثانية نفّذ عبرها حزب الله سلسلة هجمات ضدّ مواقع عسكرية إسرائيلية مع إشاراتٍ إلى أنه يتجرّع الضربات، على المدنيين كما كوادر وعناصر منه، على قاعدة «توسّعون نوسّع» التي رسمها أمينه العام السيد حسن نصر الله (يطل اليوم مجدداً) يوم الثلاثاء ومع حرص مستمرّ على إيلام الجيش الإسرائيلي بعملياتٍ نوعية، وبعضها رُجّح أنه تُرك غامضاً عمداً لإبقاء «العدو في حيرة» سواء لجهة من أين نُفذ الهجوم أو بماذا نُفذ (مسيرات انقضاضية أو صواريخ نوعية) كما كان الحال في استهداف صفد أول من أمس.

ففي موازاة إعلان الجيش الإسرائيلي أن الطيرانَ الحربي يقصف عشراتِ الأهداف التابعة لحزب الله في منطقة وادي السلوقي جنوب لبنان وأن «طائراتنا هاجمت مبنيَين عسكريَّين للحزب في بليدا ومارون الراس»، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير الدفاع يواف غالانت، الذي كان أبلغ إلى نظيره الأميركي لويد اوستن هاتفياً «لن نتهاون مع هجماتِ حزب الله»، قوله إن «طائراتنا تحلق في سماء لبنان ووضعنا قنابل ثقيلة جداً وبعيدة المدى ونستطيع الهجوم إلى عمق 50 كيلومتراً وحتى ان نضرب بيروت»، معلناً «لقد صعّدنا أمام حزب الله درجة من أصل 10 درجات مما نستطيع فعله، وجاهزون للحرب وأمرتُ اللجنة الاقتصادية بالتجهز للحرب في الشمال».

وقبْلها أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ «الغارة التي شنّها على مدينة النبطية مساء أول من أمس، أسفرت عن اغتيال الدبس ونائبه عيسى ومقاتل ثالث»، لافتاً إلى أنّ الدبس «ساعد في تدبير تفجير قنبلة على جانب طريق في شمال إسرائيل في مارس الماضي، وشارك في القتال عبر الحدود منذ أكتوبر»، وسط إبلاغ مصدر أمني لبناني إلى «فرانس برس» أن العناصر الثلاثة من الحزب كانوا موجودين في الطابق السفلي من المبنى الذي استُهدف، بينهم مسؤول سبق أن نجا من ضربة إسرائيلية طاولت سيارته في المدينة في الثامن من فبراير الجاري.

وفي حين نعى «حزب الله» كلاً من الدبس وابرهيم مشيراً إلى أنهما«مجاهدان»ومن دون أن يحدّد مكان سقوطهما ولافتاً إلى أن الأول من بلدة بلاط وسكان زبدين في جنوب لبنان والثاني «من حومين التحتا»، قبل أن ينعي حسين أحمد عقيل (من بلدة الجبين)، عاد وأعلن عصراً سقوط كل من ناصر أحمد سعد«أبو مهدي»(من عيتا الجبل) وحسين علي نور الدين«مهدي»(من بلدة خربة سلم).

وفي موازاة ذلك، استمرّت عمليات الإنقاذ في المبنى الذي استُهدف في النبطية وسط معلومات غير نهائية عن أن 7 مدنيين سقطوا بالغارة.

«توحش» إسرائيلي

وفي حصيلة أولية، قضى في الغارة (أوقعت أيضاً 7 جرحى) أحمد ضاهر برجاوي وزوجته أمل محمود عودة وابنتاه أماني وزينب وطفلها محمود عامر وشقيقته فاطمة وابنتها الفتاة غدير عباس ترحيني.

وقبيل منتصف ليل الأربعاء – الخميس تمكنت فرق الإسعاف والإغاثة من انتشال الطفل حسين علي عامر (والدته الضحية زينب وشقيقه محمود) من تحت الأنقاض حياً.

وبإزاء التوحُّش الاسرائيلي، توعّد نائب «حزب الله» حسن فضل الله رداً على سؤال حول رد فعل الحزب على مقتل أكبر عدد من المدنيين في يوم واحد في لبنان منذ اندلاع المواجهات جنوباً بأن«العدو سيدفع ثمن هذه الجرائم، والمقاومة ستواصل ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن شعبها».

كما أكد عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أن «كل التهديدات يقابلها استعداد متواصل من المقاومة، وهي استعدّت لاحتمالات توسعة الحرب، وقرار المقاومة الرد السريع والشديد على أي تصعيد بالتصعيد، والتهجير بالتهجير، والتدمير بالتدمير».

وفي حين كان لبنان الرسمي يدين العدوان وسط إعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه طلب من وزير الخارجية تقديم شكوى جديدة عبدالله بوحبيب عاجلة ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن، كاشفاً أنه بإزاء «تصاعد العدوان طلبتُ من وزير البيئة الدعوة إلى اجتماع عاجل لهيئة الطوارئ الوطنية لمواكبة الوضع كما اطلعتُ من وزير الصحة على الواقع الصحي والاستشفائي في الجنوب والخطوات العاجلة المتخذة»، قرعت الأمم المتحدة ناقوس الخطر حيال تصاعُد العنف في جنوب لبنان.

الأمم المتحدة

وقد أكد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك «أن التصعيد الأخير هو بالفعل خطير ويجب أن يتوقف»، معلناً ان «قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) لاحظت تحولاً في تبادل إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والمجموعات المسلحة في لبنان» شمل «استهداف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق» الذي يفصل بين إسرائيل ولبنان.

وفي السياق قال الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي: «أودى تفاقم النزاع بحياة عدد كبير جداً من الأشخاص، بما في ذلك، وبشكل مأسوي، أرواح الأطفال. كما تسبّب بأضرار جسيمة في المنازل والبنية التحتية العامة، وعرّض سبل عيش الآلاف من المدنيين للخطر»، مضيفاً: «تُعتبر الهجمات التي تستهدف المدنيين انتهاكات للقانون الدولي وتشكل جرائم حرب».

وأشار إلى أنه «يجب تكثيف الجهود الديبلوماسية لاستعادة الاستقرار والحفاظ على سلامة المدنيين المقيمين قرب الخط الأزرق»، كاشفاً «أن اليونيفيل تواصل العمل بشكل كامل مع الأطراف من أجل تخفيف التوترات».

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا