الصحافة

الصوت اليتيم لمهسا أميني في مجلس النواب

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

الصوت اليتيم في مجلس النواب للايرانية الكردية مهسا اميني الذي لم يحسن من كان يفرز الاوراق قراءة اسمها شكل صفعة على الاقل للنائبات اللواتي تغافلن ليس عن دعم ثورة او انتفاضة بل عن دعم مبدئي لحق المرأة اينما كانت ما دامت الجلسة النيابية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية لم تتسم بالجدية ولم تكن حاسمة في اتجاه انتخاب الرئيس العتيد خلالها. وهذا كان متوقعا على الاقل من النواب "التغييريين" الذين يضمون 4 نساء في تكتلهم من باب دعم حرية المرأة واستقلالية رأيها ما يسجل تراجعا اضافيا في القيم الذي طالما تغنى بها لبنان . وفي استحضار سليم اده الى المشهد الانتخابي ظهرت ممارسة النواب "التغييريين" لحقهم الانتخابي على غرار ممارسة الفن للفن .

والمسألة تتعلق اساسا بتعريف اللبنانيين الى اده غير المعروف من غالبيتهم ، على رغم رفض الاخير في اتصالين او لقاء معه ايضا ترشيحه.اذ في حين يسعى هؤلاء الى التمايز كما فعلوا في انتخابات لجان المجلس فانهم اثبتوا فشلهم مجددا وافتقادهم الى التجربة السياسية . اذ ان توجههم الى عقد لقاءات مع زعماء الاحزاب قبل بعض الوقت واقرارهم بضرورة التعاون للوصول الى تنفيذ افكارهم ينبغي ان تدفعهم الى الانسجام مع انفسهم بعدم الذهاب الى ترشيحات تفقد المعارضة ، في حال اعتبروا انفسهم معارضة، الثقل الذي تحتاجه، كما تفقدهم اي تأثير ايجابي بل يطغى توظيف مواقفهم في خانة من يرفضون التعاون معهم . ولكنهم يظهرون مرة أخرى عقم الرهان عليهم خصوصا من جانب من رغب في اعطائهم فرصة جدية لاثبات انفسهم .


بالعودة الى تسمية مهسا اميني ايا يكن النائب الذي كتب اسمها ، فهي رسالة سياسية تكشف ندرة من لا يزال يستطيع في لبنان او يتشجع على الوقوف ضد القمع من اي جهة اتى ومن اي بلد اتى من دون مراعاة لا للتخويف من " حزب الله" او للعلاقة معه، فكيف اذا كان ضد المرأة التي اضطر الرئيس الايراني ابرهيم رئيسي وتحت وطأة الضغوط القوية التي بدأ يحركها مقتل اميني لدى الايرانيين في الخارج كما في الداخل على كل المستويات الفنية والطالبية والرياضية الى الاعلان انه " يمكن اعادة النظر في قانون الحجاب " وذلك بعدما هربت ايران الى قصف كردستان في العراق في محاولة يائسة لوقف الاحتجاجات .


يقول مراقبون انه ينبغي قراءة التطورات الايرانية على نحو جيد من اجل استخلاص ان " حزب الله" على الاقل لن يستدرج الى كشف اوراقه في هذه الجلسة الاولى لانتخاب رئيس للجمهورية لان هذه التطورات اربكت النظام الايراني ووضعته في موقع حرج جدا داخليا وفي الخارج اضافة الى ما تمكن ان تشكله من اهتزاز اركان النظام .

وثمة عوامل اخرى مضافة تبدأ من المعلومات التي تفيد بحسب مصادر موثوقة ان حتى دولة صديقة كفرنسا التي تظهر انفتاحا كبيرا على الحزب ويعتب عليها كثر في الداخل ازاء ذلك، ليست في وارد دعم خيار انتخاب اي شخصية من قوى 8 اذار الى موقع رئاسة الجمهورية . ولا يجب الاستهانة في هذا المجال لا بالتنسيق الفرنسي السعودي على هذا الصعيد ولا بالخيار الاميركي الداعم لذلك ايضا . وهو امر يضع السقف مرتفعا جدا من اجل التفاوض الحتمي على شخصية توافقية مقبولة للرئاسة وقادرة على التعاطي الايجابي بحياد واستقلالية مع كل دول المنطقة اللهم باستثناء اسرائيل . وهناك عوامل اخرى تتصل بعدم اتضاح المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة من اجل الوصول الى اتفاق على ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل .

اذ انه وعلى رغم ان الاجواء المعممة ايجابية وهناك تقدم فضلا عن ان الجميع من دون استثناء يريد التوافق بحسب المعلومات نفسها ، ولكن الحذر واجب نتيجة الخوف من ان يكمن الشيطان في التفاصيل . وكذلك هناك عدم وضوح مآل الاتفاق مع صندوق النقد الدولي . وهي كلها عوامل يعتقد ان الحزب يتريث في كشف اوراقه الرئاسية قبل اتضاحها او الجزء الاكبر منها .

ولكن ينبغي ملاحظة ان 63 ورقة بيضاء تصب في شكل او في اخر في اتجاه وجود كتلة شبه متراصة او متلاقية مع الحزب وقيادته للتصويت بالورقة البيضاء حتى من نواب يعتبرون انفسهم مستقلين وليسوا قريبين منه . فكانت ثمة مهزلة في الجلسة من تصويت لا معنى له وليس على مستوى يأس الناس ومدى الاذلال الذي يشعرون به على الاقل او اظهر وجود قضية ما فيما يخدم التصويت الذي من دون معنى او هدف اتجاهات الحزب في شكل او في اخر بحكم التعاطي السلبي كذلك او العشوائية في استخدام وكالة الناس لهؤلاء النواب من اجل ترشبح من يعتبرونه قادرا على انقاذ البلد .

الملاحظات الاخرى على هامش الجلسة الاولى وفق البعض انه كان ينبغي حصول ميشال معوض الذي استطاع بناء نفسه على نحو جيد وهو ابن الشهيد الاول لاتفاق الطائف الرئيس رينه معوض على اصوات نواب اخرين . لكن هذا يرجح ان يكون اسمه في حال التفاوض على مرشح رئاسي مقبول من الغالبية في وجه ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه على قاعدة الغاء احدهما الاخر . فيما ان التوزع النيابي يظهر ان لا مجال لوصول رئيس من دون حصول توافق يمهد لانتخابه ما يرجح العمل عليه قبل الجلسة الثانية المرجحة في الايام العشرة الاخيرة من ولاية عون مع ملاحظة البعض ان فريق الاخير لا يزال يمني النفس بالتأثير الكبير في ايصال من يرغب في ايصاله الى الرئاسة الاولى اذا لم يفده الشغور الرئاسي من اجل تعزيز وضعه ، لا سيما عبر لائحة المطالب الطويلة التي لا تنتهي والتي رفعت الى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي للافراج عن تأليف الحكومة العتيدة .

"النهار"- روزانا بومنصف

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا