بري يُسابق 31 تشرين... فرنجية لا عون
كان الرهان على خروج الدخان الابيض من الجلسة الاولى لانتخاب رئيس للجمهورية بحكم الساقط طالما أن الامور لم تصل بعد الى خواتيمها المرجوة والتي تتحكم بها العوامل الخارجية والداخلية، وبالتالي ما فعله الرئيس نبيه بري كان مُجرد "بروفا" لجس نبض الخصوم قبل ترتيب البيت الداخلي لمحور حزب الله وحلفائه.
يسعى بري الى انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المواعيد الدستورية خشية من عوامل غير محسوبة قد تدفع الساحة الداخلية الى خيارات لا تُراعي طموحات القوى الحليفة للثنائي أو الصديقة له، وفي المقابل هناك جهد يبذله بري أيضا لفك ارتباط الحزب الاشتراكي مع قوى المعارضة والتغيير والتوافق على اسم فرنجية كخيار أفضل من الذي قد يُطرح بعد انتهاء ولاية الرئيس عون. وبيَد بري أيضا ورقة رابحة تتعلق بالخلافات الجوهرية داخل القوى المعارضة وعدم التوافق فيما بينها على اسم جدي للرئاسة، وهذا ما عبرت عنه النائبة بولا يعقوبيان قبيل دخولها جلسة الانتخاب.
يستفيد الرئيس بري من قلة الخبرة التي تُمَيّز قوى التغيير والتي لا زالت تغرد خارج سرب الاحزاب المعارضة، فحليمة قعقور تتهم القوات بتطيير نصاب الدورة الثانية وسينتيا زرازير لم تخرج بعد من سن المراهقة السياسية في تعاملها مع هكذا استحقاقات، اما ما تبقى من تغييريين فغالبا ما تتباين وجهات نظرهم بأدق التفاصيل فكيف اذا كان الاستحقاق رئاسي ويتطلب التوافق على اسم جدي مع قوى معارضة قد تختلف معها على الكثير من الامور الداخلية.
في الاستحقاقات الكبيرة يأتي دور الرئيس نبيه بري الحاسم لتفادي أي سيناريو غير متوقع، وللغاية بدأ العمل جديا داخل فريق الثامن من آذار على تسويق اسم فرنجية والدخول بمفاوضات مباشرة مع رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل لتأمين الاصوات اللازمة لفرنجية في الجلسة التي سيدعو اليها بري متى وجد أن الامور حسمت لصالح الرجل. وهنا يسعى حزب الله الى توفير الشروط الملائمة لتليين موقف باسيل عبر تسويات مفترضة بين رئيسيي المرده والتيار على أن يكون المخرج بترك الحرية لنواب التيار لاختيار المرشح الذي يجدونه مناسبا، وقد يحصد فرنجية بين 10 الى 15 نائبا من تكتل لبنان القوي على أن يأتي ذلك كمخرج لباسيل الذي أكد انه لن يصوت لفرنجية.
في الجلسة الاولى، كُشفت بعض الاوراق وان كانت بيضاء، وحُرق من حُرق بانتظار التوافق الذي سيدفع الرئيس بري الى تعيين الجلسة الثانية لانتخاب رئيس للجمهورية. في المقابل تخشى مصادر نيابية من سيناريو الفراغ الرئاسي الذي سيدفع حكما نحو تسويات وخيارات بديلة قد تقلب الطاولة على بعض القوى السياسية وقد تحرق ورقة فرنجية لصالح أوراق أُخرى أبرزها ورقة قائد الجيش العماد جوزاف عون، وهو الاسم الوحيد أيضا القادر على توحيد القوى السياسية المعارضة والتغييرية كما يستقطب اصواتا من تكتل لبنان القوي والاشتراكي ومن النواب المقربين من حزب الله. كل ذلك مرهون بالتطورات الاقليمية والدولية وتقاطع المصالح بين الولايات المتحدة وايران وقد يُفضي ذلك الى اسم رئيس توافقي.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|