زينب حسن نصرالله: والدي لم يعش تحت الأرض وكان يقود سيارته في الضاحية
فرنجية يدفع ثمن ارتداد الحزب الى الداخل؟
بات واضحاً أن التشدّد الذي طبع الإطلالتين الأخيرتين للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مرتبط بتعثّر مسار التفاوض على الجبهة الإيرانية- الأميركية، وبالعنف المفرط، حدّ المجازر، الذي يطغى على العمليات العسكرية الإسرائيلية في كل من غزة والجنوب.
ولئن لا يتأخّر حزب الله في مواكبة التصعيد الإسرائيلي العسكري بتصعيد موازٍ ومماثل، على مبدأ التوازي في الضربات، يبقى استهداف المدنيين في الجنوب الاستحقاق الأبرز عند الحزب، باعتبار أن هذا الاستهداف يتعدّى بالنسبة إليه كل الخطوط الحمر. لذا كان نصرالله واضحا في تأكيده أن "العدو والصديق سيرى أن هذه الدماء (المدنيين) سيكون ثمنها دماء وليس مواقع ولا آليات ولا أجهزة تجسس، وليعلم العدو بعد ذلك أنه لا يستطيع أن يتمادى ويمس بمدنيينا وخصوصا بنسائنا واطفالنا".
ويُنتظر كيف سيصرف الحزب هذه المعادلة المحدّثة لقواعد الاشتباك مع إسرائيل. لكن صار محسوما أن المسّ بالمدنيين اللبنانيين سيقابله حتما مسّ بالمدنيين الإسرائيليين. ويُنذر هذا الواقع بأيام دموية صعبة آتية يُخشى أن تخرج عن الانضباط النسبي الحاصل منذ الثامن من تشرين الأول ٢٠٢٣.
هذا الواقع سينعكس حتما على الوضع السياسي الداخلي الآخذ في التأزّم حدّ انعدام أي مسعى جدّي محلي أو حتى خارجي لإخراج لبنان ممت يتخبّط به.
الظاهر حتى الآن أن الحزب يربط كل نقاش سياسي بوقف الحرب على غزة، لكن معطيات ديبلوماسية توافرت حديثا تشير إلى أن الحزب قد يكون مستعدا، للمرة الأولى ربما، لتغيير نسبي في مقاربته السياسية في اتجاه فتح ثغرة في المشهد الرئاسي المقفل، كافية لانتخاب الرئيس العتيد.
وفق المعطيات إياها، يجد الحزب نفسه في خضمّ صعب ومؤلم بعد الاستهدافات الموجعة التي تلقاها على امتداد الأشهر الثلاثة الفائتة، نتيجة الحرب الأمنية التي يخوضها الجيش الإسرائيلي ضده، متكئا على أحدث ما أنتجته التكنولوجيا من أسلحة ووسائل قتالية غير مألوفة لدى الحزب. وهذا ما سيدفعه الى الارتداد الى الداخل من أجل خلق مساحة سياسية مريحة له يحتاج فيها حكما الى إكمال الاستحقاق الرئاسي والخروج من الدوامة القائمة منذ سنة ونصف سنة والتي ألحقت به أذى ملحوظا بعدما انحاز الى عكس ما يرتأي حليفه السابق التيار الوطني الحر، وخصوصا في خيار تعويم حكومة نجيب ميقاتي وخياراتها التي تعاكس المصلحة المسيحية العامة.
يستتبع هذا الخيار، قي حال صحّت تلك المعطيات الديبلوماسية، أن يسهل الحزب انتخاب الرئيس من خلال رؤية توافقية قد يدفع ثمنها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
ميرا جزيني -ليبانون فايلز
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|