الجبهات العسكرية والسياسية مشتعلة.. إصرار إسرائيلي على متابعة الحرب في غزة ولبنان
عاش اللبنانيون بصيص أمل بوقف النزاع الدائر مع الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية، بعد لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والموفد الأميركي آموس هوكشتاين في ميونيخ الجمعة، حيث اتّفق الطرفان على الحاجة الى حل ديبلوماسي يسهم في تحقيق الاستقرار الدائم جنوباً، إلا أن الاشتباكات التي دارت بين حزب الله والإسرائيليين نسفت كل الإتفاقات.
هوكشتاين من ميونيخ
في حديث مع قناة "سي أن بي سي" الأميركية، قال مبعوث الطاقة لوزارة الخارجية الأميركية آموس هوكشتاين إنه يحاول إبقاء الصراع في الجنوب اللبناني عند أدنى مستوى ممكن.
وأكّد ضرورة عودة سكّان البلدات والقرى الحدوديّة الجنوبيّة إلى منازلهم، وكذلك السكّان على الحدود الشماليّة لإسرائيل، مؤكداً أن الوضع على الحدود بين البلدين تغيّر بعد 7 تشرين الأول.
وأشار الى ضرورة تقديم الدعم للجيش اللبناني وبناء الاقتصاد في الجنوب، ولكن هذا الأمر سيتطلّب دعماً دولياً من الأوروبييّن وكذلك دول الخليج.
التصعيد بين الطرفين جنوباً
وبقي "الميدان" سيّد الموقف بين حزب الله وإسرائيل، حيث نفّذ الجيش الإسرائيلي ضربات وغارات على الجنوب، مستهدفاً أطراف بيت ليف وراميا في خراج وادي المظلم. وشنّ غارة استهدفت بالصواريخ أطراف بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل. كما تعرضت منطقة حامول - الناقورة وأطراف علما الشعب، لقصف مدفعي وطال القصف أيضاً أطراف عيتا الشعب وجبل بلاط مستهدفاً بنى تحتية لحزب الله في جبل البلاط ومبنى عسكريا في بنت جبيل، وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة بصاروخين، على محلة المعصرة في بلدة مارون الراس.
في المقابل، أعلن حزب الله انه "استهدف ثكنة برانيت بصاروخ "فلق 1" وأصابها إصابة مباشرة". كما استهدف "موقع السمّاقة في مزارع شبعا، موقع بركة ريشا والضهيرة والرويسات في الجانب الإسرائيلي.
ميقاتي من ميونيخ
وسط هذه الاجواء، واصل الرئيس ميقاتي لقاءاته واجتماعاته خلال مشاركته في "مؤتمر ميونيخ للأمن" في ألمانيا، عارضاً الأوضاع جنوباً وفي غزة وكذلك الملف الرئاسي.
في السياق، عقد ميقاتي إجتماعاً مع وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بول غلاغير، وتم البحث في الجهود المبذولة لوقف الحرب في غزة وجنوب لبنان وأهمية أن يصار الى انتخاب رئيس جديد للبنان.
كما واجتمع مع وزير خارجية مصر سامح شكري، في حضور الوزير عبدالله بو حبيب، وتم التشديد على أولوية وقف العدوان الاسرائيلي على غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار ومن ثم العمل على إيجاد حلّ مستدام للقضية الفلسطينية. واجتمع أيضاً مع الممثّل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في حضور ممثل الاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط سفن كوبمانس، وأثنى على المواقف التي أطلقها في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لا سيّما لجهة التشديد على حل الدولتين.
وكان له لقاء مع عضوي مجلس الشيوخ الاميركي كريس مورفي وكريس فون هال، حيث تمّ التشديد على أهمية دعم الجيش للقيام بمهامه.
الحريري من بيت الوسط
وفي ظل العودة "الموقتة" للرئيس سعد الحريري، تحدّث من بيت الوسط، بعد سلسلة استقبالات له، عن تعليقه العمل السياسي، فأكد أنه اتخذ هذا القرار حين أيقن أن "الوجوه القديمة ستتكرر بالمواقف والعقليّة نفسها، وتيار المستقبل كتيار سياسي لن يتمكن من تحقيق إنجازات، في حين أن الإنجاز هو أساس أهداف أي عمل سياسي. وإذا كان الناس اليوم لا يزالون يستذكرون الرئيس الشهيد، فبفضل ما خلّفه من إنجازات عديدة وبفضل نهجه المعتدل وانفتاحه على الأطراف كافة".
ولفت الرئيس الحريري إلى أن "المرحلة التي يمرّ بها لبنان حالياً ترقى إلى كونها مرحلة جنون سياسي، حيث كل طرف يعتقد نفسه أكبر من بلده ويتشبّث بمواقفه السياسية".
وقال: "بالمقابل، كانت طريقة عملي شخصياً في السياسة مختلفة. فقد أجرينا ربط نزاع مع حزب الله وتعالينا على كل الخلافات التي كانت تحصل مع باقي الأفرقاء، وحرصنا على عدم إظهار هذه الخلافات إلى العلن، وكنت دائماً آخذ الأمور في صدري وأحاول أن أسيّر شؤون البلد، لأن واجبي كان تسيير شؤون البلد وتطوير الاقتصاد وتحسين عمل المؤسسات التي تقوم عليها الدولة وإجراء الإصلاحات اللازمة وليس التشبث بمواقفي السياسية. هذا كان تركيزي ولم أكن أهتم أبداً لما يقال في حقي، لأن همي الأساسي كان تحقيق الإنجازات والإصلاحات. ولكن للأسف، العقلية الموجودة أوصلتني إلى مكانٍ تعبت فيه أن أقول إنّني لم أستطع أن أنجز، لذلك قرّرت تعليق العمل السياسي. وربما اكتشف اليوم الناس ما الذي كنت أتعرّض له من محاولات تخوين أو اتهامات تطلق جزافاً بحقّي".
ولفت الرئيس الحريري إلى أن "تيار المستقبل بقي منكفئاً خلال السنتين الماضيتين، أما الآن فسنكثّف عملنا أكثر، ليس في الأمور السياسيّة، وإنما نؤكد أنّ محاولة التضييق على المحسوبين على تيار المستقبل في الدولة وغير الدولة، لن نسكت عليها مطلقاً".
الدولار وتصنيف لبنان الإئتماني
اقتصادياً، ثبتت وكالة "ستاندرد اند بورز" التصنيف الائتماني بالعملة الأجنبية للبنان عند SD/SD، كما وثبّتت التصنيف الائتماني بالعملة المحلية عند CC/C مع نظرة مستقبلية سلبية على المدى الطويل، في ظلّ الحديث عن جلسة حكومية الأسبوع المقبل.
وأفادت المعلومات بأن الرئيس ميقاتي تحدّث مع حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري لرفع الدولار المصرفي من 15 ألفاً الى 25 ألفاً، إلا أن الأخير رفض الطرح لتعدد أسعار الصرف في المصارف.
غزة والمواقف الدولية
وخلال جلسة نقاشية في مؤتمر ميونخ، أجمع عدد من الدول على ضرورة وقف النار في غزة، وإيجاد حل مستدام.
فشدّد وزير الخارجيّة السعوديّ الأمير فيصل بن فرحان على ضرورة ضمان التوصُّل إلى طريق آمن لحل الدولتَين، مؤكداً أنّه كلّما زاد الإجماع بالأسرة الدوليّة على حل الدولتين كلّما اقتربنا منه.
وأشار الى أن المملكة ليست لديها علاقات مع إسرائيل ولا وجود لأي تواصل مباشر والتّطبيع معها يعتمد على تطبيق معاهدة السلام العربية.
أضاف: "نركّز الآن على وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة"، موضحاً انّ "قناعتنا التامة بأن الطريق الوحيد نحو الأمن والاستقرار في المنطقة بما فيها إسرائيل هو من خلال إقامة دولة فلسطينية".
رئيس الوزراء القطريّ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أعلن من جهته، أنّ المفاوضات بين إسرائيل وحماس بشأن وقف إطلاق النّار في قطاع غزة "لم تكن واعدة جداً" في الأيام الأخيرة.
ولم يكشف رئيس الوزراء القطري الكثير من التفاصيل عن المحادثات شديدة الحساسية، لكنه قال إنه إذا تمّ التوصل إلى تفاهم يتصل بـ"الجانب الإنساني من الاتفاق"، فسيتمّ الاتّفاق على "أرقامٍ" بشأن تبادل الرّهائن والأسرى.
نتنياهو والأرقام
وفيما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 28858، و68667 جريحاً، حمّل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إسرائيل مسؤولية عدم إحراز تقدم في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مشدداً على ضرورة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين يقضون أحكاماً لفترات طويلة في أي اتفاق تبادل مقبل.
وفي بيان، قال هنية: "لن نرضى بأقل من الوقف الكامل للعدوان وانسحاب الجيش الإسرائيلي خارج قطاع غزة ورفع الحصار الظالم عن شعبنا وتوفير المأوى الآمن والمناسب للنازحين والمشردين بسبب جرائم الاحتلال وعودة النازحين خاصة إلى شمال القطاع ووقف سياسة التجويع الهمجية والالتزام بإعادة الإعمار".
بدوره، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن مطالب "حماس" بخصوص صفقة الأسرى ووقف إطلاق النّار تُمثّل هزيمةً لإسرائيل.
وقال: "نحنُ ملتزمون استعادة الأمن في البلد بأكمله، جنودُنا مُصرّون على مواصلة الحرب حتّى النّهاية، وسنُواصِلُ الحرب حتى تحقيق الانتصار المطلق والكامل والقضاء على حركة حماس، فلا يُمكن الوصول إلى تسويةٍ سياسيّة حول دولة فلسطينية عن طريق فرض الشروط، ولن نقبل بدولة فلسطينيّة بعد السابع من تشرين الأوّل".
بلينكن والتطبيع
وكان لافتاً حديث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن تطبيع الدول العربية مع إسرائيل، مؤكداً أن أمام الأخيرة "فرصة استثنائية" لإنهاء دائرة العنف في الأشهر المقبلة وكل الدول العربية تقريباً تؤيّد تطبيع العلاقات معها.
واعتبر بلينكن أن الجهود الجارية لإصلاح السلطة الفلسطينيّة ستساعدها أيضاً على أن تصبح شريكاً أفضل لإسرائيل.
ولفت بلينكن أيضاً الى "ضرورة المضي قدماً نحو إقامة دولة فلسطينيّة - دولة تضمن أيضاً أمن إسرائيل".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|