من غزة الى لبنان... خطة تصعيد إسرائيلية لا أحد قادراً على تعطيلها سوى أميركا...

كشف عصمت منصور، وهو أحد أصدقاء زعيم حركة "حماس" في غزة يحيى السنوار، أن الأخير لم يتوقع أن تكون عواقب هجوم 7 أكتوبر بهذه الخطورة.

وقال إن السنوار لم ينتظر أن تعقّد العملية الأمور الى هذا الحدّ، وهو ما أعطى إسرائيل كل الأعذار والأسباب لخرق جميع القواعد، معترفاً بأن ردّ فعل الإسرائيليين كان خارجاً عن السيطرة، وبأنه لو علم (السنوار) بعواقب الهجوم، فلما كان خطّط لعملية بهذه الطريقة أبداً.

هل يعلم؟

وبمعزل عن المفاوضات الجارية لوقف الحرب، نغوص في أعماق هذا الكلام قليلاً. فلماذا يمكن لصديق السنوار أن يقوله في عزّ التأزُّم العسكري؟

وهل يعلم زعيم "حماس" بما أدلى به منصور أصلاً، أم أتت تلك التصريحات من دون علمه؟ وماذا عن وجوب الردّ أو التعليق عليها بشكل أو بآخر؟ وهل قال السنوار للفلسطينيين والعالم على لسان منصور "لو كنتُ أعلم؟"، أو هل من الممكن أن يشكل هذا الحديث مرحلة تحضيرية لذلك؟

وإذا كانت الأمور على تلك الحالة، فما الجدوى من جبهات القتال المفتوحة في أكثر من مكان لنُصرَة غزة، وبحجة مساعدتها، وتخفيف الضّغط عنها، بعد اليوم؟

كارثة وزلزال

أشار الوزير السابق رشيد درباس الى أن "الفعل الذي حصل في 7 أكتوبر 2023 أعطى آثاراً ذات اتجاهات متعدّدة ومُتناقِضَة".

ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "بمعزل عن نيّة الفاعل، فإن الفعل يستقلّ عن فاعله أحياناً، وعن النيّة، ويعطي آثاراً كبيرة. وبالتالي، لا شكّ في أن ما حصل أحدث كارثة مزدوجة. كارثة على الشعب الفلسطيني من جهة، وزلزال داخل المجتمع الإسرائيلي، من جهة أخرى".

التصعيد جنوباً

وشدّد درباس على أن "ما حصل قد حصل، وبدلاً من أن ننظر إليه كما هو، من الأفضل الانصراف الى وسائل لِلَمْلَمَة صفوف الفلسطينيين على ضوء النتائج التي تحصل، ومن أجل محاولة استثمار المفاوضات بشكل مُفيد، يأخذ "حماس" بالظرف الحالي الى حضن السلطة الفلسطينية. فبهذه الطريقة وحدها سترتفع حظوظ الوحدة الفلسطينية، ونبذ التشرذم".

وردّاً على سؤال حول مستقبل لبنان وجبهة الإسناد الجنوبية، أجاب:"مع الأسف الشديد، وصلنا الى مرحلة خرجت فيها الأمور من اليد المحلية لدينا".

وختم:"لدى إسرائيل خطة، وهي تحاول أن تصعّد وفق برنامج وضعته لها. ولا أحد يمكنه أن يوقف هذا التصعيد إلا الولايات المتحدة الأميركية".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"