7 سنوات من التدخل العسكري... روسيا تفشل في تأهيل نظام الأسد
يصادف اليوم الجمعة الذكرى السابعة للتدخل الروسي في سوريا إلى جانب نظام بشار الأسد في عملياته العسكرية ضد المناطق التي خرجت عن سيطرته بعد انطلاق الثورة في آذار 2011.
ونشرت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء تقريراً مطولاً في هذه المناسبة يعكس بالتأكيد وجهة نظر أنقرة، الآتي نصه:
"جاء التدخل الروسي بعد أن مني النظام بخسائر فادحة، بحيث تمكن الجيش الوطني السوري (الجيش الحر آنذاك) والمجموعات المناهضة للنظام من السيطرة على محافظة إدلب بصورة كاملة، والتقدم جنوباً باتجاه حماه. كما كانت تسيطر على أجزاء واسعة من محافظات ريف دمشق ودرعا وحمص وأحياء من دمشق العاصمة ذاتها.
وبدأ التدخل الروسي بقصف جوي على مواقع المعارضة في ريف حماه، وازدادت وتيرة القصف تدريجياً لتشمل جميع المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، ولم يستثن القصف الروسي الأحياء السكنية بل كانت هي الأكثر تعرضاً للقصف.
وبحسب أرقام الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن القوات الروسية تسببت في مقتل 6 آلاف و943 مدنياً منذ تدخلها في سوريا.
وتمكن تدخل روسيا بالقصف الجوي المكثف من وقف تقدم المعارضة والسماح للنظام باعادة السيطرة على مساحات واسعة.
وتوصلت الدول الراعية لمفاوضات أستانا 4 (تركيا وروسيا وإيران) في 4 أيار 2017، إلى اتفاق (خفض التصعيد) القاضي بإقامة أربع مناطق آمنة في سوريا.
وعلى الرغم من تسمية روسيا لنفسها كضامن للنظام في هذا الاتفاق، إلا أنها لم تلتزم بذلك بل ساعدت النظام على استعادة 3 من المناطق الأربع المشمولة بالاتفاق حتى العام 2020 في ريف دمشق وجنوبي البلاد ووسطها.
وفرضت موسكو على المعارضة في تلك المناطق اتفاقات لوقف إطلاق النار أدت إلى تهجير سكانها إلى الشمال.
وأفادت مصادر محلية لمراسل الأناضول أن آلاف الجنود الروس يتمركزون في أكثر من 30 قاعدة ونقطة عسكرية في مناطق سيطرة النظام، أبرزها قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية التي تنطلق منها غالبية الطائرات التي تقصف المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
كما قامت القوات الروسية بتشكيل مجموعات عسكرية محلية تابعة لها وتتحرك بإمرتها بصورة مباشرة، أبرزها ما يسمى (الفيلق الخامس) و(قوات النمر) بحيث ساهمت هاتان المجموعتان بصورة كبيرة في التقدم الذي أحزره النظام على حساب المعارضة والمجموعات المناهضة له.
توترات أميركية - روسية
خلال السنوات السبع، حدثت توترات بين القوات الروسية والقوات الأميركية شرقي سوريا، إلا أن هذه التوترات لم تتحول إلى اشتباكات أو مناوشات بين الجانبين.
ويسيطر تنظيم (واي بي جي - بي كي كي) الارهابي المدعوم أميركياً على معظم المنطقة الواقعة شرقي نهر الفرات، وتتمركز القوات الأميركية في عدة قواعد ونقاط عسكرية فيها، فيما تقتصر سيطرة النظام على مناطق محدودة في محافظة الحسكة.
ويعتبر مطار القامشلي أكبر قاعدة لروسيا شرقي الفرات، وخلال السنوات الماضية حاولت الوصول إلى المناطق النفطية هناك وإقامة نقاط عسكرية فيها إلا أن القوات الأميركية حالت دون ذلك. فقد قطعت دوريات أميركية عشرات المرات الطريق على قوافل عسكرية روسية حاولت الوصول الى منطقة رميلان الغنية بالنفط شمال شرقي سوريا.
نفقات عسكرية
يشير عدد من الدراسات والتقارير، إلى أن معدل النفقات العسكرية الروسية في سوريا يبلغ بين 3 إلى 4 ملايين دولار يومياً.
ومن الجهات التي أجرت تلك الدراسات، مؤسسة البحوث الدولية (اي اتش اس) ومركزها لندن، وفي روسيا نفسها، مثل تقرير لحزب (يابلوكو) المعارض وصحيفة (غازيتا).
يضاف إلى ذلك، الدعم بالسلاح الذي قدمته روسيا للنظام، بحيث لم تقبض ثمن تلك الأسلحة وحولتها إلى ديون طويلة الأجل، أو اختارت تحصيلها من خلال مزايا أو اتفاقات تضمن بها مصالحها وتواجدها في المنطقة.
وجل ما حصلت عليه روسيا اقتصادياً من سوريا، هي عقود طويلة الأجل في مجالي النفط والغاز من نظام يعاني من تدهور اقتصادي كبير، بالإضافة إلى أن الجدوى الاقتصادية من تلك العقود تبقى غير مؤكدة، وخاصة أن معظم الحقول الغنية تقع شرقي البلاد وتحت الحماية الأميركية.
ووقعت شركات روسية مع النظام اتفاقات للتنقيب واستخراج النفط والغاز من الحقول المتبقية في يد النظام، كذلك وقعت اتفاقات لترميم المنشآت النفطية وتطويرها، إضافة إلى عقود لتنفيذ مشاريع لتوليد الطاقة واستخراج الثروات المعدنية.
فشل إعادة تأهيل النظام دولياً
على الرغم من التقدم العسكري الذي حققه النظام على الأرض بمساعدة روسيا، إلا أن الأخيرة لم تتمكن من إعادة تأهيل النظام على المستوى الدولي بحيث استمرت العقوبات الغربية المفروضة عليه.
ولم تتراجع معظم البلدان التي قطعت علاقتها مع النظام عن قرارها، ولم يتمكن النظام حتى من استعادة مقعده في الجامعة العربية على الرغم من الجهود الروسية في هذا الصدد.
ورفض المجتمع الدولي بصورة متكررة وحازمة تمويل أي خطط لإعادة إعمار سوريا، طالما لم يتحقق انتقال سياسي في البلاد وفقاً لقرارات مجلس الأمن. ولم تتمكن روسيا على الرغم من كل التقدم على الأرض من فرض أمر واقع يدفع العالم إلى القبول ببقاء النظام مع تغييرات شكلية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|