لعابه للتجميل وبيضه كافيار.. حلزون المغرب مهدد بالانقراض

تتنامى ثقافة تربية الحلزون بشكل واسع في المغرب، لاسيما أن الحكومة تشجع المشاريع المرتبطة بتربية هذا النوع من الزواحف، وسط الإقبال الكبير لشركات التجميل العالمية على استعمال لعابه في صناعة منتجات طبية ذات أغراض تجميلية.

فلعاب الحلزون له تأثير على ما يبدو في التخفيف من التجاعيد ومحاربة الشيخوخة.

إلا أن تلك الزواحف اللطيفة بدأت "تزحف نحو الانقراض" في البلاد ما يهدد القطاع بأكمله.

غياب القوانين

في حين عزى الخبير والمهندس الزراعي، رياض أوحتيتا، أسباب هذه التهديدات التي يتعرض المجال إلى "غياب قانون يضمن الراحة البيولوجية للحلزون المغربي". وأوضح في حديثه مع العربية.نت "أن بعض الممارسات الخاطئة من قبل مجمعي تلك الزواحف التي تتزامن مع خروج الحلزون من فترة السبات بعد التساقطات المطرية، تحول دون السماح بالتزاوج والتكاثر وهو ما يؤثر بشكل مباشر على إنتاج الحلزون البري".

كما أضاف "أن هذه الإشكالية تؤرق حتى مربي الحلزون في الجزائر الذين لمسوا انقراض هذا النوع من الزواحف".

شبح الانقراض

من جانبه أكد الخبير في قضايا المناخ والتنمية المستدامة محمد بن عبو للعربية.نت، أن الحلزون هو أحد الأنواع البيولوجية المهددة بالانقراض، لأنه يحتاج لبيئة مشبعة بالرطوبة وبالتالي يتأثر بالجفاف وندرة الموارد المائية وارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير، مما يتسبب في تراجع الأعداد سنة بعد أخرى" هذا فضلا عن تعرضه لاستنزاف كبير".

وأوضح "أن المغرب يصدر حوالي تسعين في المئة من الحلزون نحو أوروبا، مما يعد مصدر دخل مهما للتعاونيات والجمعيات التي تشتغل بشكل منظم مقابل من يعمل بعشوائية، من دون احترام لمواعيد ومراحل تجميعه خلال السنة"،
كما دعا الخبير إلى ضرورة إيلاء عناية أكثر بهذا المجال وإلى التأطير العلمي لطرق التعامل والاستثمار بعيدا عن هاجس تحقيق الربح المادي السريع الذي يساهم إلى جانب العوامل المتاخية، في تعرض الحلزون للانقراض".

رب ضارة نافعة

إلى ذلك، تعد تربية الحلزون في المغرب فرصة مهمة لخلق فرص عمل.

وفي السياق، روت ماجدلين منيار، وهي رئيسة تعاونية "أرض أجدادنا" بجماعة بير طالب في إقليم سيدي قاسم، كيف "اختارت هذا المجال بعد انقطاعها عن العمل بسبب جائحة كورونا".

iStock-بيض الحلزون

كما أوضحت في حديثها للعربية.نت "أنها لاحظت خروج بعض النساء في القرية لجمع الحلزون بشكل عشوائي ثم بيعه لإعالة أسرهن"، فجاءت فكرة الاستثمار في هذا المجال.

وقالت إنها قدمت مشروعها للجهات المختصة وتمكنت من الحصول على الدعم الذي تحتاجه لبدء مشروعها متفوقة على عدد من العراقيل كالجفاف على سبيل المثال. وأضافت "أنها لجأت إلى السقي لمواجهة تضاؤل الأمطار".

"كافيار الحلزون"

وتعتبر تربية الحلزون فرصة كبيرة للاستثمار في المجال القروي، حيث تقدم هذه المشاريع تخصصات متعددة تمكن المربي من العمل عليها، كبيع بيض الحلزون، أو ما يسمى بـ "كافيار الحلزون" الذي يصل سعره إلى حوالي 3000 دولار للكيلوغرام الواحد، أو بيع لعابه مقابل 250 دولارا للكيلوغرام الواحد.

في ما يمكن كذلك بيع قوقعته بسعر دولار واحد لكل ثلاث قوقعات.

ويعد المغرب أول المصدرين للحلزون نحو دول الاتحاد الأوروبي لاسيما إسبانيا والبرتغال وفرنسا ثم إيطاليا، وقد تعرضت هذه الثروة الحيوانية لاستنزاف كبير، خصوصا بعد الحرب في أوكرونيا التي كانت تعد أهم مصدر للحلزون.

الحلزون تعبيرية من آيستوك