قصة النازح إبراهيم في إعلان UNDO كاذبة...ليس في لبنان!
حشدت قصة الرجل السوري ابراهيم، لدى عرض الفيديو للمرة الأولى ضمن برنامج "صار الوقت" في قناة "أم تي في"، شبه إجماع لبناني على رفض النازحين السوريين الى لبنان، بعدما أثارت صدمة كبيرة لدى اللبنانيين، تزداد مع مواظبة القناة على عرضه ضمن حملة #UNdoTheDamage.
فالرجل الذي تظهر صورته في الفيديو، ويتردد صوته من الخلف، يُزعم أن اسمه ابراهيم، وهو نازح سوري في لبنان، ويبلغ من العمر 43 عاماً، ويقول إن لديه ابنة تُدعى مرام وتبلغ من العمر 7 سنوات، وعُمر 6 سنوات، ياسمين 5 سنوات، مراد 4 سنوات، مروى 3 سنوات، لميس عمرها سنتان، ومرشد يبلغ من العمر سنة واحدة. أما زوجته عفاف فتبلغ من العمر 27 عاماً، وهي حامل. يقول: "إذا كان صبي، فسيكون اسمه بشار، وإذا كانت فتاة، فسيكون اسمها أسماء".
|
والفيديو، فجّر غضب لبنانيين يعيشون مخاوف وجودية، ويتوجّسون من خلل ديموغرافي، وتوطين للنازحين السوريين في لبنان. "كيف يُعقل أن ينجب الرجل المقيم في خيمة، طفلاً كل عام؟"، يسأل اللبنانيون الذي زكّت الحملة التلفزيونية مخاوفهم، ويترافق الفيديو مع فيديو آخر، يفيد بأن عدد السوريين باتت نسبتهم تتخطى الـ40% من نسبة اللبنانيين المقيمين، وأن البلد مقسوم الى فئتين: "لبنانيون يهاجرون، وسوريون نازحون".
|
غير أن ابراهيم، لا أساس له في الواقع، ولا وجود لرجل اسمه ابراهيم بواصفات الرجل المزعوم في الفيديو.. ولا وجود أيضاً لـ"مرام" ومرشد وغيرهما، بل إن أفراد الأسرة المزعومة لا صِلة قرابة أو وصل بينهم، وكل منهم في بلد أو منطقة... وهو ما ظهر في تقرير موسع نشرته منصة "مسبار" الاثنين، أكد أن جميع الصور والمقاطع التي ظهرت في الفيديو لم تكن من لبنان، وليست لأشخاصٍ يحملون الأوصاف التي وردت فيه. إذ إنَّ لقطة الخيام التي تظهر في بداية المقطع هي جزء من "لقطة كبيرة لمجموعة من الخيام في مخيم للاجئين في الأردن"، نشره المصور أحمد سلطان في موقع شاترستوك للمواد البصرية العام 2020.
ابراهيم المزعوم، هو لاجئ سوري في تركيا، انتشرت صورته في العام 2022، و"مرام" المفترضة، هي طفلة سورية تعيش في أحد مخيمات اللجوء في الأردن، التُقطت صورتها في العام 2015، واستُخدمت في تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول صحة اللاجئين العام 2020.
وصورة الطفل عمر، هي صورة لطفل سوري في أحد مخيمات اللجوء في ريف حلب شمالي سوريا قُرب الحدود السورية-التركية، نشرها المصور السوري محمد باش في تشرين الأول 2022 في موقع شاترستوك.
أما ياسمين المفترضة/ فهي طفلة لاجئة سورية في منطقة غازي عنتاب جنوبي تركيا في العام 2015. فيما بدا أن "مراد"، هو طفل كان يقيم في مخيم للاجئين سوريين في منطقة سروج في مقاطعة سانليورفا جنوبي تركيا، وتعود صورته الى العام 2015.
كذلك مروة، فهي صورة طفلة نشرها المصور السوري محمد باش يوم 7 فبراير 2023 في موقع شاترستوك وأرفقها بوصف "صورة لأطفال لاجئين يعيشون في الريف. الأوضاع الإنسانية للاجئين السوريين مأساوية. إدلب، سوريا".
ومرشد المفترض، هي صورة للسوري محمد باش نشرها في موقع "شاترستوك" يوم 19 كانون الثاني/يناير 2023، وأرفقها بوصف "الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها اللاجئون السوريون بسبب الفقر واستمرار الحرب. إدلب، سوريا".
وصورة عفاف المزعومة، تعود لسيدة سورية لاجئة في مخيم الزعتري في الأردن، نشرتها صحيفة ميلووكي إنديبيندنت الأميركية المحلية يوم 14 فبراير 2023، ضمن فيتشر صحافي غطّى مهمة الجمعية الطبية السورية الأميركية (SAMS) إلى الأردن بعنوان "البعثة الطبية إلى الأردن: رحلة من ميلووكي لمساعدة اللاجئين السوريين".
يدحض هذا التحقيق القائم على التحقق من المعلومات، كل الحملة المدعومة من جهات لبنانية، وأعدتها شركة Phenomena، وتعرضها "أم تي في". ما ورد في مضمونه، قائم على كذب وتضليل، ويهدف الى تعزيز مخاوف اللبنانيين، واستثارة غرائزهم وغضبهم تجاه فئات مهمشة. فمجرد اختيار اسم المولود الجديد بين "أسماء" أو "بشار"، فهذا يعني أن هؤلاء من أنصار النظام، ويفترض، من دلالات الاسم، ألا يكونوا ملاحقين من قبل النظام، ما يعني أنه يمكن عودتهم الآمنة الى سوريا. واعتمدت Phenomena على هذه القضية لزيادة منسوب الغضب اللبناني، وذلك بتضليل مسيّس وعنصري، وتوظيف البروباغندا ضد فئات مهمشة، مما يستدعي ملاحقة الشركة قانونياً.
|
أهمية حملة UNdoTheDamage أنها استثارت الحقد، وعززت العنصرية، وبثت خطاب كراهية بفيديو مفبرك ومتخيل، لا تستطيع أي حملة على مواجهته. أما أهمية تقرير "مسبار"، فإنه يدحض المزاعم بما يتخطى أي ايضاحات من الامم المتحدة التي لا تقنع اللبنانيين الخائفين، ويعزز موقفها تجاه النازحين السوريين.
يُشار الى ان اللاجئين المسجلين في لوائح مفوضية اللاجئين في لبنان، ودخلوا لبنان قبل العام 2015 (تاريخ وقف تسجيل اللاجئين)، يناهز الـ800 الف لاجئ. أما الذين دخلوا بعد هذا التالريخ وتم تسجيلهم في لوائح الأمن العام اللبناني، فيبلغ نحو 1.5 مليون نازح. ويقول الأمن العام إن العدد الكلّي للسوريين في لبنان يتخطى المليونين، علماً أن لبنان كان قبل الحرب السورية، يستضيف بين 800 ألف و1.2 سوري يعملون في قطاعات الزراعة والبناء.
|
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|