يبدو ان وزير المهجرين الحالي عصام شرف الدين لن يكون ضمن التشكيلة الوزارية المقبلة، وفي ظل الاجواء التي توحي بقرب ولادة اخر حكومات عهد الرئيس ميشال عون، لكن الثابت ايضا ان الوزير شرف الدين ورغم الفترة القصيرة نسبيا على رأس وزارته، ترك بصمته الواضحة من خلال عمله الجبار حيث تمكن من إحداث نقلة نوعية على صعيد ملف النازحين السوريين، وتمكن رغم صعوبة الملف وتشابكه محليا ودولياً، من خلق آلية للبدء بإعادة هؤلاء النازحين الى بلادهم وبالتنسيق مع الجانب السوري الذي فتح أبوابه للوزير شرف الدين بعدما لمس منه كل إيجابية من اجل حل هذه القضية الانسانية بالدرجة الأولى، وابعادها عن الاستثمار السياسي.
لا يختلف اثنان في التأكيد على عصامية الوزير العصامي عصام شرف الدين الذي رفض ان يتقاضى مخصصاته الوزارية، في خطوة تعكس شخصية الوزير الغير طامع بالمكتسبات المالية او بـ"جاه" السلطة، فهو يعمل بكل إخلاص وتفاني من اجل قضية شائكة بحجم ملف النزوح السوري، ولعل الانجازات التي تمكن من تحقيقها في فترة زمنية قياسية، جعلته محط أنظار الاميركيين والاوروبيين الذين يحرضون عليه، من اجل قطع الطريق امامه ومنعه من استكمال مهمته عبر استبعاده من التشكيلة الوزارية الجديدة، وهذا ما يفسر سبب إصرار الرئيس ميقاتي على استبدال الوزير شرف الدين، الذي يكفيه شرفا انه تعاطى من منطلق الحرص الوطني بعيدا عن أي حسابات سياسية، وعمل على تخفيف الأعباء عن كاهل لبنان من خلال العمل على حل ازمة النزوح السوري في لبنان.
من يدرك شخصية الوزير شرف الدين الصيدلي والانساني بالرجة الأولى، يعرف انه ابعد ما يكون عن زواريب السياسة اللبنانية، وهذا ما جعل منه رقما صعبا في حكومة نجيب ميقاتي الثالثة، حيث شكل قيمة مضافة في الحكومة وأحد وزرائها الفاعلين، وهذا ما يعتبر انجازا جديدا في مسيرة الوزير عصام شرف الدين الناصعة، فهو صاحب الكف النظيف والبعيد عن منطق الصفقات والسمسرة في القضايا الوطنية الكبرى، ونحن احوج ما نكون الى وزير من طينة عصام شرف الدين الذي يشرّف المناصب الوزارية، فهو لا يبحث عن مجد شخصي او انجاز خاص بل يعمل بكل اخلاص وتفان من اجل مصلحة لبنان الوطن الحاضن لجميع ابنائه.
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا
