محليات

لهذا السبب يحتاج "حزب الله" إلى صمود أهالي رميش

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مَن يعرف جيدًا أهالي رميش الحدودية ومدى تعلّقهم بأرض أجدادهم مثل كثيرين من أهالي القرى الحدودية الأخرى، الذين يصرّون على البقاء فيها على رغم ما يتعرّضون له من اعتداءات إسرائيلية يومية، يعرف أن اعتراضهم  على نصب عناصر تابعة لـ "حزب الله"  منصة لإطلاق الصواريخ على التلال المشرفة على بلدتهم خشية تعرّضهم للاعتداءات الإسرائيلية لم يكن اعتراضًا عبثيًا على العمليات التي تقوم بها "المقاومة الإسلامية" ضد العدو الإسرائيلي، خصوصًا إذا كانت هذه العمليات تنطلق من مناطق غير آهلة تلافيًا لأي ردّ إسرائيلي غادر، بل كان الاعتراض حصرًا على محاولة إطلاق الصواريخ من التلال المشرفة على بلدتهم حفاظًا على سلامة الأهالي، الذين يقاومون إسرائيل بصمودهم في أرضهم وبقائهم فيها.
 

 
 
 وما حدث في رميش قد يحدث في أي بلدة حدودية أخرى يرى أهلها أن الخطر آت عليهم لا محال من عدو لن يرحم لا الأطفال ولا العجائز ولا النساء كما لم يرحمهم في قطاع غزة. وهو بالتأكيد سيواصل استهداف القرى التي تنطلق منها الصواريخ، وهو في الأساس لا يحتاج إلى أي حجة لقصف المدنيين. وهذا ما حصل في بلدة الهبارية. ولكن المنطق السائد لدى أهالي البلدات الحدودية، ومن بينها بلدة رميش، يقول "بعود عن الشرّ وغنيلو"، وبالتالي فإنك إن لم تتم  "تتحركش" بوكر الدبابير فإنها لن تهاجم على الأرجح من لم "يتحركش" بها. وهذا ما حصل بالفعل ما بين العام 2006 وبالتحديد قبل 8 تشرين الأول من العام 2023. وهذا لا يعني أن إسرائيل هي "ملاك حارس"، ولكنها تراعي مصالحها قبل أي مصلحة أخرى. وهذا ما منعها على مدى 18 عامًا من القيام بأي اعتداء.

 

فهذه المواجهات بين "حزب الله" وجيش العدو لا تزال محّل نقاش واسع على الساحة السياسية الداخلية، إذ أن اللبنانيين منقسمون بطبيعة الحال بين مؤيد لعمل "المقاومة الإسلامية" على طريقة "ناصر أخاك ظالمًا كان أم مظلومًا"، وبين معارض لمعادلة "وحدة الساحات" وربط مصير لبنان بمصير غزة، وآخر المعترضين كان "التيار الوطني الحر".

 
إلا أن لجوء العلاقات الإعلامية في "حزب الله" إلى نفي نفياً قاطعاً ما أسمته بـ "الاخبار الكاذبة والمغرضة التي تم تداولها في وسائل ‏الإعلام عن محاولة مجاهدي المقاومة الاسلامية إطلاق صواريخ على العدو الصهيوني من داخل ‏بلدة رميش أو من جوار مدرستها أو من جوار البلدة عموماً"، مؤكدة أنها "أخبارٌ كاذبة وملفقة لا أساس لها ‏من الصحة على الاطلاق" أعاد البحث إلى مربعه الأول، خصوصًا أن بيان العلاقات الإعلامية وصف "الجهات التي أصرّت وتُصر على إطلاق هذه الشائعات الكاذبة واتخاذ المواقف على أساسها" بأنها "مفترية ومحرّضة على الفتنة بين اللبنانيين وتعمل في خدمة العدو وأهدافه من حيث تعلم او لا ‏تعلم".
فبيان "حزب الله" يدفع المعنيين إلى مطالبة الدولة بإجراء تحقيق دقيق وموضوعي في ما حصل والتثبتّ من الوقائع، وبالتالي تبيان الحقيقة كاملة، وذلك لقطع دابر الشك باليقين، ووضع الأمور في نصابها الصحيح.أمّا إذا بقيت الحقيقة غير واضحة وجلية فإن ميل البعض إلى استنتاجات قد لا تكون موضوعية سيزيد من حال التوتر بين الأهالي ومجاهدي "المقاومة الإسلامية" تمامًا كما حصل في بلدة شويا قبل أحداث 8 تشرين الأول عندما صادر الأهالي راجمة كانت تستعدّ لإطلاق الصواريخ من خراج بلدتهم.


 
فما يمكن أن يستجد من تطورات على أرض الواقع نتيجة عدم وضع النقاط على حروف حقيقة ما جرى في رميش لن يكون بالطبع لمصلحة أي طرف من أطراف الخلاف، وبالأخصّ "حزب الله"، الذي هو في حاجة إلى صمود أهالي رميش والقرى المسيحية أكثر من حاجته إلى صمود أهالي القرى الشيعية، وذلك لكي يظهر بمظهر المدافع عن جميع اللبنانيين وليس عن فئة دون غيرها. إلاّ أن من قرأ بيان العلاقات الإعلامية وما فيه من اتهامات لـ "جهات مفترية ومحرّضة على الفتنة بين اللبنانيين وتعمل في خدمة العدو وأهدافه من حيث تعلم او لا ‏تعلم"، لم يقرأوه إلا من زاويته السياسية باعتباره ردًّا غير مباشر على حملات "المعارضة" ضد مصادرة "الحزب" قرار الحرب والسلم.

 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا