مجزرة موسكو وأصابع الاتّهام...
العميد المتقاعد دانيال الحداد
من خلال اعترفات منفّذي مجزرة مسرح "كروكوس سيتي هول" في ضواحي موسكو، تطرح عدّة تساؤلات حول خلفية العملية التي لا يزال يشوبها بعض الغموض لغاية الآن، ويمكن اختصار هذه التساؤلات بالآتي:
- ما هو مصدر السلاح والذخائر التي استخدمها الإرهابيون؟ والجواب يشير إلى وجود خلايا لتنظيم داعش أو غيره من التنظيمات الإرهابية مستقرّة في روسيا، وتموّل من جهات خارجية، قد ساعدت المنفّذين على ارتكاب المجزرة.
- هل من المعقول تصديق اعترافات الإرهابيين بأنهم نفّذوا هذه المجزرة المروّعة مقابل ٥ أو ١٠ آلاف دولار فقط؟ بالتأكيد لا، والدافع المنطقي إلى ذلك هو أيديولوجي بالدرجة الأولى، بدليل طبيعة المجزرة وسلوك المجرمين في ذبح الجرحى، ومغامرتهم بحياتهم، فأعمال كهذه تتعدّى نسبة اكتشاف مرتكبيها والقبض عليهم أكثر من ٩٠٪.
- هل هناك علاقة ما بين المجزرة وتدهور وضع الجيش الأوكراني على جبهات القتال في الدونباس خلال الآونة الأخيرة، وخسارته مدينة أفدييفكا الاستراتيجية وعدد من البلدات الأخرى؟ وهل هناك ارتباط بين العملية ونتائج الانتخابات الرئاسية الروسية التي فاز فيها الرئيس بوتين بشكلٍ ساحق؟
- لماذا حاول الارهابيون الدخول إلى أوكرانيا بعد تنفيذ العملية، وما هي الجهات التي كانت تنسّق معهم لتأمين دخول آمن؟
- هل هناك تنسيق ما بين المجموعة المنفذة والفيلق الأجنبي الذي يقاتل الى جانب الجيش الأوكراني، خصوصاً أن قسماً كبيراً من هذا الفيلق يضمّ أصوليين متطرفين من دول الشرق الأوسط والاتحاد السوفياتي السابق، يقاتلون بدافع أيديولوجي للانتقام من روسيا؟
بنتيجة هذه التساؤلات وكتصوّر أولي، يتّضح أن الدافع الأيديولوجي للمجموعة المنفّذة هو عنصر ثابت غير قابل للجدل، مع الإشارة إلى أن المنظمات الإرهابية عادةً ما توزّع عناصرها على خلايا عنقودية غير مترابطة، تتلقى أوامر عامة بتنفيذ العمليات الإرهابية، لكن يبقى لهذه الخلايا استقلاليتها في كيفية التنفيذ وتوقيته وفق الظروف التي تراها مناسبة، وقد يقع في هذا الإطار، تبني تنظيم داعش - خراسان لهذه المجزرة، مع احتمال أن يكون هذا التبنّي جزءاً من عملية التضليل.
أمّا الدافع الآخر الذي يمكن اعتباره ثانوياً فهو المال، وهنا تجدر الإشارة إلى أن التنظيمات الإرهابية لا تعطي خلاياها المال إلاّ لتأمين نفقات العمل والوسائل المادية للتنفيذ. من هنا ووفقاً لاعترافات الموقوفين الأربعة بأنهم نفّذوا العملية مقابل الحصول على المال، يظهر بوضوح ضلوع جهات استخباراتية في استغلال الدافع الأيديولوجي للإرهابيين بطريقة مركّبة، بغية تنفيذ هذه المجزرة وحصد نتائجها، من دون وجود أيّ دلائل واضحة على هويتها.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|