المجتمع

أشخاص من لحم ودم "تبخّروا" عن وجه الأرض... كيف؟؟؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

صعب جدّاً أن يكون الإنسان أسيراً أو مُعتقلاً أو سجيناً. والأصعب هو عندما يكون ذلك على مدى سنوات طويلة، من دون محاكمات، أو بالاستناد الى محاكمات ظالمة.

 

"تبخّروا"؟

ولكن ماذا عن حال الناس التي "تبخّرت" عن وجه الأرض خلال زمن معيّن، والتي باتت تُسمّى بـ "مخفيّة"، أو "مخفيّة قسراً"، أو... والتي لا أحد يعلم أين هي، والتي لا يمكن تحريرها، ولا دفنها (إذا كانوا أمواتاً)؟

فهل يمكن لإنسان أن "يتبخّر" عن وجه الأرض بالفعل، أم هناك حقيقة أخرى، وهي أن لا أحد يريد أن يعمل لكشف مصيره؟

وهل تكون تلك الفئة ضحيّة كل الأطراف في النهاية، أي الطرف الخاطف، وذاك المُطالِب بكشف مصيرها على حدّ سواء، وذلك في ما لو كانت الجهة الثانية ارتكبت هي أيضاً ما يقع تحت خانة الإخفاء، والتعذيب، و... خلال مدة زمنية معيّنة في الماضي، الى درجة باتت غير قادرة بسبب ذلك على الذهاب بهذا النوع من الملفات الى النهاية، خوفاً من كشف ما لها وما عليها على هذا الصعيد؟

 

ميليشيات...

رأى الوزير السابق رشيد درباس أن "الذين يُخطَفون على أيدي ميليشيات يكون مصيرهم أنهم وقعوا بيد المُنتَقِم. فالميليشيا تمثّل جهة مُتوحِّشَة، تتصرّف وكأنها أصابت طريدة. وهي تعتبر أن روح تلك الطريدة بات ملكها سواء قتلت المخطوف أو لا".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "الفاجعة هي أن الدول من جهتها تخطف وتنكر، وهي قادرة على أن تسجن بظروف هي القتل بحدّ ذاته، ومن دون أن تقتل بشكل مباشر. والأمثلة كثيرة على سجون معروفة بأنها سيّئة السّمعة، مثل "غوانتانامو" و"أبو غريب" وسجن تدمر، وهي سجون تعني القتل، وأنه يمكن للدول أن تصبح أشبه بالميليشيات، بدلاً من دول قانونية".

 

تفلُّت غريزي

وأوضح درباس أن "هناك خطفاً آخر يُدعى الخطف التبادُلي. ويحاول الخاطف في تلك الحالة أن يحافظ على صحة وحياة المخطوف، لأنه سلعة للتبادل بالنّسبة إليه (الخاطف). ولكن كل تلك الأعمال تدخل في النهاية بخانة التوحُّش واللاإنسانية، إذ إن بعض الناس يُخطَفون من سوء حظّهم، ومن دون أن يكون لهم علاقة بشيء. وحتى إذا أخذنا حالة الأشخاص المرتكبين أو المجرمين، فإن المجرم يجب أن يُحاكَم، بينما لا محاكمة ولا عقوبة في عمليات الخطف. وفي معظم الحالات، يغيب المخطوف غيبة يغلب عليها الموت".

وأضاف:"هذا التفلُّت الغريزي يُوظَّف لغرض سياسي معيّن، إما على صعيد خلقه أو استثماره. فحتى تنظيم "داعش" مثلاً، لم يبرز من لا شيء، بل هناك من وقف خلف ظهوره. وفي كل مرحلة يكون هناك موجة يتمّ استغلالها".

وختم:"يمكن التوصُّل الى حلّ لهذا النوع من المشاكل عندما لا يعود الإنسان والدول وسائل تجارية لدى الدول المُقتَدِرَة التي تستفيد من خلق الفوضى في العالم، والتي يمكنها أن تسمّيها فوضى مُنظَّمَة، وذلك بهدف استثمارها في تعزيز نفوذها وسيطرتها وهيمنتها".

 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا