دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
ناجيةٌ تروي تفاصيل "مجزرة قاعة الحفلات" في موسكو
عاشت الفنانة الروسية أليونا كازينسكايا، يوم الجمعة الماضي، تجربة مرعبة، حيث كانت شاهدة على الهجوم الدامي الذي وقع في قاعة كروكوس سيتي بروسيا.
ونقلت "رويترز" عن كازينسكايا قولها إنها اشترت وصديقتها تذكرتين لحضور حفلة لفرقة الروك (بيكنيك) التي تعود إلى الحقبة السوفياتية وهي تؤدي عرضًا أمام 6200 شخص في قاعة كروكوس سيتي بالقرب من موسكو.
وفكرت الصديقتان في اصطحاب بناتهما، لكنهما قررتا في النهاية الذهاب بمفردهما.
ونشرت كازينسكايا أول رسالة صوتية لها مدتها 10 ثوان عبر قناتها على تطبيق تلغرام الساعة 8:01 مساء وبدا صوتها لاهثاً مع سماع دوي مرتفع لإطلاق النار في الرسالة.
وقالت "أحبكم جميعا. أنا في قاعة كروكوس سيتي لحضور حفلة لفرقة (بيكنيك). هناك من يطلقون النار في الحفلة الموسيقية. اتصلوا بالشرطة".
وفي مقابلة مع "رويترز"، قالت كازينسكايا إنها أدركت بسرعة أن الأصوات التي سمعتها هي طلقات نارية وليست مؤثرات صوتية وحاولت وصديقتها إقناع الحضور بترك مقاعدهم والهروب خارج القاعة.
أضافت كازينسكايا: "حاولنا لفت انتباه الحضور ونجحنا في ذلك. لكن الناس كانوا قد بدأوا في الجري بالفعل للخروج ولم نتمكن من اللحاق بهم. وفي هذه اللحظة دخل المسلحون إلى القاعة وطرحت صديقتي أرضا".
إن أول ما تبادر إلى ذهن كازينسكايا كان الخروج من القاعة بأي ثمن، وأضافت: "خطرت على بالي فكرة أخرى وهي أنني أرتدي اللون الأبيض مما يجعلني هدفا سهلا".
وتابعت قائلة: "فكرت أن أنشر أي شيء في ذلك الوقت. نعم، خائفة جدا لكنني سأنشر هذه الرسائل على قناتي (عبر تطبيق تلغرام) لأنه بهذه الطريقة، سيجدها وسيسمعها أي شخص وسيطلب بدوره المساعدة".
وفي الساعة 8:08 مساء كتبت ثلاث رسائل في تتابع سريع، اختلط فيهن ترتيب الحروف ذلك لأن أصابعها كانت ترتعش على الهاتف.
وكان نص هذه الرسائل المتتالية: "من فضلكم اتصلوا بالشرطة... قاعة كروكوس سيتي... هناك إطلاق للنار".
وفي ذلك الوقت، تمكنت الصديقتان من الخروج من القاعة لكنهما كانتا لا تزالان محاصرتين داخل المبنى. ثم توقف إطلاق النار وظهر خطر آخر.
ففي الساعة 8:17 مساء، نشرت رسالة صوتية من كلمة واحدة وهي "حريق".
واستخدم المسلحون البنزين لإشعال حريق في قاعة الحفلات الموسيقية الضخمة، ولاذت الصديقتان بالحمام وكانت الأدخنة تتصاعد في كل مكان وحاولتا الخروج ست مرات لكنهما لم تتمكنا من رؤية أي شيء بسبب الدخان واضطرتا للتراجع في كل مرة، وبدأت كازينسكايا في فقدان الأمل.
وتركت كازينسكايا رسالة صوتية مدتها أربع ثوان في الساعة 8:23 مساء واعتقدت أنها ستكون الأخيرة، وقالت فيها: "أحبكم. وداعا".
في وسط هذه الفوضى والارتباك وجدت الصديقتان نفسيهما في حمام آخر حيث اختبأ الكثير من الأشخاص وكان هناك رجل يقول إنه يعتقد أن باستطاعته إيجاد سبيل للخروج، فسارتا خلفه حتى تمكنتا من الخروج من المبنى ولكن حتى هذه اللحظة لم تشعر كازينسكايا بالأمان.
وأوضحت كازينسكايا: "جالت في خاطري فكرتان. الأولى هي أنني أحتاج إلى إسعافات أولية لأنني لا أستطيع التنفس، كنت أشعر بألم في رئتيّ وتعرضت لنوبة ربو. والفكرة الثانية هي أنني أريد الابتعاد عن المبنى قدر الإمكان".
وفي الساعة 8:31 مساء، تركت كازينسكايا رسالة صوتية جديدة تقول فيها "ما زلت على قيد الحياة وأتلقى الإسعافات الأولية. وخرجت (من المبنى). شكرا لكم".
وعانقت كازينسكايا كما تقول الجميع عندما عادت إلى المنزل، مضيفة أنها لن تذهب إلى النوادي أو الحفلات الكبيرة مجددا قبل مرور وقت طويل على هذا الحادث لكنها تشعر بالراحة بسبب الدعم الكبير الذي حظيت به.
واختتمت كازينسكايا حديثها قائلة: "أعتقد أن المجتمع بحاجة إلى أن يكون أكثر لطفًا. فنحن لا نتذكر أننا بشر ونتعامل بلطف إلا عندما يحدث أمر سيء، لكن علينا أن نكون بشرًا كل يوم".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|