هل تقع القنصلية على طريق إغلاق الحساب مع كل من له علاقة بهجوم 7 أكتوبر؟؟؟
تتوعّد إيران إسرائيل بـ "عقاب شديد" بعد استهداف تل أبيب القنصلية الإيرانية في سوريا.
كما أعلن مجلس الأمن القومي الإيراني أنه اجتمع واتّخذ "القرارات المناسبة" بشأن الغارة التي استهدفت القنصلية، من دون أن يتطرق إلى تفاصيل إضافية. فيما اعتبرت هيئة الرئاسة بالبرلمان الإيراني أن الرد الحاسم والمتناسب هو مطلب وطني.
إقفال حساب
وبمعزل عن التهديدات وأساليب الردّ الإيراني وتوقيته وشكله، نعود الى التهديدات التي صدرت عن بعض المسؤولين الإسرائيليين بعد اندلاع الحرب في غزة، وبدء استهداف قيادات فلسطينية وغير فلسطينية في القطاع (غزة) وخارجه، والتي تقول إن إسرائيل ستصل الى كل من له علاقة بهجوم 7 أكتوبر، وستُغلق الحساب معه.
وأمام هذا الواقع، هل يمكن للمنطقة والعالم أن يشهدا نهاية فعلية لحرب غزة، من دون "إغلاق الحساب" هذا، والذي هو مسار يحتاج الى سنوات، والى تنفيذ عمليات خاصّة في بلدان عدّة شرقاً وغرباً ربما؟ وما هي المناطق والأقاليم والبلدان التي يمكنها أن تشكل ساحة لإقفال الحساب، من جانب إسرائيل؟
عُمق استخباراتي
رجّح العميد المتقاعد جورج نادر أن "لا تكون إيران متورّطة بهجوم 7 أكتوبر، وإلا لكانت إسرائيل اكتشفت العملية قبل تنفيذها. فهذا الهجوم كان عملاً لحركة "حماس"، ولمخابرات أجنبية نجحت في تعطيل وسائل المراقبة والسيطرة والاستشعار عن بُعْد، الإسرائيلية. ولكن التهديدات الإسرائيلية لإيران على خلفية هجوم 7 أكتوبر، هي في معرض إيصال رسائل الى "حزب الله"، لكونه قبضة إيرانية في المنطقة".
وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "لدى إسرائيل القدرة على تنفيذ عمليات واغتيالات في كل مكان على الكرة الأرضية. وهذه الممارسات قد تستمر لاستعادة المعنويات، ولمنع إمكانية تكرار ما حصل في 7 أكتوبر، فيقتلون كل من خطّط ونفّذ وساعد على العملية. فلدى إسرائيل قدرة استخباراتية كبيرة، بالإضافة الى تفوّق تكنولوجي كبير، بدليل أن القصف الذي تقوم به في سوريا يقتل الشخصيات الإيرانية المستهدفة بدقّة، ومثل من يقوم بعمليات جراحية. هذا فضلاً عن عمق استخباراتي، وشبكة معقَّدَة في العمق السوري واللبناني، تمكّنها من معرفة حركة كل مسؤول من المسؤولين الإيرانيين أو من الفصائل التابعة لإيران".
الخط الأحمر
ورأى نادر أن "المواجهة الحالية قد تستمر لسنوات بهذا المعنى. فحتى لو تم اجتياح رفح، فإن ذلك لن يضع حدّاً لحرب غزة. هذا صراع مستمر لأنه قومي وديني. وبالتالي، قد تمتدّ الأمور الى خارج غزة، والمخاوف التي تُحيط باحتمالات ما يمكنه أن يحصل مستقبلاً، جدية".
وردّاً على سؤال حول كيف يمكن فَهْم وجود هذا الكمّ الهائل نسبياً من الجواسيس لإسرائيل داخل "الحرس الثوري" الإيراني، و"فيلق القدس"، والذي يساعد تل أبيب على استهداف الشخصيات الإيرانية في سوريا، وذلك رغم أن إيران من أكثر الأنظمة العقائدية المُعادِيَة للإسرائيليين، في الظاهر على الأقلّ، أجاب نادر:"إذا لم يَكُن الجواسيس داخل "فيلق القدس"، فمن المؤكَّد أنهم موجودون داخل البيئة السورية، وحتى ضمن بيئة النظام السوري، الى درجة أن هناك كلاماً اتّهامياً مبطّناً للإيرانيين حول أن السوريين "يقبّون الباط" للهجمات الإسرائيلية عليهم، ويقدمون معلومات عنهم. وهذا ليس مستبعداً أبداً. كما ترشح بعض الإشارات عن وجود اتّفاق أميركي - سوري يُبقي (الرئيس السوري بشار) الأسد على كرسي الحكم، وذلك مقابل توفيره سُبُل المساعدة في تخفيف وإزالة الوجود الإيراني من سوريا".
وختم:"إسرائيل كسرت الخط الأحمر بضربة القنصلية الإيرانية أمس. والآن، لا بدّ من انتظار ردّة الفعل الإيرانية. فهل سيحتفظ الإيرانيون بحق الرد؟ أو هل يردّون؟ كيف؟ إذا ردوا بشكل غير مُتناسب، فسيُدخلون أنفسهم بمشكلة كبيرة، وإذا احتفظوا بحق الرد فقط، سيكونون سقطوا. وبالتالي، لا مجال حالياً سوى الانتظار".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|