عربي ودولي

حرب غزة مستمرة... لماذا؟ ومن يفاوض من؟ ومن أجل من وماذا؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قد لا تكون مبالغة إذا قُلنا إن إسرائيل تتصرّف على أساس أن أسراها في قطاع غزة هم أموات عملياً، ومنذ وقت طويل.

 من أجل من؟

فمن يريد استرجاع أسراه، لا يشنّ حرباً مدمّرة بهذا الشكل، ولا يُطيل أمد الصراع، ولا يساهم بإفشال جولات تفاوض، ولا يُقاتل بهذه الوتيرة من الخشونة في مكان تواجدهم، على مدى ستّة أشهر، ورغم سقوط بعضهم بين قتيل أو جريح، خلال بعض عمليات القصف سابقاً.

ولكن، بما أن تل أبيب تتصرّف على أساس أنهم ماتوا، لماذا تستمرّ الحرب؟ ولم لا تُسرَّع وتيرة نهايتها؟ ومن يفاوض من في تلك الحالة؟ وعلى ماذا؟ ومن أجل من؟ والى متى؟ وهل سيموت الشرق الأوسط أكثر فأكثر في القادم من المراحل، من أجل الموت والدماء فقط؟

الأهداف...

أشار العميد المتقاعد الدكتور محمد رمال الى أن "المشكلة تبدأ من الشعارات والأهداف التي رفعها (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو عند بَدْء الحرب، والتي كانت تحرير الأسرى، والقضاء على حركة "حماس" عسكرياً. فمن أجل تحقيق هذَيْن الهدفَيْن كانت إسرائيل بحاجة الى ارتكاب الكثير من المجازر، والى إحداث الكثير من الدمار في غزة، ما أسفر عن تغيير في مزاج الرأي العام العالمي حول الممارسات الإسرائيلية، وصل الى مواقف (الرئيس الأميركي جو) بايدن الأخيرة التي كانت لافتة بتحذيراتها، الى درجة أنه يُقال إن الاتصال الهاتفي للرئيس الأميركي مع نتنياهو تخلّلته لغة التوبيخ والتهديد".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "نتنياهو وجد نفسه عاجزاً عن تحقيق الهدفَيْن اللذَيْن رفعهما في بداية الحرب، وأنه أصبح مُهدّداً بالمُساءلة بعد انتهاء الحرب حول نقاط عدة، منها، سبب عدم إعادته الأسرى، وعدم نجاح الخطة العسكرية التي اعتمدها، وسبب ضغطه على القيادة العسكرية وزجّها في حرب لم تَكُن أعدّت خطة مُسبَقَة لها، وسبب عدم وضعه خطة لتجنُّب ردود الفعل الدولية تجاه ما ارتكبه في غزة".

مستقبل نتنياهو

وأكد رمال أن "الإجابة على تلك الأسئلة ستضع نتنياهو في قفص الاتّهام، فيما الأخير قد يعني المحاكمة. وبالتالي، لم يَعُد لديه ما يخسره، إذ إن إطالة أمد الحرب يُطيل ابتعاد المحاكمة عنه. فأول من سيطلب محاسبته هي القيادة العسكرية لكونه ضغط عليها بشكل مباشر لتدخل في حرب من دون تهيئة، بينما يتوجّب على السلطة السياسية أن تؤمّن الغطاء اللازم لقرار حرب يصدر عن السلطة العسكرية أساساً، بعدما تكون الأخيرة وضعت خطة".

وأضاف:"مستقبل نتنياهو السياسي بخطر. فهو يعلم أنه غير قادر على تحرير الأسرى بعد ستّة أشهر من المعارك، وغير قادر على القضاء على "حماس" عسكرياً، إذ لا يمكن القضاء على حركة مقاومة. والمثال على ذلك ما حصل في لبنان عام 2006، عندما رفعت إسرائيل شعار القضاء على "حزب الله"، ولم تحصد سوى التدمير وقتل المدنيين، فيما بقيت بنية "الحزب" كما هي. وبعد انتهاء حرب غزة، ستُفتَح ملفات الفشل والإخفاقات العسكرية في إسرائيل، بالإضافة الى التجويع والكوارث الإنسانية والطبية في غزة، التي بدأت بعض المنظمات الدولية تتحدث عنها".

توسيع الحرب؟

وردّاً على سؤال حول فرص اشتعال حرب شاملة في المنطقة، أجاب رمال:"هذا الأمر مرهون بخيارات نتنياهو. فطالما هو يعمل على تجنيب نفسه المحاكمة ويُطيل مدّة الحرب، رغم ارتفاع الأصوات المُعارِضَة لها في العالم، ورغم خسائر الجيش والاقتصاد والمجتمع الإسرائيلي، فإن الأمور مفتوحة على الاحتمالات كافّة".

وختم:"التبايُن الواضح مؤخّراً بين الموقفَيْن الأميركي والإسرائيلي قد يجعل نتنياهو يفكر كثيراً بإمكانية استمرار الدعم الأميركي له. هو يسعى دائماً لتوريط أميركا، ولجرّ إيران الى معركة، ولتوسيع دائرة المعركة في لبنان. ولكن من يستمع الى ما يقوله بايدن مؤخّراً، يدرك أن دعم إسرائيل لم يَعُد مفتوحاً. وهذا سيؤثّر حتماً على القرارات الني سيتّخذها نتنياهو على صعيد توسيع الحرب".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا