عصر التكنولوجيا والسّحر... الأب خنيصر: بعض الناس والعلماء أُصيبوا بـ "لطشة دماغية"
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
غريب كيف أنه رغم تغيُّر طبيعة الحياة كثيراً، واستفحال اللّجوء الى العلم والتكنولوجيا والماديّة لإيجاد أجوبة لكل شيء، وسرعة "الغطس" في الإلحاد من باب العلم لا سيّما في صفوف الفئات الشابة، إلا أننا نجد بعض المظاهر التي تنتشر في صفوف إنسان وشباب اليوم، وهي تذكّرنا بإنسان عصور ما قبل الحضارة.
فعلى سبيل المثال، كسوف الشمس ظاهرة طبيعية يفسّرها العلم، بشكل يُخرجها تماماً من شروحات الإنسان القديم الذي كان مُربَكاً في التعاطي معها. ورغم ذلك، فإننا نجد سلوكيات معيّنة تجاه مثل تلك الظاهرة لدى إنسان اليوم، غريبة بعض الشيء، مثل حفلات الزواج الفردية، أو الجماعية في أوان الكسوف، بموازاة آراء تدعو الى ربط قول "نعم" أبدية، أو الى اتّخاذ قرارات مهمّة ومصيرية (بالنّسبة لبعض الناس) بالحدث الفلكي النادر، وبظُلمة الكسوف الكلّي أو الجزئي للشمس خلال النهار. وهي سلوكيات تشهدها بعض أكثر الدول المتقدّمة في يومنا هذا.
السّحر...
في سياق متّصل، من يصدّق أن أبحاثاً جامعية أُجرِيَت خلال سنوات قليلة سابقة في دول متقدّمة بالعلم والتكنولوجيا، وفي دول ليبرالية، تُشير الى أن حركة أسواق المال فيها تتأثر أحياناً بفترات كسوف الشمس، وخسوف القمر، وأن بعض المستثمرين والمُضاربين وأصحاب رؤوس الأموال فيها يمتنعون عن اتخاذ قرارات قد يرونها خطرة على مستقبلهم المهني والربحي في أوان الظواهر الفلكية؟
فعندما نرى مثل تلك الأمور، نتلمّس كيف أن السّحر (وما يدور في فلكه من ممارسات وأفكار...) لا يزال يسيطر على حياة البشرية الماديّة جدّاً اليوم، حتى من باب العلم.
فإنسان اليوم الذي يضع الإيمان جانباً، يُسابق الوقت للتعرّف الى كائنات فضائية مثلاً. وإنسان اليوم الذي يعتبر أن لا حاجة لشيء خارج العلم، يغرق بالسّحر من باب العلم، والأمثلة في هذا الإطار كثيرة، من بينها الحديث عن تحضيرات لإجراء تجارب بهدف العثور على أدلة لوجود الأشباح، في محاولة لحلّ العديد من المشاكل في فيزياء الجُسيمات، وتعزيز فهم طبيعة الكون.
حالة تعيسة
لم يستغرب المتخصّص في الأحوال الجوية وعلم المناخ في بوسطن، الأب إيلي خنيصر، بعض السلوكيات الغريبة لدى إنسان اليوم، وقال في هذا السياق إن "متابعة "تيك توك" و"إنستغرام" و"يوتيوب"، وما يُنشَر على تلك المواقع وغيرها من أمور وتجارب غريبة، تُعطي فكرة ولو بسيطة عن الحالة التعيسة التي وصل إليها إنسان اليوم. والأمثلة كثيرة هنا، من بينها التداول بكلام عن أن الأرض مسطّحة لا كروية، وهو كلام يبيّن أن نسبة كبيرة من سكان هذا العالم باتت "ملطوشة" من الناحية الفكرية مع الأسف".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "إنسان اليوم يبحث عن تفسيرات وشروحات لأمور كثيرة بواسطة العلم، رغم أنه لا يمكن فهمها إلا بالإيمان. وإذا لم ينجح في مسعاه هذا، يُسرع نحو الإلحاد. وهذا يعيدنا الى ما قاله السيّد المسيح، عن أن متى عاد ابن الإنسان هل يجد الإيمان على الأرض؟ فهذه الجملة تختصر كل شيء".
التقاط الروح!
ولفت الأب خنيصر الى كارثة "دخول إنسان اليوم في العلم بهدف إيجاد أدلّة على الروح، والى أين تذهب بعد خروجها من الجسد، وكيفية خروجها منه، والبحث عن شعور الإنسان في تلك الحالة، الى درجة أن بعض التجارب التي يتمّ التداول بها تُظهر وضع آلات للميت سعياً لإمكانية التقاط الروح وهو خارج من الجسد. ولكن هؤلاء لن يتوصلوا لشيء. فما هو روحاني لا يُفسَّر إلا بواسطة الإيمان".
وختم:"لا وجود لكائنات فضائية، وكل ما يتمّ تداولة من صور لمثل تلك الكائنات على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن تحضيره بشكل سينمائي، وبسهولة. فلا حياة خارج الأرض، والمُؤسِف هو أن نسبة كبيرة جدّاً من الناس والعلماء أُصيبوا بـ "لطشة دماغية" تجعلهم يتحدّثون عن مثل تلك الأمور وكأنها حقائق، أو مادّة تستحقّ البحث والمتابعة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|