دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
الحكومة تسابق الفراغ: "الحزب" يصادم تعنت باسيل
أكثر من اي وقت مضى خيم التشاؤم على أجواء تشكيل الحكومة، فاستمرت عملية التجاذب بين ميقاتي وباسيل الذي عاد إلى رفع سقف شروطه في ظل إصرار الرئيس المكلف على محدودية تبديل وزراء في الحكومة، على نحو لا يمس التوازنات القائمة. ويبيّن خلاف ميقاتي وباسيل أنه لم يعد معروفاً ما إذا كان الوقت لا يزال يسمح بتشكيل حكومة جديدة، وبإعدادها بياناً وزارياً لتمثل أمام مجلس النواب لنيل ثقته، فيما نحن على مسافة 25 يوم من نهاية ولاية رئيس الجمهورية.
استنزاف ميقاتي
وكلما اقترب موعد نهاية العهد اشتد الكباش حول تشكيل الحكومة. وباسيل يصوّب على أكثر من هدف. فما لم يطلبه في بداية العهد يتمسك بتحصيله في نهايته. يريد ضمانات لدور تياره في الحكومة التي ستدير الفراغ الرئاسي. ويريد حصة كبيرة في التعينيات المحتملة. أما إذا نجحت مساعي انتخاب رئيس جمهورية فلباسيل شروط وأثمان يريد الحصول عليها. ذلك أنه لا يجد سبباً يحمله على تقديم حكومة لميقاتي على طبق من فضة.
بات واضحاً أن غاية باسيل استزاف طاقة الرئيس المكلف ليحصّل منه ما أمكن من أثمان، لأن استمرار الحكومة في وضعية تصريف الأعمال غير ممكن، ويحدّ من صلاحياتها في اتخاذ القرارات المصيرية. وتصعيد باسيل دفع حزب الله إلى تكثيف مساعيه لعله ينجح في ردم الهوة بين الرجلين، من دون أن يسجل تقدماً ملموساً يحدث تغييراً في موقف كل منهما.
يصر باسيل على تغيير حكومي يشمل الوزراء المسيحيين في الحكومة واستبدالهم بوزراء سياسيين. لكن ميقاتي يصر على ألا يتجاوز التغيير 4 وزراء، أي شيعي وسني ودرزي ومسيحي. وسجل ملاحظات على توزير بعض الأسماء كالنائب السابق إدي معلوف الذي خرج خاسراً من الانتخابات النيابية. ويؤازر ميقاتي رئيس مجلس النواب الذي يحذره من المس بالتوازنات الحكومية القائمة، وألا ينال عون وصهره ولو ربع امتياز جديد. إذاً يمكن الاستنتاج أن عملية تصفية حسابات بين الرئاستين تكمل مسارها، والغلبة فيها لمن ينتصر في نهاية المطاف.
باسيل المحاصر
يتعامل بري وميقاتي مع عون وباسيل على انهما على مفترق المغادرة، ما يستوجب حصر نفوذهما لا توسيعه ليسيطر باسيل على الحكومة. لكن لباسيل رؤيته، وهو يقف بالمرصاد للرئيسين، ولن يمنحهما من رصيد العهد المتهاوي براءة ذمة حكومية، فيؤخر تشكيل الحكومة . يدرك باسيل أن مطالبه من تستجاب في نهاية المطاف، لرغبة حزب الله في تشكيل حكومة عما قريب، أو لتيسير الاستحقاق الرئاسي وتدير الزوايا لترشيح سليمان فرنجية. وباسيل بات موقناً أن حزب الله قام بخطوات سياسية حاصرته: أولها والأهم تزكييته ميقاتي الذي يعترض باسيل على وجوده منذ تكليفه. وثانيتها اضطراره إلى التراجع عن سلة مطالبه المتعلقة بالتعينات، بعدما أُبلغ استحالة التوافق في شأنها، خاصة على منصبيي قائد الجيش وحاكمية مصرف لبنان.
لذا يصر باسيل على حصة وازنة في الحكومة تؤمن له حضوراً فاعلا من خلال وزراء لهم وزنهم السياسي. وجلسة باسيل مع الوزراء المحسوبين على التيار في الحكومة كانت نارية بامتياز. فشعر أن معظمهم يتملص من التنسيق معه، وصاروا أقرب إلى رئيس الحكومة ويتماهون مع مواقفه. وعرف ميقاتي كيف يضرب على وتر علاقة وزراء التيار برئيسهم. فحين يلتقيهم يبادر إلى الترحيب بوزير الخارجية عبد الله بوحبيب قائلا: "أهلا فخامة الرئيس". أما هيكتور حجار فصار مقيماً معظم أوقاته في السرايا الحكومية. ووزير الطاقة وليد فياض أخد ينسق مع ميقاتي. وزير الاتصالات حاله كحال وزير المالية، يشعر أنه أصيب من بيت أبيه، فلم يعد يريد إكمال مسيرته الوزارية. ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية يرغب هو أيضاً في تغيير الوزراء المحسوبين عليه.
ميقاتي يلتقط أنفاسه
يسجل ميقاتي إذاً مقدرة على تغييب مجلس الوزراء والاستعاظة عنه باجتماعات وزارية متفرقة، يتخذ فيها قراراته بموافقة الوزراء. وهنا أساس المشكلة وسبب الخلاف الرئيسي. وها ميقاتي يلوح بصلاحياته الدستورية خلال رعايته قبل ظهر أمس في فندق فينيسيا إطلاق "منتدى شباب نهوض لبنان نحو مئوية جديدة". وهذا على عكس الجو الحكومي السلبي، ورفعه للمرة الأولى سقف التحدي مع العهد وباسيله، بقوله "إننا ماضون في عملية تشكيل الحكومة الجديدة رغم العراقيل الكثيرة التي توضع في طريقنا، ورغم الشروط والإيحاءات التي تهدف إلى خلق أمر واقع في أخطر مرحلة من تاريخنا". وأعلن ميقاتي عن "متابعة العمل وفق ما يقتضيه الدستور والمصلحة الوطنية، ولن يكون مسموحاً لأحد تخريب المسار الدستوري وعرقلته.
وهذا ما فسرته مصادر حكومية لـ"أساس" باعتباره "تلويحاً بصلاحيات رئيس الحكومة على رأس حكومة تصريف الأعمال، في حال الفراغ الرئاسي، واذا ما استمروا في وضع العقبات أمام عملية تشكيل الحكومة". وحين يسأل ميقاتي عن حكومته يقول: "صعبة". وحين يقال له إن حزب الله يريد حكومة، يجيب: "إذاً ليبذلوا مساعيهم وأنا معهم". وهذه هي الرسالة التي سمعها منه النائب محمد رعد بعد لقائهما على هامش جلسة انتخاب الرئيس الأخيرة.
يسابق حزب الله الأيام لخروج الحكومة إلى بر الأمان، معتبراً أنها ستتشكل في نهاية المطاف، أي الأسبوع المقبل على أبعد تقدير. لكن ليس معروفاً بعد وفق أي شروط. لكن حزب الله استطاع أن ينتزع من ميقاتي وعداً بأن يشارك باسيل بتسمية وزرائه المنوي استبدالهم.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|