في لبنان: واقعٌ خطير... امرأتان تقتلان كلّ شهر!
ارتفعت نسبة جرائم قتل النساء بمعدّل 300 في المئة! وقد قتلت 29 امرأة خلال الـ2023 أي بمعدّل امرأتين شهريًّا، وارتفعت وتيرة العنف المرتكب ضدّ النساء والفتيات وبلغت نسبة التبليغات على الخط الساخن التابع لوزارة الداخلية 767 شكوى أي بمعدّل 64 شكوى شهريًّا، وفق ما نشرته منظمة "أبعاد". أرقامٌ غير مقبولة، ولكن ماذا نتوقّع في بلد تغيب فيه أدنى حقوق الإنسان؟!
"هذه أرقام قوى الأمن الداخلي ولكن الأرقام على أرض الواقع أعلى من ذلك" وفق ما تؤكّد الخبيرة في الحماية الأسريّة رنا غنوي لموقع mtv. بدورها أيضاً، تُشدّد رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون على هذه الحقيقة، إذ تقول لموقعنا: "الأرقام لا تعكس الواقع فالحالات قد تكون أكثر بكثير ممّا يصلنا من شكاوى ولكن لا يتمّ التبليغ دائماً".
إذاً الأرقام أعلى من ذلك، وهذا إذا دلّ على شيء فهو يدلّ على الواقع المرير والمأساوي الذي يعيشه بعض النساء وعلى واقع مجتمعنا الذي وصل إلى الحضيض. في هذا السياق، تشرح غنوي: "منذ 3 سنوات حتى اليوم والبلد يُعاني من سلسلة أزمات متتالية بدءاً من الأزمة الاقتصادية إلى كورونا وارتفاع البطالة وأزمة الليرة، وبات الأساس بالنسبة إلى أيّ شخص هو تأمين أدنى متطلبات العيش ولم نعد نبحث عن الأمان إنّما عن تأمين لقمة العيش. هذا أيضاً بدّل أولويّات النساء ودفع عدداً منهنّ إلى القبول مكرهين بالعنف أو بالظروف الصعبة".
يُضاف إلى ذلك كلّه ما شهدناه من تعطّل القضاء لفترة طويلة نتيجة الاعتكاف والإضرابات والتراخي في تطبيق القوانين سواء 293 أو 422 أو قانون الجريمة بحدّ ذاته، هنا تقول غنوي: "يحصل ذلك نتيجة ضعف الدولة، وهذا ما تجلّى في عدم قدرة القوى الأمنيّة على تنفيذ مداهمات بسبب نفاد المحروقات من الآليات، وهذا لم يشمل فقط الجرائم الأسريّة إنّما طال الجرائم العاديّة أيضاً". بدورها تعتبر عون أنّه يجب تفعيل المعونة القضائية، قائلة: "نحن بحاجة إلى التمويل من أجل تقديم هذه الخدمات، فأسوأ ما نواجهه هو غياب التمويل لأنّه يعرقل عملنا وعمل الكثير من المؤسسات".
عدم تطبيق القانون يزيد من منسوب الجرائم ويُشعر المجرم بالراحة أكثر وهذا ما نشهده اليوم، فهل يُتوقّع المزيد من الارتفاع في أرقام العنف؟ وماذا عن التمويل؟
تُجيب غنوي: "نُعتبر في مرحلة نحاول فيها استعادة عافيتنا على مختلف الأصعدة. وكانت جمعيات حماية المرأة تعتمد على المساعدات من أجل تأمين الخدمات إنّما هذه المساعدات الخارجيّة خفّت في الفترة الأخيرة نتيجة تركّزها على أوكرانيا وغزّة، ونتيجة ما يحصل خفّضت الدول المانحة مساعداتها للبنان".
لارا أبي رافع -موقع mtv
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|