إيقاف مسرحية وجدي معوض وإخبار بحقه بتهمة التعامل مع إسرائيل
سجل في أسبوع ذكرى 13 نيسان 1975 قرار إيقاف عرض مسرحية "وليمة عرس عند رجال الكهف" لمدير مسرح "لا كولين" الفرنسي المخرج اللبناني الكندي وجدي معوّض، المقرر عرضها في بيروت في 30 نيسان على مسرح مونو، وإصدار إخبار بحقه بتهمة التعامل مع إسرائيل.
من جهته، أصدر مسرح "لا كولين" أمس الخميس، وفقاً لما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، بياناً أكد فيه أنه "أخذ علماً بإلغاء عرض عمل لمديره وجدي معوّض، بعد إخبار قضائي في حقه على خلفية اتهامه بالتطبيع مع إسرائيل وتهديدات جدية تلقّاها بعض الفنانين والفنيين"، مشيراً إلى أن العروض الأولى لمسرحية "وليمة عرس عند رجال الكهف" ستقام خلال مهرجان "برينتان دي كوميديان في مدينة مونبلييه" من 7 إلى 9 حزيران المقبل.
إذاً، وجدي معوض هو إسم جديد يضاف إلى لائحة ممن طالتهم تهمة التعامل مع إسرائيل ومنهم الممثل زياد عيتاني الذي بُرّئ من تهمة التجسس لمصلحة إسرائيل في العام 2018، وصولاً إلى المخرج الفرنسي اللبناني زياد الدويري الذي استرد جواز سفره بعد خضوعه للتحقيق في العام 2017 على خلفية دخوله إسرائيل لتصوير فيلم "الصدمة"، مروراً بالهجوم على الكاتب الفرنكوفوني العالمي اللبناني الأصل أمين معلوف في العام 2016 لإجرائه مقابلة على قناة إسرائيلية.
معوض والتطبيع
في العودة إلى وجدي معوض، الذي شغل منذ العام 2016، وبقرار من وزارة الثقافة الفرنسية، منصب مدير مسرح "لا كولين" الوطني في باريس، وهو أحد المسارح الوطنية الستة في باريس، فقد سجلت موجة من حملات التخوين بادرت إليها مجموعة من الصحافيين والصحافيات والمسرحيين على وسائل إعلامية وافتراضية على اختلافها، إضافة إلى أن الممثلين والفنيين في العمل المسرحي تلقوا رسائل خطية على هواتفهم الخاصة طالبتهم بتعليق مشاركتهم في المسرحية وهم عايده صبرا، برناديت حديب، فادي أبي سمرا، علي حرقوص وليال غصين، مع العلم أن بعضهم تفادى التعليق على ما حصل لـ"النهار".
"الكل عصافير"
كشف مضمون "حملة مقاطعة داعمي إسرائيل" أن "مسرحية "الكل عصافير" عرضت بدعم من السفارة الإسرائيلية في باريس وتمويلها على مسرح " لاكولين" في باريس، إضافة إلى أنها عرضت أيضاً على مسرح كاميري في تل أبيب في العام 2018"، مشيراً إلى أن "غالبية الممثلين هم إسرائيليون أو من حملة الجنسية الإسرائيلية، مع معلومة أخرى أن معوض استعان بالمؤرخة اليهودية نتالي زيمون دافيس لكتابة العمل".
واتهم بيان الحملة معوض بأنه "توّج كرهه للفلسطينيين بعد طوفان الأقصى معتبراً ميليشيات حماس رمزاً لقوى الظلام المجنون التي لا تكتفي بفظائع أعمالها من خطف وتدمير يدفع المدنيون الفلسطينيون ثمنه...".
بعد تعذر التواصل مع المسؤولة الإعلامية لوجدي معوض أو حتى معوض نفسه، عبّرت مديرة مسرح "لو مونو" جوزيان بولس لـ"النهار" عن أسفها الشديد لعدم عرض هذا العمل الضخم في لبنان، والذي يجري تحضيره منذ حزيران 2013، موضحة أنها صعقت من الحملة الشرسة ضد معوض والإخبار الذي صدر بحقه وملاحقته من النيابة العامة، لأن هذا كشف مستوىً مقلقاًوخطيراً ليس فقط على وجدي معوض بل على المواطنين كلهم.
ولفتت إلى أن "تمويل مسرحية "وليمة عرس عند رجال الكهف"لوجدي معوض على مسرح مونو هو من وزارة الثقافة الفرنسية ومسرح "لاكولين" وإدارة مسرح مونو، الذي سيبقى على مستوى رسالته الثقافية والوطنية من خلال جملة أعمال مسرحية تصب في تفعيل دور الثقافة في صناعة الوطن".
وشددت بولس على أن "مسيرتها المهنية والمسرحية تشهد على دفاعها الشرس عن لبنان، وحقوق الإنسان وذوي الاحتياجات الخاصة فيه، وأنها لطالما نبذت في حياتها أي تمييز بين الناس، وهذا ترجمته عملياً في جهاز العاملين في مسرح مونو، الذي يضم لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، وهو ينسجم مع احترامي الكامل للتكامل مع طبقات المجتمع دون أي تمييز".
ضرب الحياة الثقافية
أما مديرة مهرجان "ربيع بيروت" المنظم من قبل مؤسسة سمير قصير رندا الأسمر فقد أكدت لـ"النهار" أن المهرجان استضاف وجدي معوض في دورته في العام 2013 بأعماله الثلاثة، وهي شكلت تظاهرة ثقافية في بيروت، معبرة عن "استغرابها الشديد للضجة التي رافقت قرار إيقاف مسرحية وجدي معوض في مسرح مونو، لأن هذا الأخير ليس بسارق، وليس بمجرم بل هو قصد بيروت ليقدم هذا العمل عن ذاكرة الحرب باللغة العربية مع مجموعة من الممثلين الرائعين"، مشيرة إلى أنه أبدى استعداده لتقديم معدات حديثة ومتطورة لكل من مسرحي مونو ودوار الشمس.
واعتبرت أن إيقاف العمل المسرحي والإخبار الذي صدر بحق وجدي معوض، هو في الحقيقة يهدف إلى ضرب الحياة الثقافية في لبنان أو حتى للتصدي لكل ما هو جميل في لبنان.
وردت على كل من يتهم معوض بتعامله مع إسرائيل، مذكرة أنه يعمل في فرنسا التي لا تحمل أي عداء لإسرائيل، موضحة أن التمثيل في العمل المسرحي "الكل طيور" لم يكن حكراً على الإسرائيليين، بل ضم الفريق المسرحي ممثلين فرنسيين وعرباً.
ختاماً، شددت الأسمر على أن "مقابلات وجدي معوض الأخيرة على قناة "فرانس أنتير" التي هاجم فيها نتنياهو وبوتين وسواهما، أثبتت أنه وقف إلى جانب فلسطين وسهى بشارة، داعياً إلى وقف الحروب والعنف ورفض الشرخ بين الناس...".
"النهار"- روزيت فاضل
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|