الإمارات تدين قرار الحكومة الإسرائيلية التوسع بالاستيطان في هضبة الجولان المحتلة
ما بعد الرد الايراني.. تصعيد أم تهدئة؟
في الايام الاخيرة، سرّب اكثر من مطلع على السياسات الايرانية، ان طهران مستعدة للتفاوض على عدم الرد على الغارة الاسرائيلية التي استهدفت قنصليتها في دمشق، في حال كان الثمن وقف اطلاق النار في قطاع غزة بشكل نهائي، وهذا الثمن من الواضح ان تل ابيب كانت غير جاهزة لدفعه، اولا لان الحكومة الاسرائيلية لا تريد وقف اطلاق النار وفق التوازنات الحالية وثانياً لانها لن تعطي هذا الانتصار الكبير لايران لتظهر بعده كأنها المنقذ للفلسطينيين امام العالمين العربي والاسلامي.
لكن، بالتوازي مع الرد الايراني الذي لا يبدو انه كان شكلياً، بدأت السيناريوات العسكرية تطرح على الطاولة لاسباب استخبارية وامنية او في اطار استشراف المرحلة المقبلة، من هنا يمكن طرح السؤال الاساسي، هل سيكون الرد الايراني آخر مراحل التصعيد في المنطقة لتعود بعده الامور الى التهدئة ام ان التدحرج العسكري لا مفر منه، ما يعني احتمال الذهاب الى حرب شاملة قد تعرف بداياتها ولكن لن يعرف كيف ستنتهي؟
من الاكيد ان ايران كانت بحاجة لتوجيه ضربة رادعة لاسرائيل تمنعها من تكرار تجاوزاتها الامنية ضدها في سوريا اولاً وفي ايران ثانيا، لان عدم رد ايران او ردها شكلياً كان سيؤدي إلى تجاوز تل ابيب كل الخطوط الحمر وتوجيهها ضربة قاسية داخل الاراضي الايرانية، وعليه فإن الاستهداف لاسرائيل اصابها بشكل مؤلم من دون ان يكون كاسرا للتوازن، لنصبح اليوم امام تحدي الرد الاسرائيلي، في ظل قراءة سياسية تقول بأن واشنطن ستسعى لاحتواء اي رد اسرائيلي لانها في الاصل لم تكن موافقة على استهداف القنصلية.
وعليه فإن الرد الاسرائيلي على الرد سيحدد مسار وضع المنطقة، فإذا كان الرد الاسرائيلي محدوداً ويستهدف قوات او مواقع عسكرية ايرانية في سوريا مثلاً، وهو عمل عسكري ادنى من العمل العسكري الايراني، فإن طهران سترد بضربة اقل من الرد الاسرائيلي في اربيل على سبيل المثال لينتهي الحدث ويبدأ الحديث عمليا عن وقف الحرب في غزة لانها باتت تصيب بشكل واضح الامن الاقليمي وقد تؤدي في أي لحظة الى حرب اقليمية شاملة لا يمكن ضبطها.
اما الخيار الثاني فهو قيام تل ابيب برد فوري ضد الاراضي الايرانية، وهذا الامر بات مرجحا وعندها سيكون على ايران الارتقاء بمستوى ردها وهكذا تتدحرج الامور الى حرب شاملة بين البلدين من غير المستبعد ان تدخل فيها ساحات اخرى مثل لبنان والعراق ولاحقا سوريا، ما قد يجر الولايات المتحدة الاميركية الى الاشتباك، وهذا الاحتمال مستبعد لكنه وارد، اذ ان واشنطن لا تريد الذهاب ابدا الى اشتباك كبير في الشرق الاوسط بل على العكس من ذلك، فهي تسعى الى تهدئة الجبهات المفتوحة لاسباب انتخابية واستراتيجية.
اذا، لا تزال الاحتمالات مفتوحة، لكن مسار الحرب الشاملة يبقى مستبعداً في ظل قناعة مطلقة لدى الايرانيين اولا ولدى الاميركيين ثانياً بأن لا مصلحة لهم بالذهاب نحو اشتباك كبير ومدمر فقط، لان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يريد توريط الفريقين في حرب لانقاذ نفسه سياسياً، وعليه فإن تلقي تل ابيب لصفعة ايرانية لن يزعج واشنطن في حال قرأت هذه الصفعة بأنها ضمن المحسوب ولا تفرض بالضرورة حربا كبرى او ردا عنيفا من قبل اسرائيل.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|