العدوان الاسرائيلي يمنع الاف العائلات الحدودية من زراعة شتول التبغ رمز صمود الجنوب
العدوان الاسرائيلي المتواصل منذ 8تشرين الاول الفائت على الاراضي اللبنانية والذي أوقع خسائر واضراراً جسيمة في الارواح والممتلكات والمزروعات، خصوصا في قرى المنطقة الحدودية وبلداتها في الجنوب، أدى الى حرمان نحو خمسين في المئة من مزارعي التبغ البالغ عددهم زهاء عشرين الفاً، وعلى الأخص في البلدات والقرى القريبة من المواقع الاسرائيلية او المواجهة لها، والتي تتعرض يومياً للقصف الاسرائيلي براً وجواً، زراعة مواسمهم التي تشكل رئة لحياتهم ولعائلاتهم.
فموسم التبغ يشكل منذ عقود عنوانا لصمود ابناء المنطقة في ارضهم، باعتباره مصدر عيشهم الوحيد، ومورداً مهماً للدولة اللبنانية من خلال ادارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية (الريجي) التي تصدر أجود أنواع التبغ الى الخارج بالعملة الصعبة. والمزارع الجنوبي استمر طوال عقود متمسكا بزراعة شتول التبغ يرويها بما يجود به من دماء ومعاناة وعرق، على رغم انها من الزراعات المعقدة التي تمر بمراحل متتالية حتى موعد الحصاد وتسليم المحصول الى الريجي. فهي تبدأ بحراثة الارض ثلاث مرات في السنة، وقبل بدء الزرع يجري استنبات البذور في مشاتل خاصة الى ان تنمو، ليصار لاحقاً الى نقلها وزراعتها في الارض المحروثة الى ان تصبح ناضجة فيجري قطاف اوراقها ونقلها من الحقل الى المنزل حيث تجفف في الهواء الطلق تحت نور الشمس، وبعد ذلك يصار الى جمعها وكبسها قبل نقلها وتسليمها الى إدارة الريجي بأسعار تبدوغالبا زهيدة للمزارع.
تعويض المزارعين
في جولة لـ"النهار" شملت رميش ودير سريان والطيبة وعيترون والقنطرة وحولا وبليدا، يجمع المزارعون على ضرورة زيادة سعر كيلوغرام التبغ هذا العام، وتعويض المزارعين الذين لم يتمكنوا من زراعة اراضيهم، خصوصاً ان العديد منهم دمرت بيوتهم او اجبروا تحت وطأة القصف المتواصل على النزوح.
ويقول مختار بلدة دير سريان علي ابرهيم فيما هو منهمك بزرع شتول التبغ في ارضه مع زوجته وافراد عائلتهما بمعاونة جيرانه: "هذه الزراعة تشكل لنا عنوان صمود وتحد من اجل البقاء والتمسك بالارض، لا بديل لنا من هذه الزراعة التي توارثها الآباء عن الاجداد والابناء عن الآباء، وفي ظل هذ القصف المتواصل من العدو الاسرائيلي نحن نغامر، لا نعلم اذا كنا سنستطيع البقاء في ارضنا وفي بلدتنا. ونتمنى على ادارة الريجي وعلى الدولة اللبنانية رفع سعر الكيلوغرام من 3 دولارات الى 7 دولارات وتعويض المزارعين الذين لم يتمكنوا من زراعة الموسم".
سقلاوي
ويوضح المدير العام لـ"الريجي" ناصيف سقلاوي لـ"النهار" أن "سياسة الريجي قائمة على مساعدة المزارع ودعمه، ومن دون شك هذا الدعم سيتضاعف في ظل الاوضاع الامنية الصعبة والقصف الاسرائيلي المتواصل على الجنوب عموماً والمنطقة الحدودية خصوصاً، وحتى الان ليس لدينا احصاء دقيق عن الاراضي المزروعة او التي لم يتمكن اصحابها من زراعتها، خصوصا في القرى الاكثر عرضة للقصف الاسرائيلي".
ويضيف: "الريجي عملت على اعداد مشاتل بديلة في بعض القرى البعيدة عن جبهة الحرب وتجهيزها لمساعدة المزارع على غرسها في الوقت المناسب، في حال سمح له الوضع الامني. ان حجم الكارثة في قطاع زراعة التبغ لا نستطيع تقديره قبل وقف الحرب والعدوان الاسرائيلي على الاراضي اللبنانية".
فقيه
ويعتبر رئيس اتحاد نقابات مزارعي التبغ ونائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه، "حجم الكارثة في القطاع الزراعي وعلى الأخص في زراعة التبغ جنوباً فادحاً"، مشدداً على "تعويض جميع المزارعين ولاسيما منهم الذين دمرت بيوتهم واجبروا على النزوح ولم يتمكنوا من زراعة اراضيهم". ودعا الحكومة الى "اعتبار الجنوب منطقة منكوبة زراعيا".
"النهار"- أحمد منتش
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|