فشل الترسيم مرتبط بهدنة اليمن ؟

أشار مصدر مطلع الى ان اعلان فشل مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان في حال تمّ، سوف يكون له إنعكاسات "زلزالية" على الاقتصاد اللبناني، مع اتجاه لبنان نحو تطورات دراميتيكة في سعر الصّرف، والضغوطات المرتقبة من قبل الدول الغربية على الدولة اللبنانية لدفعها الى التراجع عن حقوقها في عملية الترسيم.
وتساءل المصدر: هل هناك صلة بين الوساطة الاميركية، وتمديد الهدنة الحاصل في اليمن ؟ ليستطرد ان هناك جوّ عرقلة أبعد من الساحة اللبنانية، ويرتبط بالصراع الإقليمي بين الأميركيين والايرانيين حول عدد من المسائل، وطبيعي ان يكون لبنان جزءا من هذا المسلسل المترابط من شدّ الحبال بين القوى المؤثرة في المنطقة. أضف الى ذلك أن إسرائيل دولة عقائدية، واي تنازل سوف تقدّمه حكومة يائير لابيد سوف يُحسب ضدّها في انتخابات الكنيست، لمصلحة رئيس الحكومة السابق بينيامين نتنياهو، فكانت التعديلات اللبنانية بمثابة "شحمة على فطيرة"- كما يقول المثل- كي يتذرّع الاسرائيلي بها للمضيّ في العرقلة والتأجيل والتسويف، خصوصاً وان مبدأ الاتفاق مع لبنان مرّ، ولكن الإختلاف هو حول بعض التفاصيل التي تقع بنسبة ١٠ بالمئة الحاسمة كما كشف عنها بالأمس نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب، وهذا ما قد يؤخّر الاتفاق لأن اميركا ورئيسها جو بايدن يترقّبان نتيجة الانتخابات الإسرائيلية، ويدعمان لابيد، وعندها يمكن العودة الى الناقورة وإتمام الترسيم، لأن الوضع الاقتصادي الاوروبي لم يعد يحتمل التأخير على أبواب فصل الشتاء القارس .

لبنان أمام أيام صعبة بدأت تظهر معالمها في الارتفاع الصاروخي للدولار الأميركي، واقتحامات المصارف، والتوترات التي ما زالت مضبوطة في بعض المناطق ، ولكن في حال إستمرّت الأمور بهذا المنحة التصعيدي، فعندها كل الاحتمالات واردة.

انطوان غطاس صعب