عربي ودولي

ولاية ترامب الأولى انتهت بـ "كوفيد - 19" فهل تنتهي الثانية بمجاعة عالمية كبرى؟؟؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هذه هي الحروب الجديدة، ونحن في حالة حرب رسميّة.

ففي العادة، تندلع الحرب في وقت معيّن، وتنتهي في آخر، بعد كَسْر الخصم، أو التوصُّل لاتّفاق معه. بينما ما نحن فيه الآن هو أقرب الى زمن من القتل، والجوع، والفقر، والمرض، والموت... نعتقد أنه بدأ في 7 أكتوبر 2023، أو في 15 نيسان 2023 (تاريخ بَدْء حرب السودان)، أو في 24 شباط 2022 (تاريخ بَدْء الحرب الروسية على أوكرانيا)، ولكنّه بدأ في الواقع قبل كل تلك المواجهات، ولا نعلم إذا ما كان يوجد في العالم من يعلم أصلاً، متى ينتهي.

بعيداً من نظريات المؤامرة، هناك الكثير من الدسائس التي تُطبَخ في ظُلمة ليالي هذا العالم. وما نعيشه الآن قد يكون محفوظاً في وثائق "أكلها الغبار"، وتعود الى ما قبل قرن من الزمن، أو أكثر.

ولكن المُضحِك المُبكي في كل ما يجري، هو أن كل الدول تدعو الى خفض التصعيد، فيما الحرب مشتعلة في ما بينها جميعاً، وتحديداً بين الدول الداعية الى تخفيض منسوب التوتّر، والمؤكِّدَة أنها لا ترغب بالحرب. فمن يضحك على الناس؟ ولماذا؟

شراكة الحرب

فعندما تُطحَن مناطق "عن بكرة أبيها" بضربات مكثّفة ومستمرّة، وتسيل الدماء على الأرض "غزيرة"، وذلك بموازاة تصاعُد وتصعيب شروط وقف إطلاق النار، سواء من جانب الطرف الذي يشنّ تلك الضربات أو ذاك الذي يتلقّاها، على حدّ سواء، فإننا نكون أمام "شراكة حرب" قد لا يقبل أحد أن يتخيّلها من حيث المنطق والعقل.

فماذا تعني الرّغبة بالمواجهة حتى النهاية، حتى لدى الطرف الذي يدرك أنه "مش قدّ الحرب"؟ وماذا يعني رفض كل محاولات التهدئة، حتى من جانب الطرف الذي يمتلك القوّة العسكرية الأضعف والأقلّ؟

هذه قمة الشراكة في الحرب، بين المُعتدي والمُعتدى عليه (طرفان يكذبان على الناس)، بهدف زيادة التدمير، وتوجيه العالم الى ما هو أسوأ، بالتكافُل والتضامن مع بعضهما البعض. فمن يضحك على من؟ ولماذا؟

صدفة؟

هل من الصدفة أن تشتعل المواجهات في أوكرانيا حيث سلّة غذاء وخيرات العالم، وفي السودان حيث سلّة غذاء أفريقيا (والعالم بنسبة لا بأس بها)، في أوان "افتتاح" زمن كوارث ما يُقال إنه "تغيّر مناخي"، وهي تطال معظم المناطق الزراعية حول العالم؟

وهل من الصدفة أن تشتعل حروب البحر الأسود وشرق المتوسط والبحر الأحمر، حيث منابع النفط والغاز، وممرّات الشحن العالمية التي تؤثّر على أسعار أنواع السّلع والبضائع كافة؟

وهل من الطبيعي أن يكون أبرز من يقومون بمواجهات البحر الأحمر (الحوثيون)، هم من أبرز الفقراء في العالم، وأن يساهموا بزيادة منسوب الفقر والجوع في العالم، وذلك عبر مساهمتهم برفع أسعار السّلع، وبعَدَم قدرة ملايين الناس على توفير طعامهم وحاجاتهم من جراء ذلك، بسبب ارتفاع الأسعار؟

مُحارَب هو المُحارِب

هذه "شراكة حرب" بين كل أطراف الحروب في كل مناطق وأقاليم العالم، حيث المُحارَب هو نفسه المُحارِب، بأشكال وإثنيات وأعراق وأديان وإيديولوجيات وبلدان... مختلفة.

فالحروب لا دين، ولا بلد، ولا جنسيّة... لها. والمتحاربون تجمعهم الرغبة بالقتل، والتدمير، والتفقير... رغم اختلافاتهم الدينية، والوطنية... فدينهم هو القتل، وعباداتهم هي التفقير، وحضاراتهم هي استسهال تخريب حياة الناس. وهذا قمة ما نمرّ به اليوم.

نحن نعتقد أن العالم يتطوّر، وأننا نحدّد خياراتنا اليومية بحريّتنا. ولكن الواقع مختلف تماماً. فنحن في زمن يعيشنا هو ولا نعيش فيه نحن. زمن يخبرنا بأن الدولة X تطلب ضمانة من الدولة Y قبل استعمال أسلحة تزوّدها بها، و(يخبرنا) بأن الدولة هذه "لا تنام الليالي" للتوسُّط من أجل إنهاء حرب، أو لحلّ المشاكل، ونشر الازدهار، و(يخبرنا) بأن الدولة تلك مُنهمكة بحماية المُستضعفين حول العالم، أو بحماية القِيَم، ولكن كل من وما سبق ذكرهم هم "مُنتَج واحد" في النهاية، يحضّر العالم الى أزمنة أشدّ سوءاً، وخطراً، وبشاعة.

هنا، وبمعزل عن أن احتمال إعادة انتخاب الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن لن يحمل المنّ والسلوى للعالم، إلا أن السؤال المفتوح يمكنه أن يكون: إذا كانت الولاية الأولى للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انتهت بتفشّي جائحة "كوفيد - 19"، بالتكافُل والتضامُن بين كل الأطراف العالمية التي تزرع الموت وتحصده في كل مكان، فهل تنتهي ولايته الثانية (في ما لو أُعيد انتخابه في تشرين الثاني القادم)، بمجاعة عالمية مثلاً، أو بأي نوع من الكوارث الوجودية الكبرى، بالتضامن والتعاون مع أشرس خصومه الأميركيين والخارجيين، خصوصاً أن خصوماتهم هي "عداوات" الشاشات ومواقع التواصُل حصراً؟؟؟...

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا