الورقة الفرنسية المحدّثة رهن جواب الحزب!

انتهى الجدل البلدي إلى ما كان متوقعا، فمدّد مجلس النواب سنة كاملة للمجالس البلدية والاختيارية. لكن هذا التمديد غذّى في الوقت نفسه نيران التنافس بين القوى والأحزاب المسيحية، وجلّه ينطوي على شعبوية فاقعة، فيما المؤكد أن أيا من الجهات المعنية غير قادر على إتمام الانتخابات في مواعيدها المحددة، في موازاة غياب الحماسة عند المرشحين.

يبقى الأكيد أن تسارع التطورات والانشداد تباعا إلى تداعيات التصعيد عند الحدود اللبنانية- الإسرائلية، لن يلبث أن يخمد التنافس البلدي. فالحدّة التي تشهدها الجبهة الجنوبية معطوفة على التحذيرات الخارجية المتتالية من مغبّة تفلّت الأمور وتدهورها بما يتعدى الضوابط القائمة راهنا، تفترض التنبّه والإلتفات صوب مصدر الخطر الحقيقي الذي يزيده خطورةً الانقسام الداخلي والتشظّي المجتمعي الذي بلغ في الآونة الأخيرة مبلغا غير مسبوق.

لذلك كله، تأخذ زيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه لبيروت منحى استثنائيا في المسار الدولي الراغب في وقف التصعيد جنوبا والعودة الى حال الاستقرار بمعية القرار ١٧٠١.

في المعطيات أن المسعى الفرنسي قائم هذه المرة بالتوافق مع الإدارة الأميركية، وثمرة الاتصالات الحثيثة بين باريس وواشنطن، ومن ضمنها اللقاء الذي جمع في البيت الأبيض الموفد جان-إيف لودريان بالمستشار الرئاسي آموس هوكستين. وقد رفع هذا الواقع احتمال النجاح خلافا للمسعى الفرنسي السابق الذي اصطدم فعليا بمعارضة حزب الله باعتباره "رجع صدى للمطالب الإسرائيلية".

وبات معروفا أن الورقة الفرنسية المحدّثة عُدّلت في شكل يراعي هواجس حزب الله من غير أن تتبناها حرفيا أو بالكامل.

وذكرت بعض المعاومات أن الورقة المحدّثة تتضمن ٣ بنود يتدرّج تطبيقها على ٣ مراحل زمنية وفق الآتي:

١- وقف الأعمال الحربية على الحدود.

٢- إخلاء الحزب والجماعات المرتبطة به المناطق الحدودية، لكن مع تعليق تحديد المسافة الجغرافية، وربما العودة إليها في مرحلة لاحقة.

٣-تظهير أو تثبيت الحدود، بما فيها النقاط الـ١٣ المختلف عليها مع إسرائيل، في موازاة انسحابها من تلال كفرشوبا وخراج بلدة الماري، وإيجاد حل مستدام لوضعية مزارع شبعا.

ليبانون فايلز - ميرا جزيني