الجيش النظامي احاط بالسويداء لاحباط مشروع قيام دولة درزية
بعد سنوات من الفوضى التي عمت محافظة السويداء، انتشرت امس وحدات من الحرس الجمهوري باعداد كبيرة حول المدينة، من دون حوادث تذكر بعد غياب دام لسنوات.
وفي المعلومات، ان التحرك المفاجئ للجيش السوري جاء بعد ورود معلومات دولية عن التحضير لمشروع كبير على وشك الانطلاق في السويداء جنوب غرب سوريا. واشارت المعلومات الى ان الانتشار ليس موجها ضد العشرات من المتظاهرين، الذين يظنون ان هناك قيمة حقيقية لهم بالمعادلة الاقليمية، بل لاحباط مشروع "اسرائيلي" قادم على المنطقة الجنوبية في سوريا، وسيكون هناك المزيد من التعزيزات العسكرية من مختلف التشكيلات باتجاه جنوب سوريا خلال الايام المقبلة .
وفي المعلومات ايضا، ان رئيس المجلس الدرزي العالمي في "إسرائيل" طالب منذ ايام ببيان رسمي رئيس الحكومة "الاسرائيلية" بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الاسرائيلي غالانت بفتح معبر القنيطرة، لادخال الاحتياجات الطبية وإلانسانية والعسكرية الى السويداء تحضيراً للآتي، كما ان الارهابي أبو محمد الجولاني زعيم تنظيم "جبهة النصرة" حشد قواته في ريف السويداء منذ ايام، وحضهم على القتال قائلا : "فرحتنا بالسويداء ستكون كبيرة". واشارت المعلومات الى ان الاجتماع الذي عقد في بلدة قنوات بريف السويداء منذ ايام، صدر عنه بيان باسم شيخ عقل الطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري، تضمن تهديدات للدولة والدعوة لمواجهتها عسكريا، رغم كل الاتصالات من وجهاء السويداء بالشيخ الهجري التي حملت استعدادا لمناقشة مطالبه، قابلها بالرفض.
ومن المعلوم ان الدولة في مدينة السويداء ذات الاغلبية الدرزية حاضرة بمؤسساتها الرسمية، في موازاة عدم وجود الجيش السوري في المحافظة، مما ادى الى انتشار الجماعات المسلحة وعمليات الخطف والخوات وفقدان الامان، كما انتشرت تشكيلات مسلحة من رجال الدين بقيادة الشيخ وحيد البلعوس، الذي اغتيل بعملية تفجير وتولى بعده مجموعة من المشايخ القيادة، وعملوا بشكل مستقل عن الدولة واجهزتها، ورفضوا التجنيد الاجباري لابناء السويداء واتهموا الاجهزة الامنية بالوقوف وراء الفوضى وعمليات التهريب. وقد عاشت السويداء اياما عصيبة وسوداء، كما شهدت ايضا اعتصامات مفتوحة من قبل العشرات من المعارضين ضد الدولة السورية دعوا لانفصال الجنوب عنها، ورفعوا المذكرات للامم المتحدة وحاولوا منع الدولة من القيام بمهامها وهاجموا مراكز "البعث".
كما أدى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في فلسطين المحتلة موفق ظريف دورا في تغذية الانقسامات، وعمليات التمويل المالية الكبرى للجماعات المسلحة، وقام باتصالات في اميركا وروسيا لدعم دروز السويداء باقامة الحكم الذاتي وحمايتهم.
واكدت المعلومات ان الاكثرية من ابناء جبل العرب رفضوا هذه المشاريع وتمسكوا بالدولة، لكن المشكلة الاساسية تبقى في موضوع التجنيد الاجباري واصرار الدولة على تطبيق الخدمة الالزامية اسوة بعموم السوريين، وهناك اكثر من ٢٥ الف من شباب محافظة السويداء لم يلتحقوا بالجيش، ورفضت الدولة عرضا لتنفيذ هؤلاء الشباب الخدمة العسكرية في المحافظة .
الجيش السوري انتشر بهدوء، ولم تلق الدعوات لمواجهته اي تجاوب ، علما ان قيادات الطائفة الدرزية في لبنان من وليد جنبلاط الى طلال ارسلان الى وئام وهاب الى مشايخ الدين، ابتعدوا عن التدخل في شأن دروز جبل العرب منذ سنوات، مع ضرورة التنبه والحذر من المخططات الكبيرة ولعبة الامم.
وحسب بعض الفاعليات في السويداء، فان على الدولة السورية تنفيذ خطة انمائية في جبل العرب، وتأمين فرص العمل ودعم الزراعة والمزارعين، وفرض الامن والامان، وقيام الاجهزة بدورها، ووقف التهريب على المعابر وضرب" الشبيحة"، ومعاملة الجميع بالعدل وعدم التمييز بين المواطنين، على اساس هؤلاء مع الدولة وهؤلاء ضدها ، خصوصا ان ابناء السويداء وقفوا مع الجيش السوري والدولة في اوج الهجوم الكبير على سوريا، وقدموا الآلاف من الشهداء وتمسكوا بوحدة سوريا وعروبتها.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|