محليات

المسيحيون في 2050 أقلّ من 15 في المئة ربما... "صحّ النّوم"...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هو زمن رسم خرائط جديدة للمنطقة، سينال لبنان حصّته منها وفيها (قد يكون ذلك حصل وانتهى أصلاً)، سواء أعجبنا ذلك أم لا.

وأمام هذا الواقع، تبرز الحاجة الى اعتماد الواقعية كمنهج مُساعِد على حفظ ولو القليل من الاستمرارية في هذا البلد. وهي واقعية تفرض عدم الاسترسال بإضاعة الوقت، وبالبكاء على أطلال انتخابات رئاسية، وتشكيل حكومات، وانتخابات نيابية وبلدية... لا عاجلاً ولا آجلاً.

 بحث جديد

فالعالم تغيّر ونحن نتغيّر معه من دون أن نشعر، ومن دون أن يُطلعنا أحد على الحقيقة كما هي. ومن هنا تبرز الحاجة ماسّة لوضع الحقائق أمام الجميع، ولبَدْء البحث بأفضل الصِيَغ التي تمنح كل مكوّن لبناني استقلاله الذاتي، وحقّه بحفظ هويته الخاصة، في بقعة تتحضّر لتذوب ضمن إطارها الجغرافي الأوسع.

قاعدة جبل لبنان...

شدّد العضو المؤسّس في تجمُّع "إتّحاديون" جورج جبور على أن "أسوأ ما يمكن أن يُصيب أي شعب في العالم هو أن يعيش في الماضي. وإذا نظرنا الى ماضينا، نجد أن دول المنطقة التي ولدت في عشرينيات القرن الفائت، تمّ لها ذلك بعد تلاقي الدول العظمى آنذاك على اتفاق "سايكس - بيكو" الذي قسّم المنطقة الى دول لم تَكُن سوى دولة واحدة في الماضي الأبْعَد. بينما وحده لبنان كان يوجد فيه قاعدة تتمتّع بخصوصية معيّنة لها في جبل لبنان، في الماضي، وهي كانت تكبر أو تصغر بحسب الظروف".

وذكّر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" بأن "الدول التي قسّمها اتّفاق "سايكس - بيكو" هي بلدان، وليست أوطاناً، بما فيها لبنان. ففي عام 1920، ضُمَّت الى جبل لبنان مناطق الجنوب والبقاع والشمال وبيروت، وبات لدينا ما يُعرَف بلبنان الكبير الذي بدأ كتجربة قادها المسيحيون بين 1920 و1975، الذين حاولوا أن يؤسّسوا وطناً يستوعب ويدمج فيه كل باقي المجموعات التي يتألّف منها لبنان الكبير".

لحظة تاريخية

وأشار جبور الى أن "هذه التجربة فشلت، وأكدت أن الأوطان هي الطوائف في النهاية. فالسُنّي اللبناني أقرب الى السُنّي السوري، والشيعي اللبناني أقرب الى الشيعي الإيراني أو العراقي. ولو كان لدينا في لبنان الآن أكثر من مليونَي إيطالي بدلاً من النازحين السوريين، لكان طالب المسيحيون في لبنان بتجنيسهم. فالوطن هو الانتماء الطائفي والديني لا الانتماء الوطني، وهو ما تعبّر عنه التجربة اللبنانية بدقّة".

وأضاف:"من الطبيعي جدّاً أن لا تنجح الطوائف اللبنانية في أن تركّب وطناً اسمه لبنان، لأن الوطن يحتاج الى أن يُؤسَّس على عقيدة معينة، وهي مبنيّة على الدين إجمالاً في العالم كلّه. وبالتالي، نحن ضمن لحظة تاريخية في لبنان الآن، تتطلّب تمكين كل المجموعات فيه من أن تكوّن الحكم الذاتي الخاص بها، والذي تحافظ من خلاله كل مجموعة على خصوصيّتها".

وتابع:"هذا ما يحصل في سوريا الآن، حيث يحاول العلويون أن يجدوا استقلاليتهم في مناطقهم، بموازاة الخصوصية الدرزية التي لطالما كانت موجودة في جبل الدروز. وهذا ما تمّ في العراق، حيث يتمتّع الأكراد بنوع من الاستقلالية في الشمال العراقي، و(حيث) بات الشيعة يسيطرون على كل المناطق تقريباً، بعدما رفض السُنّة العرض الذي يوفّر نوعاً من نظام فيديرالي هناك. وأما في لبنان، فبات لدى الشيعة دولتهم عملياً، بموازاة خصوصية الدروز التي لا يزالون يحافظون عليها في مناطقهم منذ زمن بعيد. وأما السُنّة، فإذا لم يقبلوا الوقائع الجديدة، فسيخسرون في لبنان أيضاً بعدما خسروا في سوريا والعراق. وأما بالنّسبة الى المسيحيين، فالمشكلة موجودة لدى قياداتهم التي تعمل وفق أجنداتها الشخصية، ومصالحها الشخصية والحزبية والسلطوية الخاصة، ولا تأخذ مصلحة المجموعة في الاعتبار أبداً".

صيغة جديدة

وأكد جبور أنه "ما عاد يمكن للمسيحيين في لبنان أن يذهبوا الى الغرب وأن يقولوا للغربيين إنهم يريدون دولة ديموقراطية في لبنان تقوم على المناصفة، وعلى سلطة "نصّ بنصّ" بين المسيحيين والمسلمين فيه، وذلك بعدما باتوا يشكلون نحو 20 في المئة من الديموغرافيا اللبنانية، مقابل 80 في المئة للمسلمين. فلا منطق ديموقراطياً يقبل مثل تلك الديموقراطية، في ظلّ هذا الاختلال العددي بين اللبنانيين. وحتى إن التوظيف داخل الدولة على طريقة "نصّ بنصّ" من باب التوازن مستحيل، بسبب الاختلال العددي الحاصل بين اللبنانيين".

وأضاف:"المسيحي فقد العدد اللازم في البلد، وهي نقطة نحتاج لأن تُقال على حقيقتها. وبالتالي، تُلزم الحقيقة الجميع بأن يقولوا إن المسيحيين في لبنان سيُصبحون 15 في المئة فقط من عدد السكان، في عام 2050. وأمام هذا الواقع، ماذا سيكون مشروعهم في ذلك الوقت؟ هل هو دولة 1920؟ أو ميثاق 1943؟ أو "اتفاق الطائف" 1989؟ هذه كلّها ما عادت صالحة للمستقبل".

وختم:"لا مفرّ من إيجاد نظام جديد يمكّن المسيحي من الاستمرار في بلده بكرامة واحترام. نحن نقترح النظام الفيديرالي، وعلى الجميع أن يطرحوا أفكارهم بصراحة. فمن يريد للمسيحيين أن يبقوا في لبنان، من واجبه أن يحفظ لهم حرية البقاء فيه كما يريدون هم، وليس كما يريد هو. وبالتالي، من حقّ المسيحي وغير المسيحي أن يقرّر بنفسه كيف سيعيش في البلد. ومن هنا ضرورة البحث عن صيغة جديدة، لأن الحالية والعيش بالتكاذب بين اللبنانيين أثبت فشله".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا