هل تندلع ثورة " تيك توك" في لبنان؟

محمد عبد الرحمن-LebanonOn

في وقت تضجّ فيه مواقع التواصل الاجتماعي بنقاشات ومطالبات تتعلّق بحجب تطبيق "تيك توك" في لبنان إثر استخدامه من قبل عصابة متورطة باغتصاب وابتزاز أطفال وقُصَّر، ثمة اسئلة تطرح حول مصير تطبيق "تيك توك" في لبنان وحول المستفيدين منه كمورد مالي، ولكن لا بد من حث المسؤولين في لبنان على اصدار قوانين وتنفيذها بشكل حاسم لكل متورط في هذه القضية وغيرها، ووضع حد لكل هذه الموبقات التي افرزتها منصات التواصل الاجتماعي على العلن.

في هذا الاطار، أشار الخبير في الامن السيبراني رولان ابي نجم في حديث LebanonOn الى أن "هذا الموضوع يحتاج الى قرار قضائي ووزارة الاتصالات تنفذ هذا القرار، اذ لا يمكن لوزارة الاتصالات ان تتخذ هذا القرار بمفردها".

ولفت الى ان "تيك توك" يواجه مشكلة امكانية حظره منذ حوالى 5 سنوات وحتى الان، خاصة في الولايات المتحدة الاميركية حيث رُعت دعاوى قضائية بغية حظره على اراضيها.

وأضاف: "ليس من السهل القيام بحظر تطبيق معين وخاصة تطبيق "تيك توك" الصيني نظراً لحسابات الاقتصاد والسياسة، أما من الناحية التقنية يمكن لأوجيرو ان تقوم بحظره تقنياً ولكن هناك العديد من اللبنانيين يستخدمون انترنت غير شرعي ولا يمر عبر "أوجيرو"، كما ان هناك عدة مصادر للانترنت في لبنان".

وتابع ابي نجم "يجب على الجمهور الذي يستخدم تطبيق "تيك توك" كمورد للدخل المالي أن يعلم ان هذا التطبيق وغيره من التطبيقات معرض في أية لحظة للتوقف او التعرض للمشاكل ولا يجب الاتكال عليه كمصدر وحيد للدخل المالي وهذه مشكلة كبيرة لديهم".

وأردف: "أما الذين يستخدمون "تيك توك" للترويج لمنتجاتهم ومؤسساتهم بالإضافة إلى صناع المحتوى سيتلقون الضربة الاكبر،لانهم استغرقوا وقتاً طويلاً للوصول إلى أهدافهم، لكن لكل تطبيق جوانب ايجابية وسلبية".

واعتبر انه "لا بد من الاشارة الى أن "تيك توك" اسوء منصة اجتماعية لانها تسبب الادمان للاطفال والمراهقين وتؤثر سلباً على صحتهم النفسية"، مضيفا أن "هناك العديد من التطبيقات سيئة أكثر بكثير من تطبيق "تيك توك"، كما ان العاب الفيديو ايضاً لها تاثير سلبي كبير على الاطفال والمراهقين، وتابع أبي نجم "لا أؤيد فكرة حظر اي تطبيق ولكن لا بد من وجود توعية من قبل الاهل وفي المدارس والمؤسسات".

وأشار ابي نجم في حديثه الى "أن هذا الحدث الاخير في لبنان نتج عنه وعي لدي الاهالي لمتابعة ابنائهم عبر مراقبة ما يقومون بمشاهدته ومتابعته. أما في المدارس لدينا مشكلة في تنفيذ القرارات بحال تم اتخاذ قرار بحملات توعية في المدارس في اطار موضوع "التربية الاعلامية" وخاصة في المدارس الرسمية التي تعاني من وجود اساتذة ومعلمين من الجيل السابق الذي لا يمتلك الوعي الكافي بموضوع منصات "التواصل الاجتماعي" ويجهلون استخدام التطبيقات، وهذا الموضوع يفتح المجال بهدف الاضاءة على تحديث المناهج التربوية القديمة لتواكب العصر الجديد وتقدم التكنولوجيا" ودعا لإدخال العالم الرقمي في هذه المناهج للتوعية حول طريقة استخدام منصات التواصل الاجتماعي وكيفية التعامل مع العالم الرقمي والتصدي لموضوع الابتزاز الالكتروني.

وعن إمكانية اندلاع ثورة في الشارع اللبناني في حال تم اقرار قانون حظر "تيك توك" على غرار ضريبة "الواتساب" في عام 2019، رأى أبي نجم أنَّ الموضوع مختلف لان ما حصل وقتها كان مدبر سياسياً، وهذا الموضوع يتخذ اليوم حجماً أكبر من حجمه لانه لا يمكن لأي قاضٍ اتخاذ قرار بحظره، فالأمر من الممكن ان يتسبب بمشاكل ديبلوماسية وسياسسية واقتصادية مع الصين، وفي حال تم اقراره سليجأ الجميع للتفتيش على انترنت غير شرعي من أجل تفعيله، وأضاف "لن نشهد اية تحركات في الشارع لأن الراي العام اليوم في لبنان ضد "التيكتوكرز" جرَّاء ما حصل، ولن يمتلك هؤلاء الجرأة لرفع صوتهم في حال تم إقرار الحظر، لأن ذلك سيضعهم في مواجهة الاهالي والراي العام الناقم على التطبيق.