الملاجئ تزدحم.. كيف تسير الحياة في كييف عقب القصف الروسي؟

استيقظ سكان العاصمة الأوكرانية كييف في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين، على دوي انفجارات في أنحاء المدينة أعادت إلى أذهانهم مشاهد الحرب التي اندلعت في فبراير الماضي، وفقا لتصريحات أحمد السعيد، نائب رئيس الجالية المصرية في أوكرانيا إلى موقع "سكاي نيوز عربية".

ويقول السعيد الذي يعيش في أوكرانيا منذ 12 عاما لموقع "سكاي نيوز عربية": "عقب وقوع تلك الضربات المفاجئة سادت حالة من الارتباك بين جميع المواطنين والأجانب المقيمين في العاصمة، كان الهجوم الأكبر على وسط المدينة وعدد من المناطق، القصف مستمر منذ الصباح ولم يتوقف حتى الآن وسط مخاوف من استمراره حتى نهاية اليوم".

ويؤكد الرجل الثلاثيني المقيم في كييف انقطاع الكهرباء وضخ المياه إلى المنازل داخل المدينة بعد ساعات قليلة من القصف موضحا لموقع "سكاي نيوز عربية" على صدور توجيهات من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى كافة المقيمين في العاصمة وباقي المدن المتضررة بضرورة توخي الحذر خلال الهجمات والتوجه فورا إلى الملاجئ المخصصة لحمايتهم.

تصريحات الحكومة الأوكرانية عن الحادث:

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على استهداف الضربات الروسية لمنشآت تشغيل الطاقة في أماكن متفرقة داخل بلاده.

أشار زيلينسكي في تصريحات إعلامية إلى وقوع هجوم العاصمة كييف والعديد من المدن الأخرى مثل خاركيف ولفيف وفينيتسا.

نوه الرئيس الأوكراني إلى أن صفارات الإنذار لا تتوقف في أنحاء الدولة نظرا لتساقط الصواريخ طوال الوقت وتعرض العديد من مواطنيه لأضرار بالغة.

قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجنيي أعلن عن إطلاق 75 صاروخا على بلاده خلال الساعات الماضية وإسقاط 41 صاروخ عن طريق الدفاعات الجوية.

رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو أوضح أن مركز المدينة شهد العديد من الانفجارات خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين.

تعليمات للمواطنين

ويضيف السعيد لموقع "سكاي نيوز عربية": "الحكومة الأوكرانية ناشدت الجميع بأهمية الحفاظ على شحن هواتفهم لسهولة التواصل معهم ومعرفة كافة المستجدات التي تدور في المدينة فضلا عن اصطحاب بطانيات كافية داخل المخابئ نظرا لانخفاض درجات الحرارة في الآونة الأخيرة بعد حلول فصل الخريف، والاحتفاظ بمخزون جيد من الطعام والشراب لاحتمالية البقاء في أماكنهم لعدة أيام".

ويتابع نائب رئيس الجالية المصرية في أوكرانيا: "نظرا للأوضاع الصعبة كانت الاستجابة سريعة من أهالي كييف، التزموا بقرارات الحكومة وانطلقوا إلى الملاجئ المنتشرة في الأنحاء، بينما اختار البعض الاحتماء بمحطات مترو الأنفاق الواقعة تحت الأرض، أسفر ذلك عن توقف حركة الانتقالات بين المدن الأوكرانية لحين توقف القصف وهدوء الأوضاع مرة ثانية".

رد الرئيس الروسي:

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده وجهت ضربات إلى مواقع عسكرية أوكرانية ردا على استهداف جسر القرم قبل يومين الذي وصفه بالعمل الإرهابي.

شدد بوتين في تصريحات تلفزيونية على أن القوات الأوكرانية ضربت جسر القرم وفي حالة تكرار تلك الأعمال الإرهابية سيكون رد الفعل قاسي من روسيا، على حد وصفه.

عبر بوتين عن استيائه من قيام أوكرانيا بشن هجمات تخريبية على منشآت مدنية وبنية تحتية روسية.

أزمة المؤن

وعن أزمة المؤن التي تحدث عادة خلال الأزمات، يُشير السعيد لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى ثقافة التخزين التي انتشرت في البيوت الأوكرانية عقب نشوب الحرب بداية العام الجاري، منوها إلى قيامهم بشراء مواد غذائية كثيرة مثل الزيت والسكر والملح والدقيق والأرز والمكرونة، بجانب البطاطس و"الحنطة" التي يفضلها أبناء الدولة لاستخدامها في حالات الطوارئ.

ويختتم السعيد حديثه إلى موقع "سكاي نيوز عربية" قائلا: "نعيش في ظروف قاسية، رائحة الموت منتشرة في كل مكان، والقلق بات الرفيق الدائم لكل شخص يعيش في كييف والمدن الأخرى، نتمنى أن يتوقف القصف لنعود إلى منازلنا، وأن نجد حل قريب لتلك الحرب الدائرة حتى نستعيد حياتنا الطبيعية مرة ثانية بعد شهور من الدمار المتواصل".