إيران تتّشح بالسواد حزناً وتترقّب صراعاً على "خلافة خامنئي"
اتّشحت إيران أمس بالسواد حزناً معلنةً الحداد 5 أيّام على رئيسها إبراهيم رئيسي الذي كان يُعدّ أحد أبرز المرشّحين لخلافة المرشد الأعلى علي خامنئي وقُتِل بتحطّم مروحيّته مع 8 أشخاص آخرين، من بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، الأحد، فيما حدّدت طهران موعد الانتخابات الرئاسية في 28 حزيران المقبل خلال اجتماع لرؤساء السلطة القضائية والحكومة والبرلمان، «بموجب الاتفاق المبدئي لمجلس صيانة الدستور»، وفق التلفزيون الرسمي.
وبمقتل رئيسي عن 63 عاماً، تبدأ فترة من عدم الإستقرار السياسي في البلاد، إذ تُثير وفاة الرئيس الإيراني الاضطراب في خُطط المتشدّدين الذين كانوا يرغبون في أن يكون هو من يخلف خامنئي، وستُفجّر الصراع داخل معسكرهم حول من ستكون له الكلمة العليا في شؤون الجمهورية الإسلامية بعد رحيله.
وكان صعود رئيسي إلى الرئاسة جزءاً من جهود توطيد السلطة في أيدي المحافظين المتشدّدين الذين كرّسوا جهودهم لدعم ركائز الجمهورية الإسلامية في مواجهة المخاطر التي تُشكّلها المعارضة في الداخل والخارج والتي تُطالب بإسقاط النظام الإسلامي، خصوصاً بعد اندلاع ثورة «امرأة، حياة، حرّية» عام 2022، التي قُمعت بالقوّة.
ولم يدعم خامنئي خليفة محدّداً، لكن مراقبين يعتبرون أن رئيسي كان أحد اسمَين تردّد ذكرهما كثيراً. والثاني هو الإبن الثاني لخامنئي، مجتبى الذي يتمتّع بنفوذ في أروقة «صناعة القرار» ويُدرك دهاليز اللعبة السياسية. لكن تطفو شكوك حول احتمال ترشيح مجتبى مع بروز «معارضة» للتوريث.
وآراء رئيسي كانت ترداداً لآراء خامنئي في كلّ قضية محورية، كما نفّذ سياسات المرشد الأعلى التي تستهدف ترسيخ سلطة رجال الدين وقمع المعارضين، وتبنّى نهجاً متشدّداً في قضايا السياسة الخارجية، مثل المحادثات النووية مع واشنطن.
وحافظ المتشدّدون على قبضتهم في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، لكن نسبة المشاركة تراجعت إلى أدنى مستوى منذ الثورة الإسلامية. ويرى مراقبون أن ذلك يعكس أزمة «شرعية شعبية» للنخبة الدينية الحاكمة.
ومن المتوقع أن يُكثّف «الحرس الثوري» ورجال الدين المؤثّرين في قمّ، جهودهم لتشكيل العملية التي يجري من خلالها اختيار المرشد المقبل. وبموجب الدستور الإيراني، يجري تعيين المرشد بقرار من مجلس الخبراء، وهو هيئة دينية مؤلّفة من 88 عضواً تُراقب المرشد، ويُمكنها نظريّاً إقالته.
في السياق، اعتبرت رئيسة «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» المعارض مريم رجوي في بيان أن مقتل رئيسي يُمثّل «ضربة استراتيجية من العيار الثقيل لا يُمكن تعويضها يتلقاها خامنئي ومجمل نظام الإعدامات والمجازر»، مؤكدةً أن مقتل رئيسي ستكون له «عواقب وأزمات تطال كامل الاستبداد الديني، حيث يدفع المنتفضين للمضي قدماً».
ورأت رجوي أن «لعنة الأمهات والمطالبين بمقاضاة المتورّطين في سفك دماء الشهداء والقتلى الذين بقوا على مواقفهم ثابتين ولعنة الله والشعب والتاريخ تُلاحق سفاح مجزرة 1988»، في إشارة منها إلى رئيسي.
في الموازاة، أمر رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلّحة الإيرانية اللواء محمد باقري، بإجراء تحقيق في سبب تحطّم المروحية التي كانت تُقلّ الرئيس ومرافقيه، في وقت كلّف فيه خامنئي النائب الأوّل لرئيس الجمهورية محمد مخبر بتولّي مهام الرئاسة. كما عُيّن علي باقري، كبير المفاوضين في الملف النووي ونائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، وزيراً للخارجية بالوكالة خلفاً لعبداللهيان.
وستبدأ مراسم تشييع رئيسي في تبريز اليوم، فيما سيُقام موكب تشييع في طهران الأربعاء. وبعدما أشار وزير الداخليّة أحمد وحيدي الأحد إلى أنّ المروحيّة، وهي من طراز «بيل 212»، «نفّذت هبوطاً صعباً بسبب سوء الأحوال الجوّية»، ذكر التلفزيون الإيراني الرسمي أمس أن المروحية «اصطدمت بجبل وتحطّمت». بالتوازي، أوضح وزير النقل التركي عبد القادر أورال أوغلو أن المروحية لم تكن مجهّزة بـ»نظام إشارات» أو أنه تعطّل عندما تحطّمت، بينما تمكّنت مسيّرة «أكينجي» التي نشرتها تركيا من تحديد مكان حطام المروحية.
وفيما توالت «رسائل التعزية» الإقليمية والدولية بوفاة رئيسي ومرافقيه، كان لافتاً اعتبار المتحدّث باسم البيت الأبيض جون كيربي أن الرئيس الإيراني الراحل «كان رجلاً يداه ملطّختان بالدماء»، معتبراً أن رئيسي يتحمّل «مسؤولية انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان» في ايران، وذلك رغم تقديم واشنطن «تعازيها الرسمية» إلى الجمهورية الإسلامية بوفاته.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|