بيان السفراء يثير المزيد من صخب التفسيرات المتناقضة
بيان سفراء دول اللجنة الخماسية ما انفكّ محور نقاش وسجال وتفسيرات متعددة، وسيُبنى على البيان وعلى تلك التفسيرات حركة اتصالات ولقاءات مكثفة في الأيام المقبلة، انطلاقاً من فرضية أن ما بعد ذلك البيان هو غير ما قبله.
وليس خافياً أن هذا الاعتقاد مبنيّ على أساس أن البيان انطوى على ما يثبت أنه علامة تحوّل نظري وعملي في مسار البحث عن طيّ صفحة الفراغ الرئاسي.
والمفارقة أن أطرافاً في قوى المعارضة تجد في البيان نفسه فرصتها بهدف حشر رئيس مجلس النواب نبيه بري. إلا أن مصادر على صلة بعين التينة سارعت الى إبداء الترحيب ببيان سفراء الخماسية، واعتبرته امتداداً طبيعياً للمبادرة التي سبق أن أطلقها بري قبل أكثر من عام بالدعوة الى حوار وطني شامل.
وفي هذا الإطار أبلغ عضو كتلة "التنمية والتحرير" التي يرأسها الرئيس بري "النهار"، "أننا لم نجد في بيان السفراء الخمسة إلا كل إيجابية واعدة، وبمعنى أدق وجدنا فيه محاكاة لجوهر مبادرة الرئيس بري القائمة كما هو معلوم على ركيزتين أساسيتين:
الأولى الذهاب الى طاولة حوار وطني تسبق جلسة الانتخاب.
الثانية مهلة زمنية محددة (أسبوع أو أقل) لهذا الحوار المنشود والارتضاء بنتائجه مهما كانت على أن ينتقل الجميع بعدها مباشرة الى القاعة العامة للمجلس النيابي للاحتكام الى صندوقة الاقتراع. أما قول البعض بأن بيان سفراء الخماسية الأخير مخالف لمضمون مبادرة الرئيس بري لكونه دعا الى مشاورات قبل جلسة الانتخاب مسقطاً بذا بنداً أساسياً في مبادرة بري وهو جلسة الحوار، فهذا لايغيّر جوهر واقع الحال شيئاً ولا جوهر مبادرة بري. فنحن قلنا مراراً وتكراراً إنه إذا كان مصطلح الحوار يثير هواجس البعض ويبعث الاستياء في نفوسهم، فنحن على أتمّ الاستعداد لاستبداله بمصطلح التشاور الذي يجد هوى في نفوس البعض. أما ما ورد في البيان عن "مهلة الحض والحث" وسقفها الزمني في نهاية شهر أيار الجاري أو أوائل حزيران المقبل فهو ولا شك تزكية للمهلة التي وردت في مبادرة الرئيس بري في نسختها الأخيرة.
ورداً على سؤال يجيب هاشم أن الرئيس بري سارع الى إظهار الترحيب بهذا البيان فور صدوره وأعرب عن استعداده للسير به، ونحن نجدّد الاستعداد ونعلن بصريح العبارة أن أبواب عين التينة مشرعة أمام أي كتلة أو جهة تريد الشروع بترجمة عملية لبيان سفراء الخماسية. وأعتقد جازماً أن الذين سعوا دوماً الى النيل من مبادرة بري ورفضوها أصابهم بيان عوكر بالإحباط لأن مضمون هذا البيان متطابق الى حدّ بعيد مع مضمون مبادرة الرئيس بري، لذا ندعو هؤلاء الى التحلي بالجرأة وملاقاة الرئيس بري، المستعد للمضي بكل ما من شأنه أن ينهي الفراغ الآن قبل الغد.
وفي الموازاة تتعامل "كتلة الاعتدال الوطني" صاحبة المبادرة الأبرز لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، مع بيان سفراء الخماسية على أنه دفع جديد إضافي للمبادرة التي أطلقتها وبذلت جهداً استثنائياً للترويج لها سعياً الى إقناع المعنيين بها كسبيل للخروج من أزمة الشغور وتداعياتها السلبية. وتؤكد مصادر في الكتلة لـ"النهار" أن الكتلة فور صدور بيان السفراء الخمسة استأنفت دورة لقاءاتها واتصالاتها مع المعنيين، وهي أنجزت بالفعل، بعيداً عن الأضواء، بعضاً من هذه اللقاءات، وهي ستلتقي الرئيس بري لوصل ما انقطع من أحاديث سابقة معه بهذا الشأن، وعلى جدول أعمالنا مواعيد للقاءات أخرى. وقالت المصادر عينها إن البيان حذر من حرب مفتوحة قد تبدأ، وهو أعطى بذا مهلة حضّ وحثّ للجميع بأن "دبّروا حالكم وأنقذوا بلدكم من شرّ مستطير". ولفتت الى أنه "فيما يبدو الرئيس بري مستعجلاً لإنجاز هذا الاستحقاق ويبدي تجاوباً مع المبادرات الرامية الى بلوغ هذا الهدف نجد أن الفريق الآخر في الثنائي أي "حزب الله" لا يبدي الحماسة نفسها بل هو يتعاطى ببرود مع هذا الموضوع الملحّ".
ورداً على سؤال أكدت المصادر أن الكتلة كانت سبّاقة في الدعوة الى استبدال كلمة الحوار بكلمة التشاور. وخلصت "نحن بدأنا دورة حراكنا الجديد وسنمضي بها الى النهاية عسى ولعل نعثر على معطى جديد يغيّر من الصورة النمطية".
"النهار"- ابراهيم بيرم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|