لـ"كرة السلة" في لبنان نكهة خاصة... وجمهور يتقن "التّهيص"
كارول سلوم – "أخبار اليوم"
دقت الساعة العاشرة إلا ربعا ليلا ، التهب ملعب غزير.. التهب ملعب المنارة، ومن وراءهما منازل مقاهي جمهوري الحكمة والرياضي أو الأخضر والأصفر.
وقبل الساعة المحددة بكثير، ترفع الرايات.. يتأهب المناصرون ، لا كلام قبل مباراة الفريقين .. فقط تشجيع وأناشيد وزي يتناسب والمباراة وقمصان خاصة.
لا تمر مباريات الفريقين من دون لجوء محبي لعبة كرة السلة إلى استخدام جميع وسائل التشجيع، أما الجمهور داخل الملعب فكعادته مستشرسا، صارخا، منتقدا، متمنيا ان يُفَوت اللاعب الخصم تسجيل النقاط، مع استخدام عدة العمل لجهة الصراخ السلبي ...defense ، defense هي العبارة الأكثر تداولا على لسان هذا الجمهور او ذاك...
ويمنى البعض أن يتخلى عن مقعده ويقفز إلى الملعب وسط المباراة فقط من أجل التمني على لاعبه المفضل أن يركز أكثر، وهناك ايضا حقيقة مؤكدة أن المشاهدين بدورهم كانوا يرفعون الدعاء لتقدم الفريق ، أما مراقبة الوقت و" تكات" الدقائق، فتلك وحدها حبس للأنفاس.
"يلا عرقجي... يلا غبسون" ، و" يلا " لاعبون آخرون، "التهيص" واحد، لأن المهم هو زيادة النقاط ولاسيما الثلاثية. لقد تسمر كثيرون امام الشاشة الصغيرة لأسابيع من أجل متابعة سير المباريات بطولة "سنبس" لكرة السلة. صحيح أن اللبنانيين ينقسمون بين ودهم لناديي الحكمة والرياضي، لكن في الوقت نفسه هناك مشجعين لنوادٍ أخرى، لم يحالفها الحظ.
اما مشهد المدربين في تلك الفترة فكان يوحي بأن "المهمة" يجب أن تنجز على أكمل وجه، وحال الحكام واحد: مراقبة ومراقبة وتدخل عند اللزوم، ولو ان هؤلاء ايضا ينالون نصيبهم من "الشتائم" إذا منحوا الفريق الخصم أفضلية ما.
في الواقع، تدور اللعبة دورتها لتقلب الربح إلى خسارة والعكس صحيح، وقد يكون ذلك في الربع الأخير من المباراة أو حتى في الدقائق الأخيرة. وعندها يرفع الرابح علامة النصر، والخاسر اما يبرر أو ينكفأ وهذا ينطبق على الجمهور الذي أستمع طوال الوقت إلى نشيدي الفريقين، فيما ردد جمهور الحكمة "كانت كلمة بالبداية صرت حكمة والها راية" ، أما الرياضي فقالها صراحة : الماضي علينا راضي بلانا المستقبل فاضي.. لينهي: الجمهور بيصرخ "رياضي".
بالطبع لم يكن هناك أي احتكاك بين الجمهورين، لأن كل جمهور كان يشارك في مباراة التي تقام على ارض (اي ملعب) فريقه، وصحيح أن إشكالات معينة سجلت إلا أنها لم تؤثر على سير المباريات على الإطلاق .
ايلي و. من مشجعي النادي الأخضر منذ أن عرف لعبة كرة السلة، فهو "حكماوي بالدم"، ويقول لوكالة "أخبار اليوم" أنه سيظل حكماويا طالما أنه يتنفس، وعلى العهد باق. اما تأييد سعيد ك. من مناصري الرياضي فيؤكد ثابت النادي والبطولة ستكون دائما لمصلحته، وانه دأب على حضور مباراة فريقه منذ أن سُمح للجمهور بالحضور.
من عشق لعبة كرة السلة "علق"، ولقد اثبت الجمهور أنه مقاوم وعنيد ووفي، وهو مستنفر في كل مرة، ولن يتوقف عن اطلاق الهتافات بأسم فريقه المفضل ...
"الرياضي" و"الحكمة" قصة تنافس طويلة لن تنتهي ولو أن الأداء اختلف عن السنوات السابقة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|