هل يُريد الأوروبيّون إبقاء النّازحين في لبنان؟

لم تنتهِ بعد قصّة الهبة الأوروبيّة للبنان، فمنذ بداية طرحها، أحدثت خضّة كبيرة، وبدا، وكأنّ الأوروبيّين يرشون الحكومة اللّبنانيّة بهدف إبقاء النّازحين السّوريّين على أراضينا. هذه البلبلة استدعت عقد جلسة نيابيّة لتوضيح الحقيقة، رغم أنّنا لم نلمس حتّى الآن مفاعيلها على الأرض. ولكن يبقى السّؤال: لماذا يريد الأوروبيّون إبقاء النّازحين في لبنان؟ وهل هناك خشية من استخدامهم في فتنة داخليّة؟

يعتبر المحلّل السّياسيّ جوني منيّر ألا مشكلة لدى الأوروبيّين في عودة النّازحين من لبنان إلى سوريا، لكنّ النّظام السّوريّ لا يريد ذلك حالياً، إلا مقابل أثمان، إمّا سياسيّة، من خلال إعادة تحاور لبنان معه بالعمق، وإمّا ماليّة، عبّر عنها الأمين العام لـ"حزب الله" السّيّد حسن نصرالله، من خلال مطالبته برفع "عقوبات قيصر" عن النّظام السّوريّ، أو من خلال منح الأموال للنّظام من أجل إعادة إعمار سوريا تحت شعار "إعادة النّازحين".
ويُضيف، في حديث لموقع mtv: "أوروبا لا تريد استقبال النّازحين على أراضيها، إذ تكفيها مشاكلها وأزماتها، لكنّها لا ترفض عودتهم إلى سوريا، إلا أنّها لا تستطيع تطبيق ذلك حالياً، فلم يحن وقت دفع الأثمان السّياسيّة والماليّة للنّظام، فهذا الموضوع له علاقة بالتّسوية الشّاملة في المنطقة".
ويُشير منيّر إلى "خشية من استخدام النّازحين في فتنة داخليّة، فقد وُضعوا عند توافدهم إلى لبنان، بطريقة مدروسة، في مخيّمات، كتلك الموجودة في البقاع الشّماليّ، وهناك كثافة كبيرة في البقاع الغربيّ وفي الشّمال أيضاً، وفي بعض الأحيان ضُبطت أسلحة في المخيّمات "بالمفرّق"، وهناك عدد كبير من النّازحين يعرفون أساليب القتال".
ما حقيقة موقف "حزب الله" من مسألة عودة النّازحين؟ يلفت منيّر إلى أنّ "هذه إحدى النّقاط التي تشكّل تمايزاً بين "الحزب" والنّظام السوريّ، فالأوّل مُتضرّر من وجود النّازحين في لبنان، ويريد إعادتهم الى سوريا، فهم يشكّلون عبئاً عليه، لا سيّما أن المخيّمات المكتظّة تُعتبَر في مناطق استراتيجيّة وحسّاسة، في المُقابل، لا يرغب النّظام السّوريّ بعودتهم، لذلك، طالب نصرالله في كلمته الأخيرة برفع "عقوبات قيصر"، وتقدّم بالطّلب الماليّ مقابل إعادة النّازحين".

إذاً، يبدو أنّ الكرة في ملعب النّظام السّوريّ الذي يرفض عودة النّازحين حالياً، إلا من أجل مصلحته الخاصّة، وهو يستعملهم كورقة ضغط على الدّول الغربيّة لإزالة العقوبات عنه. وفي الأيّام الأخيرة، برزَت مطالبات عدّة من قبل فرقاء لبنانيّين، بالحوار مع النّظام بشأن ملفّ النّازحين، فهل ستفعلها الحكومة وتُفاجئنا، فتجِد الحلّ النّهائيّ لهذا الملفّ؟

رينه أبي نادر -موقع mtv